خبر ليس بأمن، بسلام..هآرتس

الساعة 04:39 م|26 يوليو 2010

بقلم: ميراف ميخائيلي

"انظروا الى هذا المقطع" الدارج على الموضة هذه الايام هو "انظروا الى هذا المقطع، ليس اليساريون الهاذون بل اليمينيون الجذريون هم الذي يعرضون رؤيا دولة واحدة لليهود والفلسطينيين" (ملحق هآرتس 16/7).

 القلب يخفق – عن حق وحقيق، وليس هزءا – لقراءة هذه الامور. "مسنا بالسكان الفلسطينيين اصبح ضربة قاضية اكثر بكثير – تسيبي حوتبيلي؛ "لا يمكن الاستمرار هكذا. في وضع يتعين فيه على جيراني الفلسطينيين اجتياز ثلاثة حواجز كي يتنقلوا من قرية واحدة الى اخرى – اميلي عمروسي؛ "الحل الاسوأ هو على ما يبدو الحل الصحيح: دولة ثنائية القومية، ضم كامل، مواطنون كاملون – اوري اليتسور؛ "اذا كانت الصهيونية هي القول باقل قدر من العرب فاني ملزم بان اقول اني لا اقبل هذا" – موشيه ارنس؛ و "عندما أسمع عن التهديد الديمغرافي، فان هذا قبل كل شيء هو حالة فكرية في أن العرب هو تحديد (...) انا مصدوم من هذه الاقوال " – روبي ريفلين.

غير أنه بالتوازي يواصل ممثلو اليمين التنكيل بالفلسطينيين، في غزة، في الضفة وفي اسرائيل. الليكود بادر وصوت في صالح مشاريع قانون تبعد العرب عن العمل، عن البلدات المجتمعية وعن عائلاتهم؛ قانون الولاء للدولة اليهودية (الذي رد في اللحظة الاخيرة بفضل دان مريدور)؛ وزير الامن الداخلي ومفتش عام الشرطة يدعوان الى العفو عن الشرطي الذي اطلق النار على مقتحم عربي غير مسلح؛ مجلس "يشع" الذي يشمر عن اكمامه قبيل انتهاء تجميد البناء؛ الكنيست تسحب حقوق التقاعد لعزمي بشارة (الذي لم يدن ابدا) وبعضا من حقوق النائبة حنين الزعبي، في ظل عدوان جسدي تجاهها (وريفلين لا يصوت ضد، فقط يمتنع).

التناقض الظاهر يستوي اذا تعمقنا في مسألة أي مواطنة يقترحها المذكورين اعلاه على الفلسطينيين في دولة واحدة: "فليكن واضحا، انا لا اعترف بالحقوق القومي للفلسطينيين في بلاد اسرائيل. انا اعترف بحقوق الانسان وبحقوق الفرد لديهم (...) ولكن بين البحر والنحر هناك مكان لدولة واحدة، دولة يهودية" (حوتبيلي). بمعنى، في كل الاحوال الفلسطينيون هم بشر اقل، حقوق الانسان لهم لا تتضمن تقرير المصير الوطني. في كل الاحوال، نحن نقرر بشأنهم ومن أجلهم.

عمليا، بالضبط مثلما نفعل بالفعل للفلسطينيين الاسرائيليين. معهم ايضا احد لا يتحدث عن السلام. التقارب، التفاهم، التعاون – السلام. احد من رجال اليمين لا يرى بالفلسطينيين الذين هنا واولئك الذين هناك متساوين معها او معه، ولا يثق بهم حقا. حتى وان كان واحد من افضل اصدقائه هو عربي.

ولكن في ذلك فانهم لا يختلفون حقا عن معظم رجال "اليسار". فمعظم هؤلاء أيضا يتحدثون منذ زمن بعيد عن "تسوية سياسية"، عن فصل، وفي افضل الاحوال عن اتفاق (والاختراع الثوري لنتنياهو: احتلال + "سلام اقتصادي". وليس عن السلام.

بيد أن هذا هو قلب الموضوع: السلام. يمكن لهذا ان يكون في صيغة دولتين مجاورتين، او فيدراليتين قوميتين تحت دولة بادارة مشتركة. وحتى في دولة واحدة متعددة القوميات، متعددة الثقافات، متعددة الاديان. ولكن كل واحد من هذه الحلول منوط في أن نرغب في أن نكون مع الفلسطينيين في علاقات طيبة. كل واحد من هذه الحلول يمكن ان يوجد فقط اذا ما وعندما يمكننا أن نرى في جيراننا، بشرا، متساوين، ونرغب في أن نعيش بسلام. لا بأمن، بل بسلام. كلما كنا لا نرغب ولا نؤمن بالسلام، لا يهم كيف نسمي هذا، فاننا سنعيش في احتلال وحرب. وليس لزمن طويل.