خبر القانون الذي لم يُجد القدس..إسرائيل اليوم

الساعة 04:36 م|26 يوليو 2010

بقلم: يوسي بيلين

سيكون من قبيل المبالغة القول انه يمكن تقسيم حياة القدس الحديثة الى حتى "القانون الاساس: القدس عاصمة اسرائيل" وتاريخها ما بعد هذا القانون، الذي سُن قبل ثلاثين سنة بالضبط. وبعد بضعة ايام من احتلال المدينة في حرب الايام الستة قررت حكومة اسرائيل تطبيق القانون والقضاء الاسرائيلي عليها. القدس القديمة والقدس الشرقية و28 قرية اخرى ضُمت الى القدس، ومن فعل ذلك لم يتصور ما الذي يورط به اسرائيل، وكيف يقدس ويضم مناطق لم تكن أبدا جزءا من القدس، والتنازل عنها سيصبح، مع الايام، صعبا على نحو خاص، بعد أن أعلنا نحن أنفسنا للعالم بأنها جزء لا يتجزأ من القدس، عاصمتنا الأبدية، وأي شعب ينفصل عن عاصمته؟. كم مثير للشفقة كان أن نرى رئيس الوزراء السابق اهود اولمرت يقف على منصة الكنيست ويشرح لماذا لا يعتبر مخيمي اللاجئين شعفاط وقلنديا جزءا حقيقيا من القدس ذات الصلة بشعب اسرائيل.

        ومثلما في عدة أمور اخرى قررت اسرائيل لنفسها اطارا قانونيا خاصا بها والمحكمة العليا سارت وراء السياسيين، هكذا ايضا في حالة ضم القدس الشرقية، ومضاعفة مساحة القدس الاسرائيلية بثلاثة اضعاف. واصلنا نعيش حياتنا: دول العالم لم تعترف بالضم، ولكننا نحن اعترفنا به، وآمنا، ولكن ليس بلا حق واستنادا الى تجربة الماضي، بأنه كلما مر الوقت وثبتنا نحن حقائق على الارض، فسيعترف العالم بذلك ايضا.

        القانون لم يغير شيء. الضم موجود قبله، والقدس أُعلن عنها عاصمتنا منذ بداية 1949، الحدود البلدية والسيادية لم تتغير، وكذا القول بأن "الاماكن المقدسة ستحفظ ضد التدنيس وضد كل مس آخر" لم يغير شيئا – تدنيس الاماكن المقدسة كان جريمة جنائية خطيرة قبل سن القانون وبعده. كي نقرر بأن تعطي بلدية القدس منحة مالية سنوية ما كانت هناك أي حاجة للقانون، ولا كذلك كي نقول إن للقدس ستعطى أولويات خاصة في اعمال سلطات الدولة.

        الاغلبية التي أيدت القانون في الكنيست كانت كبيرة. غيئولا كوهن فرحت والعالم غضب. وحتى عندما يُسلم العالم بأعمال لا تنسجم مع القانون الدولي، فانه يُسعده ان تفعل اسرائيل ذلك بصمت.

        بعد ثلاثين سنة من الفرح الذي رافق قانون القدس، فان عاصمة اسرائيل هي المدينة الأفقر في البلاد. والقليل من المشاريع الاقتصادية مستعدة لأن تهجر تل ابيب في صالحها. العلمانيون من الطبقة الوسطى يهجرون المدينة كل يوم. وعندما أتحدث اليهم، فانهم يشهدون على انفسهم بأنهم حاولوا تأجيل الهجر قدر استطاعتهم، ولكن ابناءهم غادروا المدينة منذ زمن بعيد، الاصوليون يخرجونهم عن أطوارهم، بؤس المدينة أثار سأمهم، وقبل سنوات قليلة انتخبوا رئيس بلدية علماني يشعل حرائق زائدة بين اليهود والعرب. الضرر الذي لحق بعاصمتنا بسبب الرغبة في تعزيزها وتكبيل أيادي اصحاب القرار هو ضرر جسيم لا يمكن لأحد أن يتجاهله. الحسم في مستقبل المناطق التي احتلت في حرب الايام الستة سنتخذه عندما يُطرح على الكنيست، وربما على الشعب. الحسم سيتخذ على خلفية الظروف التي ستميز الزمن الذي تحدث فيه. محاولات اليمين التقويض المسبق لأمر لم يحصل بعد، هي ببساطة سيف مرتد.