خبر الأعراس في غزة..« بهرجة وكماليات تخرب البيوت »

الساعة 05:37 ص|27 يوليو 2010

الأعراس في غزة.."بهرجة وكماليات تخرب البيوت"

فلسطين اليوم-غزة( تقرير خاص)

"بدنا عرس لبنتنا في أحلى صالة في غزة بدنا صالة كذا لأنها فخمة وكبيرة وما حدّش عمل فيها من عائلتنا بدنا فرقة كذا للزفة لأنها أفضل وحدة .. بدنا غذاء من المطبخ الفلاني بدنا نكون غير شكل.."

ما سبق لسان حال معظم العوائل في قطاع غزة التي ترغب في زواج بناتهن، فيما لم يبقى أمام العريس وذويه إلا الصبر والقبول على مضض بمثل تلك الطلبات التي لها أول وليس لها آخر... في محاولة منهم لإتمام مراسيم الزواج دون مشاكل تذكر...

 إذن الزواج في غزة المحاصرة، أصبح كابوسا يلوح فوق رأس كل من يفكر به من شدة المصاريف والتي تبدأ منذ قراءة الفاتحة إلى انتقال العروس إلى عش الزوجية، والتي تصل في معظم الأحوال إلى (10) آلاف دولار وربما تزيد حسب الوضع المادي لذوي العريس...

 

" فلسطين اليوم " حاولت تسليط الضوء على هذه الظاهرة القديمة الجديدة والتي أصبحت مكلفة في ظل الحصار القائم ومحدودية المواد وغلائها..

مع اقتراب غروب الشمس في غزة طيلة أيام فصل الصيف، تسمع وترى "الفدوعوس" وأصوات زفات العرسان تنطلق إيذانا بدخول المرحلة النهائية من مراحل الزفاف وهي الصالة حيث يبدأ العرس في العادة في غزة قبل يومين من موعد الزفاف حيث يكون قبل يومين من الزفاف لأهل العروس وما تعرف بالحنة وما يصحبها من مصاريف وقد يقدم العديد منهم للذهاب للقيام بهذه المناسبة لحجز صالات صغيرة بحجة عدم اتساع المنزل وكثرة المعازيم.

 

اليوم الذي يسبق العرس وهي حفلة العريس ..ولكنها مكلفة للغاية وفق حديث العديد من العرسان لـ"فلسطين اليوم" الذين أشاروا إلى أن الحفلة منها "الإسلامية" والتي يوجد فيها فرقة للمسرح والنشيد, و"الماجنة" التي تعتمد على الغناء المصحوب بالمزامير المنهي عنها وفق الشريعة الإسلامية، حيث يتمايل الشبان على أنغامها في شكل مناف للدين الإسلامي ولعادات وتقاليد شعبنا الفلسطيني المحافظ. وقد تصل تكلفة إقامة الحفلة عدة آلاف شواقل يكون نصيب "الماجنة" منها أكبر.

 

والمصاريف تتوالى في ذلك اليوم "الموعود" بدءاً من كوافير العروس مرورا بوليمة الغداء، وأحيانا ما يعرف بـ"ملاك الرجال" حيث يقدم للمدعووين هدايا تذكارية تزيد من أعباء العريس وذويه...

وفي زحمة الحديث عن الأفراح لا بد من الحديث عن صالات الأفراح، حيث أصبحت تلك الصالات عبئا إضافيا على الأزواج الجديدة خاصة إذا علمنا أن تكلفة استئجار الواحدة منها للّيلة الواحدة ما بين الـ(500) إلى (2000) دولار!


وحول موقف الإسلام مما سبق، أكد الداعية الإسلامي د.جميل مطاوع أن الإسراف والبذخ في مثل تلك المناسبات يعتبر منافيا لتعاليم الإسلام، كما يشكل مدخلا للشيطان لتخريب النواة الأولى للأسرة المسلمة.

ودعا د.مطاوع في حديث مع "فلسطين اليوم" إلى ضرورة الالتزام بتعاليم الإسلام وسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، في إحياء تلك السنة "سنة الزواج"  لاغتنام الأجر، وتأسيس اللبنة الأولى في بناء الأسرة المسلمة على أسس سليمة ومتينة قائمة على المحبة والألفة واتباع سنن الرسول الكريم.

وأشار د.مطاوع إلى أن الكثير من الزيجات القائمة على المنكر والبدع واتباع خطوات الشيطان كان مصيرها الفشل والطلاق وهو ما تؤكده الظواهر والإحصاءات الرسمية في المحاكم الشرعية. داعيا الشباب المقبل على الزواج الى اختيار ذات الدين عملا بقول المصطفى "اظفر بذات الدين..." كما دعا في ذات الوقت أولياء أمور الفتيات إلى الرأفة بالأزواج من خلال تخفيض المهور امتثالا لتعاليم الرسول الكريم " أقلهن مهراً أكثرهن بركة...".

ووجه الدكتور مطاوع دعوة أخيرة حيث قال"رفقاً بأنفسكم واتبعوا النبي حتى يبارك الله لكم في زواجكم".