خبر عيّنة عن نشاط داوود أوغلو: 17 لقاءً خلال 9 أيّام في 4 دول

الساعة 05:38 ص|24 يوليو 2010

عيّنة عن نشاط داوود أوغلو: 17 لقاءً خلال 9 أيّام في 4 دول

فلسطين اليوم-الأخبار اللبنانية

يستمر وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو، في تقديم عيّنات وأمثلة عن كيف يجب أن يعمل رئيس دبلوماسية أي دولة تطمح إلى أن تكون «قوة عظمى». ولمعرفة أحد الأسباب التي تجعل من تركيا عائداً كبيراً إلى نادي الكبار، وجبت مراقبة الحركة التي لا تهدأ لداوود أوغلو الذي انفرد في جمع صفتين اثنتين في شخصه: منظّر الدبلوماسية التركية، ومطبّقها في آن واحد.

فبعدما سبق له أن كسر رقماً قياسياً لعدد الساعات التي أمضاها رجل سياسي في الطائرات متنقلاً من عاصمة إلى أخرى، ها هو يسجّل في الأيام القليلة الماضية والمقبلة، سجلّاً حافلاً جديداً في عدد اللقاءات والاجتماعات التي أجراها وسيجريها في بلاده وخارجها.

وكان داوود أوغلو قد عاد، أمس، من جولة خارجية قادته من سوريا إلى أفغانستان وفيتنام، أجرى خلالها مجموعة من اللقاءات، بدأت في دمشق، يوم الاثنين، مع القيادة السورية والمسؤولين العراقيين (إياد علاوي ومقتدى الصدر) والفلسطينيين (خالد مشعل) واللبنانيين (سعد الحريري)، ووصلت به إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للحلف الأطلسي أندريس فوغ راسموسن ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كابول، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر أفغانستان.

أما في فيتنام، فقد اجتمع، أول من أمس، مع قادة هذا البلد، بدءاً بالرئيس نغوين مينه تريات، وصولاً إلى وزير الخارجية بهام غيا خيام، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر «آسيان» (تجمع دول جنوب شرق آسيا)، وهو ما تُوّج بتوقيع اتفاق شراكة بين تركيا ومجموعة «آسيان» أمس.

واستعجل داوود أوغلو العودة إلى أنقرة كي يستقبل نظيره البرازيلي سيلسو أموريم اليوم، في اجتماع اعترفت برازيليا بأنه يندرج في خانة تشديد اهتمام قيادة الرئيس لولا دا سيلفا في شؤون الشرق الأوسط، وتحديداً من النافذة الإيرانية، عبر محاولة إعادة إحياء الاتفاق النووي الثلاثي الذي وُقِّع في 17 أيار الماضي في طهران.

وعن الجولة الشرق أوسطية للوزير البرازيلي، فهي بدأت من ليبيا التي ينتقل منها إلى تركيا ثم الأراضي الفلسطينية المحتلة (رام الله والقدس المحتلتين)، قبل أن يختمها في العاصمة السورية. وما إن يغادر أموريم الأراضي التركية، حتى يستقبل داوود أوغلو كلاً من رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كامرون ووزير خارجيته وليام هايغ يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. وفي اليوم نفسه، أي الثلاثاء، سيحلّ وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي ضيفاً على داوود أوغلو في إسطنبول، لينتقل بعدها إلى أنقرة حيث ستحطّ طائرة نظيره الفرنسي برنار كوشنير.

جدول أعمال دبلوماسي مُتخَم ينتظر داوود أوغلو في الأيام الخمسة المقبلة، ستندرج جميع لقاءاته تحت عناوين أربعة: الملف النووي الإيراني، ومصير العلاقات التركية -الإسرائيلية والتوتر السائد في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الملف الذي لا يغيب عن أي نشاط أو لقاء تركي، ألا وهو ملف العضوية التركية في الاتحاد الأوروبي.

واللافت أنّ داوود أوغلو غالباً ما يحيّد نفسه عن القضايا الداخلية المرتبطة بالخارج. فهو ترك على سبيل المثال، متابعة مسألة التنسيق مع الدول الأوروبية التي تؤوي قادة وكوادر لحزب العمال الكردستاني، لرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الذي يخوض حالياً معركة دبلوماسية مع إيطاليا لإقناعها بتسليمه أحد أهم المطلوبين الأكراد، نجم الدين توغوش، الذي تنبع أهميته من واقع أنه يرأس «اتحاد الجمعيات الكردية في أوروبا»، الكنز الإعلامي والمالي لنشاطات «العمال الكردستاني».