خبر على السلطة وحماس ان يتفقا..فيصل ابو خضرا

الساعة 09:28 ص|25 يوليو 2010

على السلطة وحماس ان يتفقا..فيصل ابو خضرا

يقول الرئيس اوباما ان عظمة اسرائيل، والتهديدات التي تواجهها تفرض عليها احتياجات امنية خاصة وهذا كلام اتى من رئيس امريكي، لم يقله اي من الرؤساء السابقين.

 

على الفلسطينيين اولا ان يتحدوا ان كانوا فتحاويين او حماسويين او جبهاويين الخ، لدرس الموقف الجديد من واشنطن وتل ابيب، كما ان على العرب ان يستيقذوا من نومهم العميق.

 

ولنكن من الواقعيين فنحن نعلم جيدا ليس اليوم فقط ولكن على مدى قرن من الزمن، ان سياسة امريكا لم ولن تتغير تجاه اسرائيل الا اذا العرب غيروا معاملتهم لامريكا، وبهذه المناسبة اذكر ما قاله الملك فيصل بن عبد العزيز رحمة الله عليه، ايام حرب تشرين الاول ١٩٧٣ «اذ قال لا يضيرنا ان نعود الى الصحراء والسكن في خيامنا اذا كنتم لا تسمعون كلامنا».

 

واليوم نسمع من السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية، والذي اكن له كل احترام وتقدير من مواقفه العربية الصادقة، وهو الذي يعتبر من انشط امناء الجامعة العربية اذ يقول اذا لم يتم اي تقدم بالمفاوضات الجارية الان، فليس لنا الا ان نذهب لمجلس الامن ونحن نعرف والكل يعرف ان اللجوء لمجلس الامن للاعلان عن الدولة الفلسطينية «غير مجدي» وذلك اما لان امريكا سوف تلجأ الى «الفيتو» او تمتنع من التصويت باقصى حد. والذي سوف يحصل عليه العرب كما قال السيد نير - الصحفي المتحدث باسم «معهد امريكيون من اجل السلام الان» ان زيارة نتانياهو لا تمثل نقطة تحول سياسة الرئيس اوباما تجاه قضية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، حيث اوضح الرئيس اوباما في اكثر من مناسبة انه ملتزم بحل الدولتين، وانهاء الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، وانه يعمل مع القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية على حد سواء لتعزيز هذا الحل من اجل الحصول على نتائج ايجابية اي انه لا يعطي برنامج واضح لبدء المفاوضات المباشرة اي المحصلة كلام بكلام.

 

هذا من جهة، اما من جهة نتانياهو فهو لغاية الان الرابح الاكبر لانه يطرح امام الرأي العام العالمي انه هو الذي يمد يده للسلام، ومستعد ان يدفع ثمن غال للتسوية من خلال جولاته المكوكية من باريس الى واشنطن الى القاهرة قبل انتهاء مهلة ٢٦ ايلول وخصوصا زيارته الاخيرة لمصر في وقت ترتفع الاصوات العربية المنادية برفع القضية الى مجلس الامن، حال فشل المفاوضات غير المباشرة وفي نفس الوقت لم يهدىء نتانياهو الوقائع على الارض في بناء المستوطنات وسرقة الاراضي وخصوصا في القدس المحتلة.

 

واريد ان اذكر الفلسطينيين والعرب ان أجمل ما يريده نتانياهو هو قول العرب والفلسطينيين انهم لن يذهبوا الى المفاوضات المباشرة في ظل إستمرار الاستيطان-وهو ما يعطي الفرصة لنتانياهو ليقول: «انا كنت مستعد للسلام». والواقع المؤلم ان عدد سكان المستوطنين يرتفع الى نصف المليون مستوطن امام مليونين ونصف المليون فلسطيني بالضفة وهذا يعطي نتانياهو كل المقومات التي تقول «كيف لي ان أهجر نصف مليون مستوطن في الضفة وعند ذلك لن يستطيع احد اخراجهم من الضفة بما فيها القدس الشرقية؟

 

لذلك على السلطة وحماس ان تكونا جديتين فعلاً بالمصالحة وتكون أقوالهما وافعالهما واحدة وتضعا خطة واقعية بديلة لمواجهة التعنت الاسرائيلي وخصوصاً بمواقفهما هذا فهما يستطيعان احراج الدول العربية وكذلك اوروبا واميركا ان تجد مخرجاً مشرفاً للقضية الفلسطينية.

 

اما انتظار الضوء الاخضر من أمريكا فهذا لم ولن يحصل بل بالعكس فإن امريكا تزيد من حبها وعطفها على اسرائيل وتستمر بدعمها بالمال والسلاح والفلسطينيون والعرب يتفرجون ولا يحركون ساكناً، وخصوصاً ان حماس تقول تريد المقاومة وتتهم من يقاوم بالعميل، والسلطة تقول لن نقاوم فإذا كيف لنا ان نسترجع حقوقنا المسلوبة.

 

ان الحل يبدأ باللحمة الفلسطينية وينتهي بالتوافق على خطة فلسطينية عربية لاجبار امريكا على تحمل مسؤوليتها تجاه هذا الصراع الابدي.

-عن القدس المحلية