خبر لا ينبغي ايهام سديروت -هآرتس

الساعة 10:26 ص|21 يوليو 2010

 

لا ينبغي ايهام سديروت -هآرتس

بقلم: رؤوبين بدهتسور

(المضمون: عجز نظام "القبة الحديدية" الذي طورته الصناعة الأمنية الاسرائيلية عن حماية المناطق الاسرائيلية الآهلة في الشمال والجنوب بخلاف ما يزعم جهاز الامن الاسرائيلي - المصدر).

        من غير أن نقلل من الانجاز التقني المدهش لمهندسي رفائيل، خوفنا هو من أن جهاز الأمن يغرس في الجمهور  اوهاما. على أثر نجاح التجارب على نظام "القبة الحديدية" يبث جهاز الامن رسائل تبين أنه قد حلت مشكلة القذائف الصاروخية التي تهدد مواطني الدولة وان كابوس سكان غلاف غزة وسكان الشمال لن يعود.

        في مقابلة مع شبكة ب من صوت اسرائيل قال أمس رئيس إدارة جو – جو في رفائيل، يوسي دروكر رئيس برنامج تطوير النظام الدفاعي، ان بين "القبة الحديدية" تمنح حلا لـ "جميع التهديدات التي أطلقت ذات مرة على دولة اسرائيل من جهة لبنان ومن جهة القطاع". أجل لقد وقع كلامه على آذان صاغية. فقد سارع رئيس بلدية سديروت، دافيد بوصقيلة الى تبيان أن "نجاح التجارب بشرى مفرحة جدا لسكان سديروت وبلدات غلاف غزة الذين أملوا لأكثر من ثماني سنين هذه اللحظة... إن النظام سيمنح سكان المنطقة شعورا جيدا بالأمن".

        الحقيقة، للأسف الشديد، بعيدة عن وعد دروكر وقد تحبط آمال بوصقيلة. فبخلاف كلام دروكر لا تمنح "القبة الحديدية" حلا لـ "لجميع التهديدات"، وهي غير قادرة خاصة على حماية بوصقيلة وسكان مدينته. فبسبب الزمن القصير لطيران صواريخ القسام التي تطلق مثلا من بيت حانون على سديروت، يصعب على النظام ابطالها. وتوجد مواضعة لا ينقبها أناس رفائيل على ان النظام مخصص للحماية من قذائف صاروخية مداها أكبر من 4.5 كيلومتر (البعد من ظاهر بيت حنون الى سديروت أقل من 4 كيلومتر). إن طلبي الحصول من جهاز الامن على تفصيلات تتعلق بمدى الصواريخ التي استعملت عليها "القبة الحديدية" في التجارب الاخيرة لم يستجب.

        وقضية أخرى تضع علامة سؤال على ثبوت "القبة الحديدية" على أنها حل لتعويق صواريخ حماس وحزب الله وهي الكلفة العالية. ففي مقابلة صحفية مع موقع سي. بي. ان للاخبار اعترف دروكر أمس، بأن ثمن الصاروخ الواحد من  نظام "القبة الحديدية" سيبلغ 100 ألف دولار. ولما كان ثمن صاروخ القسام الواحد دولارات معدودة، فمن الواضح ان اسرائيل ستهزم من ناحية اقتصادية بعقب جمع حماس لآلاف صواريخ القسام. والمشكلة في الجبهة الشمالية أشد، لأن حزب الله يملك الان نحوا من خمسين ألف صاروخ. وعلى ذلك قد ينشأ وضع ينفذ فيه احتياطي صواريخ "القبة الحديدية" بعد عدد من محاولات التعويق في حين يستمر الجانب الثاني على اطلاق آلاف الصواريخ.

        كذلك زعم جهاز الأمن أن "القبة الحديدية" ستبطل فقط الصواريخ التي يفترض ان تصيب مناطق آهلة، وبهذا توفر صورايخ تعويق كثيرة، هو زعم مشكل. أولا يحتاج تنفيذ حسابات مسار الصاروخ وقرار هل يسقط في منطقة آهلة الى وقت. حتى لو كان الحديث عن وقت قصير نسبيا، فانه سيزيد مدى الحد الأدنى من الصواريخ التي سيكون من الممكن تعويقها. ومشكلة أخرى هي تحسين دقة الصواريخ. إن عوزي روبن، الذي رأس ادارة "حماه" في وزارة الدفاع، يزعم ان الايرانيين نجحوا في جعل الصواريخ دقيقة بوسائل سهلة ورخيصة. الحديث كما قال عن دقة أمتار معدودة. إذا نقل الايرانيون هذه الوسائل الى حماس وحزب الله، فان كل موضوع الاطلاق الانتقائي يصبح غير ذي صلة، لان مسار جميع الصواريخ سيقودها الى مناطق آهلة.

في حين أن الفرح للانجاز التقني حق، يجب أن نتذكر أن "القبة الحديدية" لا تعطي حلا لـ "جميع التهديدات" وأنها أبعد من ذلك. إن من يحاولون عرض ذلك على هذا النحو يضلون الحقيقة ويوهمون من يثقون بهم.