خبر قصة حب .. هآرتس

الساعة 01:41 م|27 يوليو 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

قبل بضعة أسابيع سأل مزال معلم من صحيفة "هآرتس" وايزمن شيري لماذا يشاجر ايهود باراك جميع مقربيه. فأنشد شيري قائلا "مشكلة ايهود انه ليس سياسيا. لو كان أقل التزاما للأمن وأكثر اكبابا على السياسة لبدا الامر مختلفا". لو نشرت هذه المقابلة في عيد الحب في 15 آب (العبري) الذي وقع أمس، لقلت ان مشكلة باراك انه لا يحب سوى نفسه.

أحد مميزات السياسة الاسرائيلية لعهدنا هو أن قادة الأمة يحبون زملاؤهم أو يكرهونهم. وعنايتهم محصورة في استطلاعات الرأي العام وفي الحيل أكثر من كونها محصورة في المزاوجة السياسية.

كلما نظرنا الى الوراء، نرى ان المزاوجة السياسية كانت غارقة في علاقات حب – كراهية عميقة، من جهة عاطفية وعقائدية معا. فالى حرب الايام الستة كان بن غوريون بكره بيغن. ولم يذكر في الكنيست قط اسمه بل سماه "الرجل الذي يجلس عن يمين عضو الكنيست بادر". كان بدء الكراهية بينهما في الشقاق حول جابوتنسكي. فقد رفض بن غوريون الاتيان بعظامه الى البلاد كما طلب في وصيته. وأتي بها فقط عندما تولي ليفي اشكول رئاسة الحكومة، وعندما تحولت علاقات التقدير بين اشكول وبن غوريون الى علاقات عداء.

ودت بولا بن غوريون بيغن. وعندما كان يلقاها كان يأخذ يدها بلطف بولندي ويقبلها. لم تضع أية فرصة لاغضاب زوجها بامتداحها تهذيب بيغن. تحولت الكراهية بين بيغن وبن غوريون الى صداقة، عندما اقترح بيغن اعادة بن غوريون الى رئاسة الحكومة عشية حرب الأيام الستة. لكن اشكول وغولدا عارضا بشدة، فقد كانت كراهية منشىء الدولة آنذاك مطلقة عند من ساروا على آثاره خاصة.

ان غولدا التي لم تكن حسناء كانت المرأة الاكثر تقديرا في حزبها. برغم انهم لقبوها الرجل الوحيد في الحكومة – كانت الحقيقة أنها المرأة الأكثر أنوثة. فقد أحبت كالمرأة وكرهت كالمرأة. عندما انشئت حكومة الوحدة الوطنية في عام 1967، طلبت الى بيغن ألا يضم الى الحكومة "هذين الفاشيين ديان وبيرس". ورد عليها بيغن انه لن ينضم هو نفسه الى الحكومة من غيرهما، ورجعت غولدا عن رأيها. اتصل اسم غولدا على أنها امرأة غريزية بعدد من قصص الحب. نكتفي بأن نعطي تلميحا من غير ان نذكر اسما ما. والفاهم يحل اللغز المخبوء هنا بنفسه. في سيرة ذاتية ما ظهرت لحينها في الولايات المتحدة اقتبس زعم انها كانت امرأة "كان من اللذيذ الخطيئة معها". منذ انشاء الدولة أتانا الزعماء أزواجا أزواجا بعلاقات حب – كراهية. تشاجر زعيما مبام يعاري وحزان على المنصب الاول ويعاري يسوغ ما يرى بمرارة: "أذنبي أن حزان أملح مني". يمكن أن نجد حتى اليوم في كتب التاريخ الصورة التي يظهر فيها قائد البلماخ اسحاق سديه يحتضن حبيبيه يغئال ألون وموشيه ديان. أحب بعض القيادة القديمة ألون وبعضها ديان. أصبح صاحب عصابة العين حبيبا لبن غوريون في حين لم يكن يحسب حسابا لألون. وعندما خدم ألون ايضا وزيرا للخارجية في حكومة رابين، استخف به رابين والتف عليه.

كانت العلاقات بين ألون وديان علاقات حسد واستخفاف متبادل. كذلك العلاقات بين بيرس وديان، اللذين كانا الزوجين الحبيبين الى بن غوريون، فترت على الزمن. رأى بيرس انضمام ديان المفاجىء وزيرا للخارجية الى حكومة بيغن خيانة.

في قسم الخيانة هذا، تغلب ديان على بيرس في المجال السياسي وفي علاقاته بالنساء ايضا. شق ديان طريقه الى بيغن بقوله "أنا أقرب الى بيغن من يعاري". وبهذا رفس اليسار واشترى قلب بيغن. وقد نجح اكثر من المحامي شموئيل تامير، الذي حاول اسقاط بيغن في فخ. لم يحلم بأن يأتي يوم يكون فيه بيغن رئيس حكومة.

من جيل لجيل تحول الأزواج الساسة من محبين الى مبغضين والعكس. فبن غوريون – شاريت، وبن غوريون – أشكول، وشاريت – لفون. وشاريت الذي قال في خطبة خيبة أمله من سياسة بن غوريون في الرد على الاعداء، "يجب ان تقرر اسرائيل أتريد أن تكون دولة سطو أم دولة قانون". وقع علينا المحبون والكارهون أزواجا أزواجا؛ إن "الحيلة النتنة" و "الدساس الذي لا يكل" من تراث الماضي. إن المحب الوحيد الذي بقي هو شمعون بيرس الذي يحب نفسه.