خبر في مصر.. التوقيت الصيفي‏..‏ رايح جاي

الساعة 06:42 ص|26 يوليو 2010

في مصر.. التوقيت الصيفي‏..‏ رايح جاي

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية

مع قدوم رمضان سيتم الأخذ بالتوقيت الشتوي وبعد انتهائه سيعود التوقيت الصيفي مرة أخري وهذه الظاهرة ستستمر عدة سنوات وحتي يأتي رمضان في الشتاء.

 

ومع عملية تقديم الساعة وتأخيرها فإن العديد من الجهات تتأثر كحركة الطيران والسفر بأنواعه وكذلك مواعيد العمل والانصراف من الادارة الحكومية وجميع قطاعات العمل‏,‏ فكل شيء يرتبط بالتوقيت وكل هذا يدفع إلي التساؤل حول جدوي التوقيت الصيفي والعمل به والمردود الذي يتحقق من ذلك‏..‏ خاصة أن هناك تشكيكا في توفير هذا التوقيت للطاقة الكهربائية خاصة مع ما نلاحظه الآن من إسراف في استخدامها وهو ما يدعو أيضا الي التساؤل عما اذا كانت هناك وسائل أخري أجدي لتوفير الكهرباء خاصة أن العديد من الدول التي أخذت بهذا النظام الصيفي قد تراجعت عنه نتيجة عدم جدواه‏.‏

طبقا للقانون

في البداية يقول مجدي راضي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري أنه طبقا للقانون رقم‏14‏ لسنة‏1995‏ الذي ينص علي تطبيق نظام التوقيت الصيفي اعتبارا من يوم الجمعة الأخير من أبريل حتي نهاية يوم الخميس الأخير من شهر سبتمبر من كل عام وطبقا للمادة الثانية من القانون رقم‏141‏ لسنة‏1988‏ باستثناء شهر رمضان المعظم بحيث يتم تأخير الساعة لمدة ساعة بنهاية يوم الثلاثاء الموافق‏10‏ أغسطس‏2010‏ ليبدأ العمل بالتوقيت الشتوي مع بداية يوم الاربعاء الموافق‏11‏ أغسطس‏2010‏ ويستأنف العمل بالتوقيت الصيفي مرة أخري بعد انتهاء شهر رمضان المعظم بنهاية يوم الخميس‏9‏ سبتمبر‏2010‏ وذلك بتقديم الساعة لمدة ساعة مع بداية يوم الجمعة الموافق‏10‏ سبتمبر‏2010,‏ ويستمر العمل بالتوقيت الصيفي ـ طبقا لنص القانون‏.‏ حتي نهاية يوم الخميس الأخير من شهر سبتمبر وهو الموافق‏30‏ سبتمبر‏,‏ ويعود العمل بالتوقيت الشتوي يوم الجمعة أول أكتوبر‏2010‏ ويؤكد مجدي راضي أننا لا تستطيع مخالفة القانون والذي ينص علي استثناء شهر رمضان من التطبيق الصيفي‏,‏ فالحكومة هنا تطبق وتنفذ القانون وهذا سيتم في رمضان القادم وكذلك رمضان لمدة عامين آخرين قادمين‏.‏

ضوء الشمس

د‏.‏ أكثم أبو العلا وكيل أول وزارة الكهرباء والمتحدث الرسمي باسم الوزارة يري أن التوقيت الصيفي يستهدف في الأساس تحقيق أكبر قدر من الاستفادة بضوء الشمس وتصل نسبة توفير الطاقة فيه إلي‏2/1%‏ من حجم الطاقة الكهربائية المستهلكة وذلك بسبب سلوكيات عدم الالتزام بالمواعيد‏.‏

ويضيف د‏.‏ أكثم أنه من وجهة نظري فالمفترض أن قطاع الكهرباء حتي يستفيد في مجال توفير الطاقة لابد من تغيير السلوكيات بحيث يتم ضبط المواعيد مع ضوء الغروب‏,‏ وحول اقتراح تحديد مواعيد لاغلاق المحال التجارية قال إن الأمر تحت الدراسة وهناك أفكار مطروحة في هذا المجال بأن تغلق المحال في وقت محدد علما بأن حركة التجارة للمحال تستهلك‏8%‏ من حجم الطاقة الكهربائية والذي يشمل الاضاءة والتكييفات وبالتالي فإن توفير الكهرباء في هذا المجال يحقق ما نسبته‏.5%‏ من حجم الطاقة المستهلك‏.‏

