خبر تدويل القضية الفلسطينية هو الحل..هاني المصري

الساعة 05:56 ص|24 يوليو 2010

تدويل القضية الفلسطينية هو الحل..هاني المصري

تشهد المنطقة محاولات وزيارات محمومة مكثفة من أجل الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المفاوضات المباشرة دون أن تشهد الأولى أي تقدم يذكر في ظل استمرار تعنت الحكومة الأسرائيلية وتعطيلها لكافة الجهود والمبادرات الرامية للتوصل لأتفاقية سلام.

 

تقود الأدارة الأميركية الضغوط على القيادة الفلسطينية لأقناعها بالموافقة على استئناف المفاوضات المباشرة متذرعة بأن الحكومة الأسرائيلية ترفض البحث في قضايا الوضع النهائي قبل الدخول في المفاوضات المباشرة. الأدراة الأميركية تحاول التغطية على فشلها بإقناع حكومة نتنياهو بالموافقة على وقف الإستيطان خصوصاً في القدس ، وعلى مرجعية واضحة ومحددة لعمليه السلام، أو حتى على الموافقة على استئناف المفاوضات القادمة من النقطة التي انتهت اليها المفاوضات السابقة.

 

فبدلاً من أن تستنتج إدارة اوباما وأطراف اللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي من التعنت الإسرائيلي ضرورة الضغط الجدي على اسرائيل لأنها معادية للسلام وتفعل كل ما تستطيع لزيادة حدة التوتر واحتمالات المواجهة والحرب في المنطقة، يقومون بالضغط على الضحية على أساس أن تجرب للمرة المليون ملاحقة الكذاب لباب الدار.

 

ان اقدام القيادة الفلسطينية على استئناف المفاوضات بدون تلبية شروط الحد الأدنى لأطلاق مفاوضات جادة يعتبر كالأقدام على انتحار سياسي .

فالعودة الى دوامة المفاوضات العبثية يعني اضاعة الوقت وكسبا صافيا لإسرائيل التي ستستخدم المفاوضات، كما فعلت سابقاً، كغطاء لما تقوم به من فرض حقائق احتلالية على الارض تجعل الحل الاسرائيلي هو الحل الوحيد والممكن عملياً. كما ان استئناف المفاوضات بدون وقف الاستيطان ولا تحديد مرجعية واضحة لها تستند الى انهاء الاحتلال والقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة يؤدي الى تحييد العالم وابعاده عن المشاركة وجعل اسرائيل تستفرد بالفلسطينيين وقادرة على قطع الطريق على كافة الخيارات والبدائل الفلسطينية والعربية والدولية، الامر الذي سيضع الفلسطينيين عاجلا ام آجلا أمام قبول أو على الاقل التعايش مع الامر الواقع الذي يصنعه الاحتلال يوميا على الارض .

إن البديل عن استمرار المفاوضات غير المباشرة التي لم تحقق شيئا وأضرت كثيراً، وعن استئناف المفاوضات المباشرة موجود وممكن وقابل للتطبيق اذا توفرت الارادة الفلسطينية اولاً ثم العرببة والدولية ثانياً.

فأمام وصول عملية السلام والمفاوضات بكل أشكالها الى طريق مسدود لا يمكن ان يكون الحل بالاستمرار بتجريب المجرب وانما حان الوقت لاعادة طرح القضية الفلسطينية على المؤسسات الدولية، على ان يكون ذلك ليس مجرد ردة فعل ولا تكتيكاً لتحسين جزئي للمفاوضات، وانما جزءا من استراتيجية متكاملة جديدة تراهن اولا وأساساً على الشعب الفلسطيني وعلى كفاحيته وتصميمه على انتزاع حقوقه مهما غلت التضحيات وطال الزمن، بالاستناد الى عدالة القضية الفلسطينية وتفوقها الاخلاقي، وعلى ان الشرعية الدولية الممثلة بالقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة تتضمن الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية، وعلى ان اسرائيل اصبحت تظهر اكثر واكثر امام الرأي العام الدولي، وامام قطاعات رسمية دولية متزايدة باعتبارها خطرا على الامن والسلام الدوليين، وعلى المصالح الحيوية والامنية والاستراتيجية للولايات المتحدة الاميركية وجميع الدول الكبرى المشاركة في صنع القرار الدولي.

ان هناك من يستخف بتدويل القضية الفلسطينية ويقول ان الفيتو الاميركي سيكون بالمرصاد لاية محاولة لطرح القضية على مجلس الامن، ولذلك يدعو هؤلاء الى الاستمرار بطريق المفاوضات على اساس انه على الاقل يحسن شروط الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ويمكن ان يقود في فترة لاحقة الى حل . فشيء افضل من لا شيء.

رداً على هذا الرأي نقول ان مصير القضية الفلسطينية اذا استمرت القيادة الفلسطينية باعتماد طريق المفاوضات كخيار وحيد بات واضحا وهو التصفية سواء بالجملة او بالمفرق، بحل انتقالي جديد او حل استسلامي نهائي، بالتوقيع على حل او بالتعايش مع الأمر الواقع الذي يخلقه الاحتلال.

أما تدويل القضية فهو يمكن اولاً ان يوحد ويستنفر جهود الفلسطينيين جميعاً، وسيكون ثانياً قادراً على جذب اقصى دعم عربي ودولي ممكن . واذا استخدمت الادارة الاميركية الفيتو في مجلس الامن لمنع صدور قرار يلزم اسرائيل بالانسحاب وتحقيق الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية ، كما هو متوقع يمكن اللجوء الى الجمعية العامة للامم المتحدة تحت بند "الاتحاد من اجل السلام"، الذي يسمح بصدور قرار ملزم من الجمعية العامة اذا عجز مجلس الامن عن تقديم حل لقضية لها اسباب قانونية كافية وتشكل تهديدا للأمن والسلام الدوليين.

إن اللجوء الى تدويل القضية الفلسطينية مفترض ان يكون جزءا من استراتيجية جديدة تعطي الاولوية لانهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الشعب الفلسطيني على اساس شراكة سياسية حقيقية واعادة الاعتبار للبرنامج الوطني، وتركز على توفير مقومات وشروط صمود الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ودعم مقاومته المثمرة للاحتلال بكافة الاشكال، وعلى وضع السلطة الفلسطينية في خدمة البرنامج الوطني الفلسطيني وكأداة من ادوات منظمة التحرير، التي من المفترض اعادة تشكيلها من جديد بحيث تكون ممثلة قولاً وفعلاً لجميع الفلسطينيين في جميع اماكن تواجدهم داخل الوطن المحتل وخارجه .!!

 

 -عن الأيام المحلية