خبر حلم ليلة صيف؟..هآرتس

الساعة 10:55 ص|23 يوليو 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

لعله بسبب الحرارة والقيظ اللذين بكرا هذا العام، او ربما بسبب رحلته المصورة هذه المرة الى واشنطن – ارتكب بيبي خطأ لا يرتكبه سياسي محنك: فقد حدد موعدا دقيقا لتجميد البناء في المناطق. خطأ مشابه ارتكبه في حينه اسحق رابين حين وعد بانه في غضون 9 – 10 اشهر سيصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. كلما اقترب الموعد الذي حدده ازداد الضغط الجماهيري: أين الاتفاق؟

        وضع مشابه يحصل الان لبيبي. التزامه بتجميد البناء في المناطق يقترب من نهايته المحددة في 26 ايلول. مع اقتراب موعد انتهاء التجميد، تتجه العيون والاذان الى بيبي. منتقدوه يدعون بانه قيد حرية العمل لديه بانذار ذاتي. مجلس "يشع" لا يسهل عليه حين نشر في بداية هذا الشهر اعلانات على صفحات كاملة بعنوان "الكلمة هي الكلمة"، وفيها صور لسبع وزراء يعلنون كل واحد بلغته الاكثر جلاءا بانه لا يوجد وضع لا يعاد فيه البناء مع نهاية فترة التجميد. في وسط الاعلان – صورة كبيرة لبيبي وتحتها تصريحه: "اوضح بان هذا التجميد هو مؤقت ولمرة واحدة. سنبدأ بالبناء مثلما كان الحال من قبل".

        والان يترقبون بتوتر السادس والعشرين من ايلول الذي يقع بالصدفة في العرش. اذا واصل التجميد لن تكون له حكومة، يقول محللون معروفون بانهم يعرفون كل شيء. ولكن اذا ألغى التجميد، فقد يتورط مرة اخرى مع الادارة. خصوم بيبي في رأي يقضي بانه يعمل كي يكسب الوقت. يكسب الوقت حتى ماذا؟ نهاية الانتخابات الفرعية في الولايات المتحدة ام التوثيق الاضافي للعلاقات مع ادارة اوباما؟

        كثيرون هم الاشخاص الذين لا يرون بيبي ينهض ويعلن في 27 ايلول، بان ابتداء من اليوم نستأنف البناء. من الصعب التصديق بانه سيعلن بان تجميد البناء مات ودفن بعد "السلام" مع اوباما. دان مريدور في رأي نصف شاس نصف قهوة، أي: نواصل التجميد، ولكن فقط في المناطق المتفق على أنها ستكون في نهاية المفاوضات في ايدينا. نظريا هذا يبدو منطقيا، اما عمليا فمن سيقرر بدون مفاوضات مباشرة ما سيبقى وما لن يبقى في ايدينا في اطار دولتين للشعبين؟ ناهيك عن أنه من زاوية نظر الفلسطينيين فان هذه حفنة لن تشبع الاسد.

        الذريعة الرسمية للتجميد هي رفض القيادة الفلسطينية الدخول في محادثات مباشرة مع اسرائيل. وهم يفضلون محادثات تقارب من خلال وسطاء امريكيين. ربما لانهم يأملون بان تكون الادارة في محادثات التقارب حرة اكثر في أن تقترح حلا مفروضا، بينما في المحادثات العلنية، حين تتركز عيون الدول العربية عليهم – سيجد الزعماء الفلسطينيون صعوبة في تلطيف حدة الشروط المتصلبة التي قيدوا أنفسهم بها.

        ولكن في هذه الاثناء يوجد لمحمود عباس وسلام فياض انجازات لا بأس بها على الارض في التقدم العملي الى الامام لواقع السلام. اولا وقبل كل شيء هما لا يسمحان للارهاب بالانطلاق من الضفة ويحسنان الوضع الاقتصادي للسكان. وينبغي لنا ان نكون راضين عما يحصل هناك. واذا وافقنا على مواصلة تجميد البناء قليلا – فانه سيؤدي الى تطبيع عملي. بالتوازي ينبغي لنا أن نكون راضين عن التفاهمات العلنية والخفية مع حكومة اوباما من أجل أمن اسرائيل.

        سور الكراهية بين الشعبين قصر؛ لا يوجد اليوم أي سبب لعدم الجلوس والحديث الواحد مع الاخر. غزة هي مشكلة السلطة؛ في اساسها هي ايضا بالفعل مشكلتنا، ولكن السلطة هي التي ينبغي لها ان تجد الحل. لا يعقل أن يكون حوالينا دولتان فلسطينيتان.

        علينا ان تعزز فياض وابو مازن. ان نشجع على المحادثات المباشرة مقابل استمرار التجميد الى ما بعد الموعد المقرر – ربما ليس تجميدا كاملا، ولكن تجميد معين في مناطق يتفق عليها.

        من يقول انه بدون ضم كديما الى الحكومة لن يتحقق أي تقدم، مخطىء. ومع أن ايهود باراك تحدث مطولا مع تسبي لفني، الا انه لم يقترح لها لا باسمه ولا باسم بيبي الانضمام الى الحكومة. المسيرة السلمية التي يقودها زعيم يميني ستكون اكثر غائية من ضم كديما الى حكومة يمينية. مناحيم بيغن، يمين اليمين، صنع تاريخا حين توصل الى اتفاق سلام مع مصر دون حزب العمل في الحكومة. لو كان في ذات حكومة غولدا مائير واسرائيلي جليلي، لما كان مؤكدا ان يعقد اتفاق سلام مع مصر.

        الان، حين تغرب الشمس في قصر الرئاسة في القاهرة، من المهم جدا أن تقود حكومة نتنياهو في صيغتها الحالية نحو تسوية مع السلطة، برعاية مصرية. كل هذا لن يتم قبل أن تعيد السلطة غزة الى سواء العقل وحكومة نتنياهو تعطل المستوطنين المتزمتين الذين من شأنهم ان يجرونا الى حرب اهلية.

        حلم ليلة صيف؟ ربما.