خبر خلال حفل لتكريم أوائل « التوجيهي »..البطش: إصلاح قطاعي الصحة والتعليم أولويةٌ مهمة

الساعة 05:59 م|25 يوليو 2010

خلال أكبر حفل لتكريم أوائل "التوجيهي"...

البطش: إصلاح قطاعي الصحة والتعليم أولويةٌ مقدمةٌ على الاستثمار في السياحة والترفيه

فلسطين اليوم/ غزة

نظمت الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بعد عصر اليوم الأحد، أكبر حفل لتكريم أوائل الثانوية العامة "التوجيهي" في محافظات القطاع المحاصر، بقاعة رشاد الشوا غرب مدينة غزة.

 

وحضر الحفل - الذي نظم برعاية الأمين العام للجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلَّح وكُرّم خلاله 210 من أوائل "التوجيهي" – لفيفٌ من قيادات وكوادر الحركة في القطاع وشخصيات مجتمعية وأكاديمية وحشدٌ غفير من ذوي الطلبة المتفوقين.

 

وتحدَّث باسم الجهاد الإسلامي خلال الحفل الشيخ خالد البطش عضو قيادة ساحة الحركة في قطاع غزة، الذي أكد أن الاحتفاء بهذه الكوكبة من أقمار فلسطين الذين تفوقوا وبهروا الدنيا بإنجازهم رغم الحصار وقذائف الفوسفور الأبيض التي غطت سماء غزة وحرقت أجساد وأكباد النساء والأطفال، واجبةٌ لأنهم القادرين على تمرير مخططات ضياع الهوية وإذابتها.

 

وقال الشيخ البطش:" إننا وفي يوم فرحتنا بتفوق أبنائنا، نؤكد مجدداً على أهمية الاهتمام بشريحة لطلاب المتفوقين والمتميزين كونهم يمثلون مستقبلنا وأملنا في التغيير و النهوض"، مشدداً على وصفهم بأنهم سلاحٌ نواجه به الحصار والاحتلال وكل من يريدون لشبابنا أن يكونوا جهلاء وأميون.

 

وطالب القيادي في الجهاد لإسلامي الإدارات المختلفة التي أشرفت على امتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة والضفة المحتلة بتحسين ظروف العملية التعليمية على مستوى المناهج الدراسية والمدارس التي تعاني من نقص الصفوف الدراسية، وحل مشكلة التكدس الطلابي داخلها، مشيراً إلى أن هذا لا يتم إلا بتخصيص مساحات من الأراضي لبناء المدارس الجديدة والنموذجية وتجاوز مشاكل نظام فترتي الدوام للطلبة، وزيادة طواقم التدريس لتخفيف الأعباء عن المعلمين.

 

كما وطالب بضرورة توفير السُبل لتمكين الطالب من الالتحاق بالجامعات برسوم جامعية تراعي مستويات الدخل المنخفض لشرائح الشعب الفلسطيني المختلفة، ناهيك عن مطالبته بتوفير الأجواء الديمقراطية وحرية العمل الطلابي في كافة الجامعات الفلسطينية بغزة والضفة المحتلة.

 

وشدد البطش على أن الشعب الفلسطيني بحاجةٍ ماسة إلى إصلاح جدي يطال قطاعي الصحة والتعليم باعتبارهما أولويةً مقدمةً على الاستثمار في قطاعات كالسياحة والترفيه.

 

واستذكر الشيخ البطش بهذه المناسبة شباب القدس المحتلة وخاصةً شريحة الطلاب منهم الذين يمارس بحقهم أشكال مختلفة من الاستهداف والحرمان من الدراسة والتحصيل العلمي، ومنع إقامة المدارس الجديدة، وحرمانهم من الوصول إلى الجامعات والكليات، داعياً في هذا السياق السلطة الفلسطينية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة "اليونسكو" إلى الاهتمام بالعملية التعليمية في القدس عبر إقامة المدارس والمعاهد والجامعات كخطوة على طريق محاربة سياسات التطهير والتجهيل التي تمارسها سلطات الاحتلال.

 

وعلى الصعيد السياسي، جدد البطش دعوة حركته لإنهاء صفحة الانقسام السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، وضرورة استعادة الوحدة الوطنية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على أسس سليمة تصون ثوابتنا وتحمي مقاومتنا.

