خبر أمريكا وإسرائيل..د.أسعد أبو شرخ

الساعة 03:06 م|23 يوليو 2010

 أمريكا وإسرائيل..د.أسعد أبو شرخ

تثبت أمريكا في كل لحظة أنها العدو اللدود للأمة العربية والإسلامية والشعوب المحبة للحرية والسلام كما أنها تثبت أنها  الحاضن والحامي لإسرائيل التي تقوم بدورها الاستعماري الوظيفي لحساب الامبريالية الأمريكية، فهي الأداة بل العصا الغليظة التي تستخدمها أمريكا لإخضاع الأمة العربية حتى تبقى تحت الوصاية الغربية.

وتحاول أمريكا تبرير سياساتها المنحازة والعدوانية ببيع الوهم القائل بوجود لوبي صهيوني قوي وانه هو الذي يتحكم ويوجه السياسة الأمريكية، ومثل هذا العذر لايصدّقه حتى العوام وهو ليس سوى نكتة سخيفة سمجة، إذ كيف تسمح قوة عظمى مثل أمريكا لأي كان من الأشخاص أو المنظمات أو الدول بالتدخل في توجيه سياستها. ذلك هراء بيد إن أمريكا تبيع مثل هذه البضاعة الفاسدة لتبرير مواقفها المعادية للعرب والمسلمين والمنحازة بطريقة عمياء إلى العدو الصهيوني.

وحقيقة الأمر أن أمريكا تستخدم إسرائيل وهي التي تطلب من اسرائيل القيام بهذه المهمة أو تلك، ومن ثم تقوم أمريكا بالتغطية على أفعالها وتبريرها والدفاع عنها في المحافل والمنابر الأممية.ولا يمكن لإسرائيل أن تشن حربا وترتكب مجزرة، أو أن تقوم بأي عدوان أو حماقة دون موافقة ضمنية أو تغطية من البيت الأبيض، وهذا ما أكده المفكر الأمريكي تشومسكي، والذي أكد مؤخرا أن كل عدوان إسرائيلي على لبنان كان يتم بتغطية من أمريكا أما حرب إسرائيل الشاملة على لبنان عام2006، فكانت بطلب صريح من أمريكا،  إذ صرحت في ذلك الوقت وأثناء الحرب كونداليزا رايس أن الشرق الأوسط الجديد سيبدأ من لبنان، أي أن امريكاهي العدو الحقيقي الذي يقوم بكل الأفعال العدائية، بل انها في مرحلة من المراحل كانت وراء العديد من الانقلابات المسلحة  في الوطن العربي وأمريكا اللاتينية وإفريقيا واسيا حتى تبقي هذه الدول تدور في فلكها، خدمة لأهدافها الإستراتيجية وكي يبقى القرن قرنا أمريكيا وتكون أمريكا سيّدة العالم. إن إسرائيل هي البيدق الأهم لأمريكا على رقعة الشطرنج العالمية  وخاصة في الشرق الأوسط، وهي التي تحرك هذا البيدق كيف تشاء ومتى تشاء، وأكاد أقول ان امريكا تمسك بيدها جهاز التحكم عن بعد كي تحرك البيدق الإسرائيلي في الاتجاه الذي تريده والذي هو في نهاية المطاف يصب في مصلحة الطرفين وهما عمليا طرف واحد وهذا ما تؤكده الجملة المكررة والمكرورة على لسان المسئولين الأمريكيين من ترومان الى اوباما من ان أمن اسرائيل من امن امريكا وان اسرائيل لاتكلف امريكا اكثر من أي اسطول امريكي في البحر المتوسط، مع ان الخدمات التي تقدمها هي اضعاف اضعاف ما يقدمه الاسطول لنا وهذا يفسر ما دأب المسئولون الأمريكيون من ترديده وهو أن امريكا ستحافظ دوما على التفوق العسكري النوعي الاسرائيلي في الشرق الاوسط , ويرى  احد العارفين ببواطن الأمور أن إسرائيل ما كانت لتتجرأ على مهاجمة قافلة التضامن التركية بدون موافقة ضمنية  أمريكية، لإدراكها لانعكاسات  مثل هكذا عمل وتداعياته وما  قد يجلبه من ردود فعل وعواقب وتفاعلات خطيرة، تتطلب لصدّها وتحجيمها الموقف الأمريكي المعهود في المنتديات والمؤسسات والهيئات الدولية من مجلس الأمن الى المنظمات الدولية الأخرى وهذا ما فعلته أمريكا بالضبط، تنفيذا لسياسة المعايير المزدوجة المعتمدة إسرائيليا في السياسة الخارجية الأمريكية.