خبر من التلفزيون الى الواقع- هآرتس

الساعة 10:31 ص|21 يوليو 2010

من التلفزيون الى الواقع- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

التجارب على منظومة "قبة حديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، انتهت أول أمس. وأمرت وزارة الدفاع بتزامن نشر البيان مع ساعة بث الاخبار في التلفزيون، وبالفعل كان هذا عرض مثير للانطباع: من جهة طارت مقذوفة مهاجمة، من عائلات القسام او الكاتيوشا ومن جهة اخرى قفزت مقذوفة دفاعية، تحطم المهاجمة وتسقط شظاياها بحيث لا تصيب الهدف العسكري او المدني الذي كانت موجهة له. التجارب، كما بشر البيان الرسمي، اثبتت ايضا قدرة على اعتراض صليات الصواريخ.

        بحد ذاته، هذا تطور ايجابي. حسن قدرة معينة عن انعدام الوسيلة المطلق. اسرائيل تلبثت في فهم قدرة الضرر للصواريخ التي تطلق من لبنان ومن غزة واستخفت بتأثير ما وصفه مدير مكتب ارئيل شارون بانه "اغراض متطايرة". نتيجة الاستخفاف ظهرت في الثماني سنوات من الاقلاق الفتاك في النقب، لدرجة اجتذاب الجيش الاسرائيلي الى حملة كبيرة في غزة، ولاكثر من شهر من امطار السلاح على اسرائيل من لبنان قبل اربع سنوات.

        بتطوير "قبة حديدية" والمنظومة التي يفترض أن تعمل في المستوى الجوي فوقها، "عصا سحرية"، اعترفت حكومات اسرائيل بانها اخطأت في تحديد الاولويات وفي توزيع المقدرات داخل المنظومة الامنية؛ ولكن هذا اعتراف بنصف فم. رغم استكمال التطوير والاعلان عن المنظومة كتنفيذية، لا يزال لا توجد نية لنصب البطاريتين الاوليتين، اللتين ستكونان جاهزتين في الخريف، لحماية سديروت وغيرها من بلدات الجتوب. خطة عدم نشر البطاريتين تستحق لقب "شموع حانوكا". وسائل الاطلاق، الصواريخ، الرادارات والحجر القيادية لـ "قبة حديدية" ستكون للعرض وليس للاستخدام.

        هذا القرار غريب وهو يبث شكا من الحكومة والجيش الاسرائيلي بقدرة "قبة حديدية" على الانتقال من التلفزيون الى الواقع المغبر للمناوشات مع حزب الله، حماس والجهاد الاسلامي. وهو يثير حفيظة سكان الجنوب وكفيل بان يثير التساؤل في واشنطن ايضا، والتي ساهمت في الخطة باكثر من 200 مليون دولار.

        ليس واضحا اذا كان مطلقو الكاتيوشا والقسام، الذين شاهدوا  أفلام التجارب، يصدقون ما تراه عيونهم، ولكن في هذه اللحظة واضح جدا بان من يفترض به أن يتزود بـ "قبة حديدية" وان يستخدمها لا يزال لا يؤمن بها.