خبر لجان التحقيق القادمة- يديعوت

الساعة 10:30 ص|21 يوليو 2010

لجان التحقيق القادمة- يديعوت

الاستنتاجات باتت على الطاولة

بقلم: اوري مسغاف

يجن جنون الاسرائيليين على لجان التحقيق. يستمتعون بالبحث في تركيبتها، والتعمق في بنود تكليفها، ومتابعة راعدة لاستدعاء الشهود والانتظار مع كبت للنفس لاستنتاجاتها. رغم أن غرفة مليئة بالمتقاعدين وبجبال من الوثائق ليست وضعية جنسية على نحو خاص، من المغري احيانا القول ان الحديث يدور عن احساس شبه جنسي.

بالتالي، ها هو اقتراح لجدول الاعمال: التعيين منذ الان للجنة التحقيق الرسمية لفحص الحرب القادمة على الحدود الشمالية بين اسرائيل ومحور سوريا – حزب الله. خلافا للجنة اغرانات، لن ينحصر هذه المرة عمل اللجنة في اداء الجيش. وبالتالي، فان أساس الجهد سيكرس لقصورات القيادة السياسية. سيكون هناك عمل كثير وخسارة اضاعة الوقت الثمين. فعلى أي حال المادة بأسرها موضوعة على الطاولة.

اسألوا، مثلا، رئيس شعبة الاستخبارات وكبار رجالات دائرة البحوث لديه. في الاسبوع الماضي شقوا طريقهم مرة اخرى نحو غرفة اللجنة الفرعية السرية المنبثقة عن لجنة الخارجية والامن. ومثل رئيس الاركان في مناسبات اخرى، مرة اخرى بسطوا أمام المشرعين واصحاب القرارات الصورة القاتمة. سوريا تلمح بكل وسيلة ممكنة برغبتها في استئناف المسيرة السياسية وتحشر الى الزاوية امام التجاهل الاسرائيلي المغرور. حزب الله ذراع حرب العصابات اللبناني لايران، يستكمل تسلحه المتجدد وينتشر من جديد وعن قصد، بالذات في داخل عشرات القرى والبلدات.

لقد شخص خصوم اسرائيل لديها نقطتي ضعف: الجبهة الداخلية والتآكل في الشرعية. وهم لن يضيعوا جهودا على خطوة برية عديمة الاحتمال، بل سيمطرون الاف الصواريخ على المراكز السكانية والجيش. مسافات الصواريخ ابعد من أي وقت مضى، وهكذا ايضا قدرتها على الحمل – نصف طن من المواد المتفجرة للرأس المتفجر. جولة القتال ستكون قصيرة وفتاكة. ومع نهايتها، بعد الاف القتلى الاسرائيليين في الجبهة وفي الجبهة الداخلية، سيجلس الطرفان الى طاولة المفاوضات، بالضبط في ذات النقطة التي يتواجدان فيها الان.

يدور الحديث عن ظاهرة غير طبيعية، تكاد تكون غير مسبوقة في التجربة الاسرائيلية، التي في اطارها تحث بالذات القيادة العسكرية أصحاب القرار نحو التحرك الى حل وسط سياسي. ولكن حتى الجنرالات لا يحذرون بالفم المليء من خطر جديد: الحرب القادمة لن تكون فقط فتاكة وزائدة، بل ومن شأنها أن تكون ايضا الاولى التي لا تحقق فيها اسرائيل نصرا عسكريا ساحقا مع حلول وقف النار. وهذا سيحصل لان الامم المتحدة، امريكا والاسرة الاوروبية ستسمح لاسرائيل بحد ادنى من الايام القتالية وسيجبرونها على التوقف قبل تحقيق حسم واضح.

النائب يوحنان بلاسنر عضو لجنة الخارجية والامن، يدعي مثلا بان هذا هو احد المعاني الاستراتيجية الهامة والاقل اطلاعا لما يسمى تآكل الشرعية الدولية لاسرائيل. ويأمل بلاسنر ايضا كرئيس للوفد الاسرائيلي الدائم لمجلس اوروبا، الهيئة التي يلتقي فيها 500 نائب برلمان من 5 مجلس تشريعي في القارة. وحسب اقواله، فقد شخص في اثناء السنة الاخيرة "علاقة واضحة مثابة "آلية تسليم"، بين اولئك الذين يختلفون هناك مع سياسة اسرائيل وبين اولئك الذين ينتقدون سياسة استخدام العنف لديها. كلما كانت سياسة اسرائيل اكثر قبولا، يميل اصدقاء اسرائيل الى تجاهل ورد الانتقاد على استخدامها للقوة العدوانية".

بكلمات بسيطة: عندما تعتبر اسرائيل مبادرة وحاثة لسياقات سياسية، يميل مؤيدوها الى السماح لها باستخدام القوة على مدى الزمن في المواجهات مع قوات من محور الشر والارهاب. اما عندما تعتبر اسرائيل كرافضة سياسية، يقصر الصبر والتسامح تجاه حروبها، وبالتأكيد عندما تكون النار موجهة ضد المراكز السكانية المدنية.

السخافة التي توجد امام ناظرينا هي حرب يوجد لها مفر، مع ثمن فظيع ودون انتصار واضح. على كبار المسؤولين في حكومة اسرائيل الحالية بان المسؤولية ستلقى عند اعتابهم. واذا كانوا لا يفهمون، فان لجنة التحقيق ستشرح لهم.