خبر كنيست سيئة للاسرائيليين..هآرتس

الساعة 11:21 ص|23 يوليو 2010

بقلم: أسرة التحرير

ميراتون التصويت على ستين مشروع قانون وضعت على طاولة الكنيست في المساء الاخير للدورة الصيفية تعكس جيدا طبيعة الكنيست الـ 18: متزلفة، متحمسة، عديمة المسؤولية الرسمية ومفعمة بالعنصرية.

        2.500 مشروع قانون رفعه اعضاء الكنيست الحالية. قلة منها سيصل الى التصويت بالقراءة الثانية والثالثة، وكل غايتها، كما يبدو، اثارة عاصفة اعلامية وخلاف جماهيري ضار. بعضها – مثل الحظر على ممارسة الجنس تحت سن 16 – تبدو كاحبولة اعلامية مخلولة وزائدة. وبعضها الاخر – مثل مشروع قانون "لجان القبول في البلدات المجتمعية"، والذي اقر بالقراءة الاولى أول أمس – تلقي بظلال قاتمة.

        هذا المشروع هو مثال نموذجي عن التعاون المقلق بين نواب من كديما، الاتحاد الوطني، اسرائيل بيتنا والليكود. هذا التعاون يبرز على نحو خاص على خلفية صمت المعارضة ويتخذ صورة التجند الوطني المزعوم فيما هو عمليا عرقي وعنصري. في البند المقرر بان "اللجنة لن ترفض قبول مرشحا فقط لاعتبارات عرقية، دينية، جنسية، قومية، او اعتبارات الاعاقة" يتذاكى مشروع القانون بالتظاهر بالامتثال لقرار المحكمة العليا في قضية قعدان، وفي بند آخر يتذاكى في تجاوزه، بحجة عابثة عن "عدم مناسبة المرشح مع النسيج الاجتماعي – الثقافي للبلدة".

        الاستخفاف الفظ بالقوانين الاساس وبحقوق الانسان والمواطن يمر كخيط تماس فظ في كل مشاريع القوانين الاخيرة. قوانين الولاء، التي بادر اليها دافيد روتم من اسرائيل بيتنا وهدفها سحب المواطنة ممن ليس "مواليا للوطن"؛ مشروع القانون بسحب المكانة القانونية للحركة الاسلامية بقيادة اوفير اكونيس من الليكود؛ التشريع الذي يرمي الى منع التأييد لمنتجي السينما "غير الوطنيين"، بقيادة ميخائيل بن آري من الاتحاد الوطني ورونيت تيروش من كديما؛ قانون التهويد، قانون النكبة – كل هذه وكثير مثلها تهزأ بمبادىء المساواة والحرية المعلن عنها في وثيقة الاستقلال لدولة اسرائيل.

        لم يسبق أبدا أن كانت كنيست، بذريعة "الحفاظ على أمن الدولة" تقدمت بمشاريع قوانين عديدة بهذا القدر ترغب في التفضيل العلني لليهود على العرب في كل مجالات الحياة. كما أن سلوك اعضاء الكنيست مرفوض. وجدير بالتنديد على نحو خاص اولئك الذين هجموا بالسباب والشتم على النواب العرب وهددوهم بطردهم من الكنيست واولئك الذين تعاونوا مع التحريض العنصري ومع المداولات الهاذية في اللجان (حول مشاركة هرئيل سعقات في اليروفيزيون). ولكن مخيب للامل ومثير للحفيظة اكثر من أي آخرين هم ممثلو كديما والعمل، الذين تحدثوا عاليا عاليا عن قيمهم، ولكن في لحظة الحقيقة تملصوا من التصويت وتركوا المتطرفين يوصمون بالعار سجل القوانين. سحب الحقوق من حنين الزعبي كان ذروة هذه المسيرة المخجلة.

        النواب بافعالهم، مثلما في اقوالهم، يقوضون القيم الاساس للديمقراطية، يستقبلون بشكل متهكم ورخيص الادوات البرلمانية، يجرون المجتمع الاسرائيلي الى نزاعات قطاعية والى الانعزالية عن العالم، يمسون بمصداقية المجلس التشريعي ويضعضعون المجتمع. هكذا ستذكر اذن الكنيست الـ 18: ضحلة، هدامة وسيئة.