خبر تحذير مدني: لا تسافروا الى تركيا..إسرائيل اليوم

الساعة 08:08 ص|22 يوليو 2010

بقلم: حازي شتيرنليخت

على أثر الغاء التحذير من السفر الى تركيا، أريد أن أدعو جميع الاسرائيليين الذين يوشكون أن يركبوا طائرة في الأعياد للاستجمام في تركيا، دعوة متأثرة. اذا كنتم قد حجزتم، فألغوا من فضلكم بطاقاتكم، وانزلوا عن "كل شيء مشمول"، واتركوا الأتراك واستمروا بطبيعة الأمر على الاستجمام والاستمتاع في كل مكان في العالم لا هناك.

        نجحنا حتى الغاء تحذير السفر، وينبغي الانتظار لرؤية كيف سيؤثر، في الصمود لموسم سياحة واحد وتخلينا عن "كل شيء مشمول" في أنطاليا. وبحق. فبعد ما قاله وفعله بنا اردوغان يمكن فهمنا. لكن السؤال ما هو مدى ذاكرتنا؟ هل يمكن أن ننسى؟  وللحقيقة، علينا أن ندرك أن الكراهية الموجهة الينا ليست تنبع فقط من كلام أردوغان – فكثير من الأتراك يكرهوننا اليوم. ولا تقولوا لي إن أصحاب الفنادق في جنوبي هذه الدولة يبتسمون الينا، انهم يبتسمون لمحافظنا.

        هذا هو الوقت لتغيير ذلك والاستبدال به، وأن نرى من هم الأصدقاء الجدد للأتراك: حسن نصرالله، الذي سارع أردوغان الى محادثته هاتفيا ليعزيه عن الموت "المؤسف" للشيخ فضل الله، أحد الآباء الروحانيين لحزب الله، وبشار الأسد وخالد مشعل ومحمود احمدي نجاد بطبيعة الأمر.

        هؤلاء هم أصدقاء رئيس الحكومة التركي. ليسوا مجرد معارضين لاسرائيل بل أعداء رفعوا راية ابادتنا. لم يصبح اردوغان رئيس حكومة بالصدفة. فقد اختاره الشعب التركي الذي أراده وأراد كل ما يرمز اليه. لهذا مشكلتنا مع تركيا ليست محدودة.

        مع ازالة مقر محاربة الارهاب لتحذير السفر نواجه نحن امتحانا بكوننا مجتمعا. بدأت صفقات النوادي التركية تنظم، وحتى إن لم يكن ذلك يبدو واقعيا حتى الان – فمن المحتمل أنه بعد ذلك في الصيف، وعوض أسعار منخفضة، أن يوجد الاسرائيليون الذين يفضون نسيان الحقائق مرة أخرى. وأنا مشفق من طوفان اسرائيليين يحقروننا ويحقرون قدرتنا على الصمود في مواجهة دولة فاسدة اخلاقيا مثل تركيا.

        أجل، لا تكمن المشكلة مع تركيا في مجرد حقيقة أنهم يحاولون وطأنا لحشد قوة في العالم العربي. تذكرون ان الاتراك نفذوا مذبحة الشعب الارمني (1.5 مليون شخص)، وما زالوا ينكرون ذلك، وهم حتى اليوم ينفذون في كل يوم جرائم في محاربتهم للأقلية الكردية (20 في المائة من المواطنين).

        إن تركيا هي التي احتلت مناطق بالقوة، مثل لواء الاسكندرونة من سورية وشمالي قبرص. وبالمناسبة، من المنعش تذكر انه بعد أن هددت تركيا سورية بالحرب قبل عدة سنين، سارع بشار الاسد الى التخلي عن الاسكندرونة، وهو لواء فيه مئات آلاف المواطنين السوريين، قياسا بالجولان الذي يوجد فيه قلة من الدروز وكثير من الصخور البركانية.

        على كل حال، نفاق اردوغان الذي يزين نفسه بريش خبير بحقوق الانسان، بل يطلب الوساطة بين اسرائيل وسورية ويعمل بالقوة والتهديد في مواجهة أمم أخرى، لا يستحق أن يؤيد بموجة السياحة الاسرائيلية.

        لم يمر شهران منذ أحداث القافلة البحرية التي كان يفترض أن تصبح الخط الفاصل فيما يتعلق بعلاقاتنا بتركيا. عندنا قدر كاف من الاسباب السياسية والاخلاقية، لمفاصلة تركيا والكف عن امداد مناطقها السياحية بالمال. هذا هو القليل الذي يستطيع الاسرائيليون فعله ردا عليهم.