 

وطالب القيادي في الجهاد الإسلامي طرفي الأزمة الداخلية ( فتح و حماس) بتوفير المناخ المناسب لنجاح المصالحة الوطنية، وعدم التعايش مع الانقسام أو استمرائه لدى البعض الآخر، موضحاً أن الأمور وصلت إلى حد لم يعد يطيقه شعبنا وقضيتنا، داعياً في الوقت ذاته مصر الشقيقة إلى استئناف جهودها لتحقيق الوحدة الفلسطينية.

 

وقال بهذا الصدد:" إن استمرار الانقسام الداخلي يعطي العدو الفرصة لضم أراضينا وبناء المستوطنات عليها، ويسهل عليه تهويد القدس و طرد السكان منها"، منبهاً إلى أن العالم قد يشهد هذا العام تقسيماً وشيكاً للمسجد الأقصى المبارك مع اليهود كما حدث تماماً مع الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل المحتلة.

 

وحذَّر الشيخ البطش من تدويل حصار غزة و الأزمة الفلسطينية الداخلية، مشيراً إلى أن تصريح الناطق باسم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالأمس ودعوات وزير خارجية الاحتلال الصهيوني افيغدور ليبرمان واستعداد أوروبا لدراسة مقترحاته بوجود مراقبين دوليين في غزة و تحديد مسار بري للمساعدات، ما هي إلا بداية لتلك الخطوة وإشارات واضحة عليها.

 

وأكد القيادي في الجهاد الإسلامي رفض حركته لكل خيار أو مشروع ينتقص من حق شعبه أو يضر بثوابته ووحدته أو يُسهل على العدو بقاءه على أرضنا، لافتاً إلى أن أرض فلسطين وترابها لا تقبل القسمة لا على دولتين ولا بين شعبين.

 

من جانبه، بارك المهندس إبراهيم الحساينة الموجه العام للرابطة الإسلامية، لأوائل قطاع غزة في الثانوية العامة ولذويهم، تفوقهم الذي جاء من رحم المعاناة ومن ظلمة الحصار ومن قلة الإمكانيات.

 

ولم ينس م. الحساينة أن يثني على دور آباء وأمهات الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات، مبيِّناً أن ما جناه أبناؤهم كان برعايتهم وجهدهم وحرصهم وصبرهم على تنشئة أبنائهم تنشئةً إيمانية ووطنية سليمة.

 

وأكد م. الحساينة أن الاحتفال بيوم التفوق يمثل حدثاً هاماً ومتميزاً، قائلاً:" إن هذا الحدث الذي يتشح فيه المتفوقون أوسمة النجاح والفخر هو يومٌ تاريخي ومصيري لهم وهو مفتاحٌ للأيام المقبلة ومفتاح للحياة نحو مستقبلٍ أفضل إن شاء الله".

 

ورأى الموجه العام للإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن هذه المناسبة التي يكرمون فيها ثلةً من أبناء وبنات الثانوية العامة المتفوقين، تحتم على الشعب الفلسطيني الذي يجاهد ويناضل منذ عقودٍ طويلة لاسترداد حقوقه ومقدساته إيلاء التعليم أهميةً خاصة لأن صراعنا مع العدو مفتوحٌ على كل الأصعدة بدءاً من المقاومة لصد عدوانه واستنزاف قواته وزعزعة أمنه واستقراره إلى صراع الإرادات والعقول.

 

وقال م. الحساينة:" إن الجيل الصاعد والجيل الشاب من أبناء شعبنا معقودٌ عليه الآمال وهو محط أنظار شعبنا لتحقيق ما يصبو إليه من تطلعات في التحرير والاستقلال خاصةً إذا ما تسلح طلابنا وطالباتنا بالإيمان والوعي والثورة".

 

وشدد على أن وعي هؤلاء لطلبة المتفوقين سيوقظ الأمة ويسقط الواقع الظالم الذي يحيط بها، ويكشف كل الأقنعة والخداع والزيف.

 

وفي نهاية حديثه، جدد م. الحساينة تأكيد الرابطة الإسلامية على المضي قدماً في ذات الطريق الذي خطه لها مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي والذي عبده من بعده القائد الكبير د. رمضان عبد الله شلَّح الأمين العام للجهاد الإسلامي، مطيِّراً له التحية وللدكتور المجاهد محمد الهندي قائد ساحة الحركة في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي.