خبر تشلسي ليست لنا... يديعوت

الساعة 02:00 م|27 يوليو 2010

بقلم: عليزا لفي

كيف يجب علينا أن ننظر الى زواج تشلسي كلينتون ومارك مزفنسكي؟ هل تنضم ابنة العائلة الأولى في السياسة الامريكية الى الشعب اليهودي أم أن أبناء شاب يهودي ناجح آخر لن يعدوا يهودا؟ ليس عجبا أن الانشغال بمراسم الزواج يشغل وسائل الاعلام العالمية والمواقع اليهودية في الانترنت. الوضع واضح من الجانب الشرعي: تشلسي لن تتهود – والشعب اليهودي يخسر. لكن هل يوجد اختلاف من ناحية اجتماعية وقومية؟

هذا الزواج لا يضايق حقا يهودا امريكيين كثيرا وغير قليل من الاسرائيليين ايضا بل هو على العكس أساس للفخر. فهو يصور على نحو جيد وهو في الاخبار وهو اندماج في أحسن حالاته. لكن ليست هذه هي الصورة كلها. إن قصة الزواج المختلط والذوبان في الآخر ليست مشكلة دينية فقط بل هي أكثر من ذلك. إن هذه الحالة، مثل تناول وسائل الاعلام الايجابي لها، من علامات عصر جديد لم يعد فيه أجزاء كبيرة من الجيل الشاب من يهود الولايات المتحدة منا. إن النظر الى الزواج المختلط على أنه قضية دينية فحسب، لا تهم غير المتدينين، يخطىء الواقع الذي يهددنا جميعا المتدينين والعلمانيين معا.

في حين رأى جيل الاباء الامريكي اسرائيل جزءا من ماهية اليهودية وعمل بحسب ذلك، لا يرى كثير من أبناء وبنات الجيل الشاب أنفسهم ذوي صلة باسرائيل. فجزء منهم مشغول بتنمية حياته المهنية الشخصية ويكتفي بالتبرع للجماعة حوله. وعند اولئك الذين يشعرون برغبة في التبرع أيضا، لم يعد التجنيد النفسي من أجل اسرائيل هدفا ذا صلة. فالتصور فوق القومي عن "اصلاح العالم" هو السائد. وهكذا يتبرع كثيرون في افريقية او في دول نامية، وثمة من طريقتهم في التعبير عن يهوديتهم هي مشايعة الفلسطينيين مع العمل في مواجهة اسرائيل وسياستها.

كتب بيتر بينارت، المحرر السابق لصحيفة "نيو ريببلك" في المدة الاخيرة ان ليس اكثر الشبان اليهود في الولايات المتحدة يذوبون في غيرهم فحسب، بل من لا يفعل ذلك لا يشعر بصلة بدولة اليهود: "يوجد الكثير جدا من الصهاينة ولا سيما الارثوذكس الشديدو الالتزام لاسرائيل بين اليهود الامريكيين اليوم؛ ويوجد الكثير جدا من الليبراليين ولا سيما العلمانيون الملتزمون التزاما عميقا لحقوق الانسان لجميع الشعوب وفيهم الفلسطينيون. كلما مر الوقت ابتعدت الجماعتان بعضهما عن بعض ولا سيما في الاجيال الشابة".

الأزمة قبل كل شيء هي أزمة يهود الولايات المتحدة، والقادة والحركات والتيارات والجماعات. إنه ما ظلت الصلة باسرائيل قاسما موحدا استطاع كثيرون أن يعبروا عن أنفسهم بواسطتها. إن خليط الزواج المختلط وفقدان الصلة باسرائيل قد يكونان باعثا على اضعاف الجماعات والتيارات. لكن هذه مشكلتنا ايضا في اسرائيل. وليس لذلك لاعتبارات الجدوى السياسية والاقتصادية فحسب بل وفي الأساس لاعتبارات المسؤولية المتبادلة.

برغم رفض الجلاء الذي قام في أساس الصهيونية، لا نستطيع تجاهل ما يحدث في الجاليات ولا في أكبرها بيقين. فهم إخواننا ونحن اخوانهم، برغم البعد  الجغرافي والثقافي والسياسي والديني. وفي الايقاع الحالي، وفي غضون جيل أو جيلين سيبقى في الأساس اولئك الذين يعدون في الجماعات الارثوذكسية والحريدية.

ماذا نستطيع ان نفعل؟ لا شك في ان الحديث عن ظاهرة بعيدة عن مجال تدخلنا. فقدرتنا كاسرائيليين على انشاء قنوات اتصال حقيقية محدودة. في العالم ما بعد الحداثي الذي يقدس الفرد وحقوقه وحريته، يصعب ان نجد دعاوى لمصلحة الجماعة القومية – الدينية التي تحاول ان تحافظ على تميزها.

الاتجاه الممكن هو تعميق الصلة الانسانية بين الافراد والعائلات في اسرائيل والولايات المتحدة. توجد "أدوات عمل" قائمة تستطيع المساعدة. فهناك نظام المبعوثين الى الجماعات وتعميق الصلة الشخصية المتصلة بواسطة "تغليت"، وتشجيع تبادل الفتيان والشبان وغير ذلك. لكن يجب قبل بحث الحلول معرفة الواقع المتغير واستدخال ما وضع على أبوابنا. إن اسرائيل بكونها دولة يهودية ذات التزام للشعب اليهودي وتراثه ومستقبله هي عنوان مواجهة التحدي المركزي الذي يواجه الشعب اليهودي في عصرنا.