خبر د.أسعد أبو شرخ يكتب..مواجهة إسرائيل..كيف؟

الساعة 08:59 ص|21 يوليو 2010

داسعد ابو شرخ

كاتب وأكاديمي

أطلقت "إسرائيل" مؤخرا قمرا اصطناعيا تجسسيا جديدا حمل اسم أفق 9 بهدف التجسس على الوطن العربي ودول الشرق الأوسط، خاصة إيران التي تنتهج سياسة مستقلة بعيدة عن التبعية الأمريكية والتساوق أو التجاوب مع الأطروحات "الإسرائيلية" والانهزامية السائدة في المنطقة

وتعمل إسرائيل على إخراج إيران من الساحة بالإخضاع أو التحييد كما فعلت مع الدول العربية، وحتى تكون "إسرائيل" هي اللاعب الأقوى وسيدة المنطقة بامتياز والوكيل الحصري المعتمد للغرب في هذا الجزء من العالم، وهي لا تقبل بأن ينافسها على هذا الدور احد من دول المنطقة حتى لو ارتبطت معها بأوثق العلاقات وهذا ما يمكن للمرء أن يستنتجه من الإعتداء الإجرامي الإسرائيلي على قافلة الحرية التركية والمجزرة التي ارتكبتها بدم بارد ودون أي اعتبارات لعلاقاتها وارتباطاتها مع تركيا،  وهذا يعني أن لا احد في الشرق الأوسط في مأمن من العدوان الإسرائيلي وأن القمر التجسسي الإسرائيلي الجديد إنما هو مؤشر على الإعداد لعدوان قد يستهدف إيران  أو سوريا أو لبنان أو فلسطين وربما تركيا او كل هذه الدول ومثلها معها.

إن إرسال إسرائيل لقمر اصطناعي للتجسس على الدول العربية والإسلامية هو بحد ذاته عمل عدواني وانتهاك لسيادة هذه الدول وان إسرائيل تقوم بهذا لحسابها وحساب الدول الغربية وخاصة أمريكا التي تربطها بها علاقات إستراتيجية .

ربما يكون المستهدف الأول هو إيران وهذا ما يستطيع المرء أن يتكهن به من مستوى التدريبات الإسرائيلية الجوية والبحرية و الإعدادات والاستعدادات التكنولوجية والتجسسية،

وما رشح عن تغاضي بعض الدول العربية عن هذا العدوان وربما التشجيع عليه وما مثال تواطؤ هذه الدول على العراق عنا ببعيد خاصة مع تواجد القواعد الأمريكية عند العربان.

إن إسرائيل تستخدم سياسة  الاستفراد بالدول العربية وتحاول تأليبها على بعضها البعض

بشتى أساليب الدسائس الاستخبارية وتفعل نفس الشيء مع الدول الحليفة لنا مثل إيران وتركيا وغيرها لإفساد العلاقات بيننا خدمة لأهدافها.

كيف إذن يمكننا مواجهة إسرائيل وإحباط مشروعاتها؟

لا بد للمرء أن يدرك ان إسرائيل تحاول إخضاع المنطقة تماما  استعدادا لمرحلة الخروج او الهروب الأمريكي من المنطقة بعد خسائره الفادحة في العراق  وأفغانستان،                 وتريد أن تكون المستفيد الأكبر من هذه المرحلة،  ولهذا ستقوم بكل حروبها وإعتداءاتها مستفيدة من التواجد والقواعد الأمريكية قبل أن تتغير قواعد اللعبة.

إن إدراكنا لهذه الحقيقة، يجعلنا نطالب وبإلحاح إلى الإسراع في تشكيل تحالف قوى الردع من الدول العربية والإسلامية في المنطقة وتعبئة إمكاناتها العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية وغيرها حتى لا يكون الشرق الأوسط بحيرة اسرائيلية بامتياز,ويمكن أن يتم الإعداد  لمؤتمر قمة في إحدى العواصم المتحمسة للفكرة يجمع في بداية الأمر سوريا وإيران وتركيا والجزائر وليبيا والسودان وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين ومن يرغب من الدول العربية والإسلامية في الانضمام، خدمة لشعوب المنطقة وحماية لها في وجه المخططات الصهيونية والاستعمارية.

 

  انني على يقين ان مثل هذه الخطوة  ستشجع الدول الأخرى على الانضمام لهذا التحالف الذي سيحفظها ويحافظ عليها لأنه هو الطريق إلى الأمن والاستقرار في المنطقة.