خبر نحتاج الى ليبرمان في الحكومة..معاريف

الساعة 04:37 م|26 يوليو 2010

بقلم: مناحيم بن

نجحت الاحزاب الحريدية مرة أخرى في زعزعة افيغدور ليبرمان. وهذه المرة في شأن قانون التهويد الغبي لعضو كتلته البرلمانية دافيد روتم – وجعله سبة في نظر الجمهور. فنية ليبرمان كانت خيرة في ظاهر الامر وهي تسهيل اجراءات تهويد المهاجرين من روسيا وحمايتهم من مؤسستنا الحاخامية الفظيعة، والتي تزهق نفس كل من يريد التهود في البلاد، ولا سيما المهاجرون من روسيا.

        لهذا باع عضو الكنيست روتم اعضاء كتلته البرلمانية اقتراحه للقانون على انه شيء يسهل في واقع الأمر وصول المتهودين المحتملين لرجال الدين المحليين. وكأن رجال الدين المحليين لا يعينهم الحاخامات الرؤساء، الذين يحرصون على ان يكون كل واحد منهم ظلاميا مثله بالضبط على حسب الاحكام الحاخامية الاكثر بدائية. وهكذا حدث ان عرض ليبرمان على الجمهور في البلاد وفي العالم على انه يريد ان يحكم فيها الحاخامية وان يوسع صلاحياتها. من الجيد حقا ان نتنياهو تدخل ومنع أزمة مع أفاضل أصدقائنا وأخوتنا من يهود الولايات المتحدة. ليست هذه أول مرة يقع فيها ليبرمان في شرك الاحزاب الحريدية – وهذه عقوبة مناسبة لأنه لم يشترط موافقته على الانضمام الى حكومة نتنياهو بقانون زواج مدني ولا بالعوض البائس الذي حصل عليه بدلا منه: عقد زواج بين "الأمميين" و "من يرفض زواجهم فقط".

        الويل لنا من ذلك الخزي. يجب على شخص ما ان يقول لليبرمان انه كان وما زال أحمق عند الاحزاب الحريدية والمتدينة، وانه لو أصر على الزواج المدني بحرفيته لما حدثت اصلا حاجة الى مسيرة التهويد البائسة كلها. القيد الوحيد المفروض على مواطن اسرائيلي "ليس يهوديا على حسب المؤسسة الحاخامية" (وهو مصطلح منفر في حد ذاته) هو أنه لا يستطيع الزواج في اسرائيل. إن فكرة التمكين من زواج كهذا بواسطة المسار الحاخامي المرهق المتسلط الى درجة الرعب والمسمى "تهويدا" هو فكاهة سيئة. من أراد ان يكون اسرائيليا مثلنا – أي مثل أكثر اليهود العلمانيين في اسرائيل – لا يحتاج الى أي تهويد، مثل الجنود المقاتلين "غير اليهود" من أصل روسي والذين قتلوا في معارك اسرائيل ولم يكونوا محتاجين الى أي رخصة من الحريديين (الذين لا يخدم اكثرهم في الجيش الاسرائيلي كما تذكرون). إن مفهوم التهويد كله هو مفهوم معوج، يخالف مخالفة تامة قوانين التوراة الاصلية (فكلمة "غير" (اجنبي) هناك تعني اجنبيا يسكن بيننا، وقد أمرنا بحب الاجنبي فضلا عن أخينا ابن العائلة اليهودية من روسيا او من سائر بلدان العالم) .

        يجب على ليبرمان ان ينزل سريعا عن الشجرة الحمقاء التي أقعده عضو الكنيست روتم فوقها وان يحصر عنايته في المهم. والمهم هو الاستمرار على أن يكون من يصد بجسمه حقا المبادرات الأخطر التي تصدر عن مذهب باراك – فؤاد. اذا اعتزل ليبرمان الحكومة فقد تقع من الفور الامور الخطرة الآتية: ستجدد اسرائيل التفاوض مع سورية بالوساطة التركية (كما يوصي باراك وفؤاد) – وهذا امكان فظيع سيعقبه اعادة الجولان الى سورية في أسوأ ظروف.

        والى ذلك ايضا صفقة شليت بشروط حماس الفظيعة والتي يعد ليبرمان في المعارضين لها – وبحق تام – قد تتخذ في المجلس الوزاري الجديد الذي تكون فيه لفني وموفاز الى جانب باراك ليفرضوا على نتنياهو استسلاما خطرا لا مثيل له لحماس. وبعد ذلك بطبيعة الأمر، سيفرض الرفاق الجدد من كاديما استجابة مطالب أبي مازن والجامعة العربية وهي تجميد الاستيطان وقبول المبادرة السعودية (كما عرضنا أمس عضو الكنيست مئير شتريت وهو من حكماء كاديما أيضا). وجميعها امكانات مزعزعة لاسرائيل.

        لا يحل لليبرمان أن يعتزل عمله إلا اذا لحظ نية واضحة من نتنياهو لأن يعزله. يجب على ليبرمان في هذه الأثناء ان ينزل سريعا عن شجرة التهويد، وأن يوافق مصالحة عادلة مع نتنياهو على شؤون الميزانية، وأن يعزز نتنياهو بوقوفه الصلب في مواجهة المحاولات العربية والعالمية لابتزاز اسرائيل وهزيمتها. هذا هو دوره التاريخي ولا يحل لليبرمان أن يخونه.