خبر لا تفرحوا لنهاية التجميد..معاريف

الساعة 04:33 م|26 يوليو 2010

بقلم: نداف هعتسني

مثلما تبدو الامور الان، فان الصراع على نهاية التجميد في يهودا والسامرة يوشك على تحقيق النجاح، والحكومة لن تقرر استمرار حظر البناء. على هذه الخلفية يبشرون باحتفالات مخطط لها بمناسبة استئناف البناء، باستعراضات فنية، طقوس وبالطبع قص اشرطة ونيل حظوة من جانب السياسيين. ولكن الفرحة من شأنها ان تكون مبكرة جدا. هناك مؤشرات اكثر مما ينبغي تدل على الخطر الذي يكمن لمن يخفف الضغط الثقيل الممارس على رئيس الوزراء. تخفيف بسيط فاذا بنا نجد انفسنا مع تجميد آخر، ناهيك عن الابعاد.

        امناء بلاد اسرائيل شخصوا عن حق 26 ايلول كموعد حرج، واستعدوا بكل القوى للمعركة على موعد انتهاء التجميد. تحديد هذا الموعد نبع من الاهمية الدراماتيكية لجلب المزيد من اليهود الى يهودا والسامرة، ولكن الاهمية الجوهرية تكمن بالذات في دينامية الفعل الصهيوني. تخليد التجميد كان سيبشر ببداية نهاية الاستيطان، استئناف البناء يبشر بان الاستيطان حي يرزق. ولكن وقف التجميد الرسمي لا يبشر بالضرورة بوقف التجميد العملي. رئيس الوزراء اغتصب سياسيا كي لا يستأنف التجميد، وبقدر ما يتعلق الامر به فهو لا يسارع الى البناء انطلاق من قناعة داخلية عميقة – في أن هذا هو الفعل الصحيح في هذا الاوان.

        بشكل عام، سبق أن تعرفنا على انه تحت نتنياهو لا حاجة للاعلان عن التجميد كي يدخل الفعل الصهيوني الى الفريزر. في القدس لم يعلن عن تجميد، ولكن عمليا نتنياهو يمنع منذ فترة طويلة تسويق اراض ودفع الى الامام بالمخططات ويخنق البناء في اجزاء المدينة خلف الخط الاخصر. كما ينبغي ايلاء الانتباه لخطة مريدور، التي تتحدث عن استئناف البناء فقط في المناطق التي "ستبقى في ايدينا في تسوية سياسية مستقبلية". هذه الخطة كان يفترض بوزراء الليكود ان يرفضوها رفضا باتا، وذلك لانها تفترض بان حكومة نتنياهو – بيغن – يعلون توشك على ان تسلم للعرب اقاليم اخرى من البلاد، وتقتلع مستوطنات ومستوطنين اضافيين. وفضلا عن ذلك، فان خطة مريدور تسعى الى تحويل معظم المستوطنات في يهودا والسامرة الى جيوب مخنوقة تمهيدا لضربة الموت التي يرغب في أن يوجهها اليها.

        مؤشرات مقلقة اخرى لما يخفيه رئيس الوزراء موجودة على نحو كبير. هذا الاسبوع فقط ادعت مصادر عربية بان نتنياهو عرض امام الرئيس المصري مبارك خريطة انسحاب واسعة من يهودا والسامرة، وان كانت هذه ايضا غير مقبولة من العرب. والى جانب ذلك، لا حاجة للشائعات عن ان نتنياهو تعهد امام اوباما كي نفهم كم خطير الحوار الجاري بين مستشاري نتنياهو وبين محافل دولية. حسب منشورات عديدة، في هذه المحادثات يعرب مندوبو اسرائيل عن الاستعداد لترك معظم اقاليم يهودا والسامرة وغور الاردن، فيما يدور الجدال المركزي فقط حول ترتيبات امنية اضطرارية.

        بالتوازي، من الصعب عدم تشخيص خط الانبطاح الحكومي امام الاتراك، الضوء الاخضر الذي يتلقاه شمعون بيرس من نتنياهو للانشغال بمجالات سياسية صرفة والدفع الى الامام بالرسائل السامة لمدرسة اوسلو. كما من الصعب تجاهل الوعود المتكررة من نتنياهو في أنه عن حق وحقيق مستعد لان يتنازل للفلسطينيين على أن يجربوه فقط. كل هذه تقود الى الاستنتاج بان ليس لدى بنيامين نتنياهو حقا خطوط ايديولوجية حمراء، باستثناء بقائه السياسي. وعليه فمحظور ان نخفف ولو للحظة الضغط الثقيل الممارس على زعيم الليكود. نتنياهو ملزم بان يشعر حتى في مصر وفي الغرفة البيضوية بانه اذا ما سار أبعد مما ينبغي، فانه سيفقد الحكم. هذه، على ما يبدو هي الوصفة الوحيدة لانقاذ رئيس الوزراء من نفسه.