خبر الكاتب الشهير فيسك يتساءل: لماذا الاردن منشغل اليوم بالفلسطينيين؟

الساعة 04:33 ص|23 يوليو 2010

الكاتب الشهير فيسك يتساءل: لماذا الاردن منشغل اليوم بالفلسطينيين؟

فلسطين اليوم-وكالات

يرى روبرت فيسك، المعلق البريطاني المخضرم والمقيم في بيروت، ومراسل صحيفة 'اندبندنت' اللندنية في الرسالة التي وجهها متقاعدون في الجيش الاردني واثارت جدلا واسعا في الاردن في الآونة الاخير ة انها اول معارضة جادة تظهر في الاردن ضد الملك عبدالله الثاني منذ توليه الحكم بعد وفاة والده عام 1999.

ويقارن الكاتب بين الابن والاب بان شخصية الملك عبدالله ليست بمثل شخصية والده، بحزمها وتميزها والذي ظل يذكر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء في حينه ان السلام يتراجع. ففي مقال لافت بعنوان لافت للنظر 'لماذا الاردن منشغل بالفلسطينيين' (اي من اردنيين من اصل فلسطيني) في اشارة الى الجدل الجاري على الساحة الاردنية حول الفلسطينيين وفكرة الوطن البديل التي ما فتئ اليمين الاسرائيلي يطرحها. تناول فيسك للرسالة وتداعياتها على الاردن في جلسة جمعته مع عدد من الاشخاص وضمت رئيس جمعية المتقاعدين، الجنرال علي الحباشنة وعسكريين بارزين آخرين هما العقيد بني صخر والجنرال محمد المجالي في مطعم 'القدس' وسط عمان 'القديمة'.

ويشير فيسك الى ان جمعية المتقاعدين تضم 140 الفا من العناصر السابقة في الجيش وعائلاتهم، ويعود الكاتب بقارئه الى سنوات السبعينات والحرب بين المنظمات الفلسطينية والنظام الاردني تحت قيادة الملك حسين في حينه، حيث ينظر من مطعم القدس، لمقر كان مركزا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذلك الوقت.

ويتحدث عن نتيجة المواجهة بين الجيش الاردني والمقاتلين الفلسطينيين، المواجهة التي ادت الى نهاية الوجود الفلسطيني ممثلا بالمنظمات او ما وصفه 'دولة داخل الدولة' لينتقل الى لبنان. وما يدعو للتذكر انه في داخل المطعم الذي تعلق على جدرانه صور للقدس قديمة قبل الاحتلال الاسرائيلي لها، هناك رجال يشتكون من تحول الاردن الى فلسطين.

ومحل الشكوى هو ان الدولة منحت 86 الف فلسطيني جوازات سفر اردنية ومنذ عام 2005 الامر الذي يعتبرونه غير دستوري، ولا تتوقف الشكوى عند منح الجوازات بل يشتكون من زيادة عدد الوزراء في الحكومة الاردنية الحالية. كما اشتكى الحاضرون من مشكلة الفساد والتبعية للسياسات الامريكية الاسرائيلية التي تهيئ الارضية لاسرائيل كي تتخلص من فلسطينيي الضفة الغربية. وما يلاحظه الكاتب ان هؤلاء الرجال لا وقت لديهم للحديث عن اتفاقية سلام وادي عربة بين الاردن واسرائيل. ولا يشكك الكاتب في غيرة الجالسين ووطنيتهم فهم في النهاية رجال الملك لكن شكواهم كما يقول يجب التعامل معها، فهم اردنيون وطنيون متشددون.

ويشير فيسك الى الجدل الحالي في الاردن الذي اثارته رسالة مؤسسة المتقاعدين المفتوحة للملك عبدالله الثاني وعبروا فيها عن مخاوفهم من خطط اسرائيل في الضفة الغربية وما اشارت اليه الرسالة بالطابور الخامس في الاردن الذي يدعم السياسة الامريكية في المنطقة. وينقل فيسك عن الرسالة التي عرفت ونوقشت محتوياتها في الصحافة الاردنية والعربية حول ما تراه ضعف الحكومة وتعيين مسؤولين فيها لم يكملوا شروط الحصول على المواطنة بعد، وكوتا الفلسطينيين فيها.

ويتحدث الكاتب بصيغة التكهن قائلا ان عدد السكان الاردنيين الاصليين (غير فلسطينيين) تصل ربما 57 بالمئة. ولكن الاردنيين يقولون انه في عام 1988 كان عدد الفلسطينين في الاردن 1.95 مليون من سكان البلد ويقول الجنرالات ان هناك 850 الف فلسطيني ممن يرون ان مواطنتهم غير قانونية، فيما يعيش في الاردن 950 الفا من مواطني الضفة الغربية بطريقة قانونية ولكن بدون رقم وطني او مواطنة.

وهناك 300 الف فلسطيني جاءوا من غزة. ويرى الجنرالات السابقون ان عملية قدوم الفلسطينيين من الضفة وغزة على انه 'ترحيل صامت' عبر نهر الاردن. ونقل الكاتب ما قاله احد الحضور من ان هذه الموضوعات لا يطرحها الرجال المحيطون بالملك عليه. واضاف قائلا انه بعد تشكيل حكومة سمير الرفاعي صار رئيس مجلس الاعيان فلسطينيا، وكذا رئيس المؤسسة القضائية. ويمضي قائلا ان هناك تغييرات في قيادة الجيش فيما لم تكن لدى رئيس منطقة العقبة الحرة 'الفلسطيني' مواطنة قبل عشرة اعوام، ويختتم مداخلته قائلا ان 'مسؤولي الحكومة يجب ان يحصلوا على وظائفهم من خلال البرلمان'. ويعلق الكاتب انه على خلاف ما حصل في الدول العربية من تراجع القوى القومية والعلمانية التي فتحت الطريق امام القوى الاسلامية كي تحتل مكانها فما حدث في الاردن هو العكس، فقد قام الملك عبدالله بكبت قوة الاخوان المسلمين وقلل من وجودهم في البرلمان معززا قوته هو. ويرى الكاتب ان القوى التي تدفع بالاجندة السياسية الآن في الاردن مكونة من طلاب المدارس العسكرية القدامى واتباعهم ومعهم اكاديميون واساتذة مدارس واعضاء نقابات.

وما لاحظه الكاتب حول طاولة 'مطعم القدس' هو حديث يدعو لانهاء معاهدة السلام مع اسرائيل وانشاء جيش شعبي مكون من الجنود والضباط السابقين القادرين على انشاء قوى حدود قادرة على دعم الجيش النظامي في حالة قامت اسرائيل بالهجوم على الاردن وكما علق احدهم فهناك حاجة لانشاء 'جيش وطني وليس جيشا جديدا ولكن ببنية استعمارية'.