خبر التهويد كهدف استراتيجي..هآرتس

الساعة 10:57 ص|23 يوليو 2010

بقلم: اسرائيل هرئيل

إن عدم القدرة أو عدم الرغبة في وجدان حل إيجابي لحاجات تهويد أكثر من 300 ألف مهاجر ليسوا يهودا على حسب الشريعة مشكلة تخيب الآمال منذ سنين كثيرة. إن هؤلاء المهاجرين حتى لو شاؤوا، لا يستطيعون التهود لأنه يطلب اليهم التزام اقامة التوراة والفرائض. أتى حزب "اسرائيل بيتنا" وقدم قانون التهويد. وقام أكثر  النظام السياسي والاعلامي في اسرائيل في مواجهته.

        أسأل المعارضون أنفسهم كيف يمكن أن يكون المبادر الى القانون هو الحزب الاكثر مشايعة من كل جهة سياسية أخرى لهؤلاء المهاجرين؟ أو: أيمكن أن يسن هذا الحزب، ذو المشاعر السياسية الأكثر حدة في اسرائيل، قانونا معارضا لناخبيه؟

        ولما كنا لا نفترض أن هذا الحزب ورئيسه غيرا مواقفهما، فقد بقي أن نسأل: ما هو السبب الحقيقي اذن للمعارضة الشديدة للقانون والتهديد بـ "شقاق في الشعب اليهودي"؟ ولماذا انضم الى تهديد الاصلاحيين والتنقيحيين هذا جزء ممن يوجبون الزواج المختلط وتقديم مسارات العلمنة وسلب اسرائيل صهيونيتها (بواسطة محكمة العدل العليا. الاكثرية المطلقة في الكنيست لن تساعد على هذه المسارات).

        يوجد غير قليل من عدم الفهم (في افضل الحالات) لمقصد القانون بين الاصلاحيين والتنقيحيين، الذين هبوا عليه ويهددون بوقف التبرعات للدولة (وهو عمل مراد من جهة مبدئية) وتجنيد مجلس  النواب الامريكي ووسائل الاعلام الامريكية (وقاحة!). وبرغم ان هذا لم يكن مفاجئا أصاب الذعر رئيس الحكومة ازاء الضغط الذي استعملته هذه الحركات، وأخذ بتهديدها (الذي لا غطاء له) بأن القانون سيسبب "شقاقا في الشعب اليهودي".

        أيطمح "اسرائيل بيتنا"، الذي له مصلحة، ولو كانت سياسية، في أن يدخل في صفوف الشعب اليهودي كل مهاجر يريد ذلك، الى تقسيم الشعب اليهودي؟ إن حقيقة أنه هو المبادر يجب أن تسكن الاصلاحيين والتنقيحيين لا أن تستصرخهم. أمن من المنطقي أن يبادر حزب متعلق بأصوات المهاجرين من غير اليهود على حسب الشريعة اليهودية الى قانون يأتي الى تشديد اجراءات التنديد لا تخفيفها؟

        يريد الاصلاحيون والتنقيحيون أن يحصلوا في اسرائيل على مكانة رسمية – وأنا اؤيد هذا – الى جانب الارثوذكسيين. وهذا هو السبب الحقيقي لهبتهم. لكن حتى لو منحتهم محكمة العدل العليا التي يطرقون ابوابها صبح مساء ذلك – فلن يحدث تغيير لمكانتهم. فللحركتين معا أقل من مائة جماعة في اسرائيل لا يتأثر أكثرها بالمشاركين (في مقابلة آلاف الكنس الارثوذكسية النشيطة والنامية). سيمكن فقط بتأثير روحي، لا بقرارات من محكمة العدل العليا ملء الصفوف والتأثير في سن القوانين أيضا.

        هدف قانون التهويد زيادة أعداد اليهود في اسرائيل. فمن الواجب اذن تأييده على نحو مبدئي. هذا هدف استراتيجي لشعبنا الذي تتضاءل صفوفه بحسب متوالية هندسية. إن الشعب في الجاليات موجود، عن اختيار ورغبة، في مسار متعجل من الذوبان، وتجب مباركة كل عمل تشريعي او تربوي يكثر اليهود في اسرائيل.

        إن القانون، وهذا ما يخفيه معارضوه، لا يلغي الاعتراف الاسرائيلي بالتهويد الاصلاحي والتنقيحي الذي تم خارج اسرائيل. فالشقاق الوحيد في الشعب اليهودي اذن هو الذي يجري كل يوم على أيدي اولئك الذين ينشقون عنه. وقد فعل آلاف التاركين ذلك بلا علاقة بصعاب التهويد (القائمة) في اسرائيل. وهذا ما سيكون عند التاركين في المستقبل أيضا. لن يعلم هؤلاء المنشقون البتة أنه يوجد قانون تهويد، اذا اصبح موجودا.