ويشير المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء إلي أن الاساس الذي ينبغي أن نتحرك من خلاله هو الترشيد في مجال الكهرباء‏,‏ فلابد أن كل مواطن يرشد استهلاكه من الطاقة الكهربائية خاصة في فترة الذروة من الثامنة إلي العاشرة مساء‏,‏ بحيث لا يتم استخدام أجهزة غير ضرورية خلال هذه الفترة‏.‏

وبالنسبة لما يقال من أن القطاع الحكومي يعتبر مسرفا في استخدام الطاقة الكهربائية فإن القطاع الحكومي يعتبر مرشدا للطاقة وفقا لمشروع يجري تنفيذه منذ‏3‏ سنوات علما بأن استهلاك القطاع الحكومي للطاقة الكهربائية يتم صباحا‏,‏ وليس مساء‏,‏ ويحتاج الأمر لتوافر موظف للمتابعة لإغلاق الأنوار غير الضرورية بعد انتهاء العمل‏.‏

وبالنسبة للأعمدة الكهربائية وظاهرة استمرار إضاءتها في الشوارع في الفترة الصباحية قال إن ذلك يرجع لعدم توافر الصيانة‏,‏ فهناك خلية شمسية تتحكم في عملية الاضاءة‏,‏ بحيث تغلق إضاءة العامود عند بزوغ الشمس‏,‏ وهي قد تتلف وتظل الأعمدة مضاءة نتيجة لذلك‏.‏

التوقيت الفعلي

د‏.‏ علي قطب المتحدث الرسمي للأرصاد الجوية يري أن التوقيت الشتوي هو التوقيت الفعلي لمصر‏,‏ حيث إن هذه التوقيتات تعتمد علي خطوط الطول‏,‏ وبعدها عن خط جرينتش التوقيت العالمي والمفروض أن كل خط طول يبعد عن جرينتش‏4‏ دقائق‏,‏ وحيث ان موقع مصر الجغرافي يقع حول خط طول‏30‏ شرقا لذلك فمصر تسبق خط جرينتش بــ‏120‏ دقيقة أي ما يعادل ساعتين‏,‏ وهذا هو التوقيت الفعلي‏,‏ ولكن التوقيت الصيفي أخذ به في بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبعضها تراجع عنه وبعضها مستمر في الأخذ به‏,‏ وكذلك مصر لتحقيق بعض الأهداف الخاصة‏,‏ ومنها توفير الطاقة الكهربائية‏,‏ حيث إن زيادة ساعة في التوقيت الصيفي عن الشتوي قد تؤثر في استهلاك الطاقة الكهربائية‏,‏ خاصة بالنسبة للمحال التجارية‏,‏ وهذه ميزة إذا ما تم تطبيق اللوائح‏,‏ كما يحدث في دول أوروبية لكن الظروف الطبيعية لمصر وموقعها الجغرافي والسياحي بالنسبة للعالم يفرض عليها استمرار فتح هذه المحال حتي ساعات متأخرة من الليل‏,‏ وكذلك فإن التوقيت الصيفي هنا يفقد هدفه‏.‏

انجلترا أول من بدأها

أما الدكتور تاج الدفتار استشاري الموارد الطبيعية‏,‏ فيؤكد أن الأصل هو توفير الكهرباء وأول من بدأ في الأخذ بالتوقيت الصيفي هي انجلترا وتبعتها بعض الدول‏,‏ حيث كانت الضوابط محددة‏,‏ وهي ليست ذات جدوي إلا إذا كانت لها قواعد ملزمة‏,‏ وقد تراجعت انجلترا‏,‏ والعديد من الدول عن اتباعها‏,‏ فبرج سكني واحد في مصر يمكن أن يستهلك كهرباء مثل مدينة طنطا في الماضي‏,‏ ولذا فإن توفير الكهرباء يجب أن يبدأ من الجذور‏,‏ وعندما يتعود الناس علي شيء يسيرون عليه ويطالب د‏.‏ تاج بإلغاء التوقيت الصيفي‏,‏ حيث لم يعد له جدوي وأصبح عديم الفائدة‏.‏

موافق عليه

أما الدكتور صفوت النحاس رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة‏,‏ فيري أن التوقيت الصيفي يتم بناء علي قانون صادر عن مجلس الشعب‏,‏ ويعمل به منذ سنوات‏,‏ كما أن عودة التوقيت الشتوي أيضا في رمضان هي تطبيق للقانون‏,‏ وأنا مؤمن ببقاء التوقيت الصيفي نظرا لتوفيره نحو‏3%‏ من استهلاك الكهرباء‏,‏ فتقديم الساعة وفقا للتوقيت الصيفي يصبح هنا ذا جدوي‏,‏ وأنا موافق عليه‏.‏