خبر معلومات غير مسبوقة بمناسبة انتصار تموز..ما هي مفاجآة نصر الله الجديدة؟

الساعة 08:43 ص|21 يوليو 2010

معلومات غير مسبوقة بمناسبة انتصار تموز..ما هي مفاجآة نصر الله الجديدة؟

فلسطين اليوم-وكالات

يبدو أن ملف المحكمة الدولية وقرارها الظني مفتوحا على مزيد من التوترات الداخلية في المرحلة المقبلة، برغم محاولات احتوائها او التخفيف منها، لا سيما ان السيناريوهات المتداولة حول المسار الذي سيتخذه القرار الظني هي أكثر تعقيدا من المساعي المحلية المبذولة لتبريد الاجواء الحارة.

وبينما ما زال الخطاب الاخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتفاعل على اكثر من صعيد، علمت «السفير» بأنه من المرجح ان يلقي نصر الله خطابا في الخامس والعشرين من الجاري و«خطاب الانتصار» في 30 منه، لكون 14 آب، وهو تاريخ الاعلان عن الانتصار في حرب تموز، يتزامن مع بداية شهر رمضان، سيلقي كلمة في مناسبة ثانية في الخامس والعشرين من الجاري.

وأفادت المعلومات انه بالمقارنة مع الخطاب السابق لنصر الله، فإن خطابه الجديد سيكون على الأغلب أقوى في دويه، وأوسع في تفاصيله، وأكبر في دلالاته، وأوضح في مضمونه.

وفي إطار السعي الى امتصاص الاحتقان السياسي الذي تصاعد على خلفية السجال حول المحكمة الدولية وشبكات التجسس، التقى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أمس عددا من قيادات هيئة الحوار الوطني، على ان يستكمل اليوم مشاوراته، وسط توجس رئاسي من مخاطر انكشاف الوضع الداخلي في لحظة إقليمية ومحلية حرجة.

لكن، قبل ان تكتمل مشاورات سليمان الهادفة الى التهدئة، تلقت ضربة قوية من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي شن مساء أمس هجوما عنيفا على حزب الله والمعارضة، متهما "الفريق الآخر" بمحاولة وضع اليد على البلد والانقضاض على فريق 14 آذار، ومحملا العماد ميشال عون "مسؤولية أي اعتداء تتعرض له المناطق المسيحية". على حد قوله.

الأسد في بيروت قريباً

وغداة انتهاء زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق، قال مصدر سوري واسع الاطلاع لـ«السفير» ان الاجتماعات الثلاثة التي عقدها الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء سعد الحريري، وضعت علاقات البلدين على طريق المأسسة، «والمهم أننا على الطريق الصحيح، وليست هناك حساسية من أي طرح».

وشدد المصدر على العلاقة المتميزة التي تتشكل بين الرئيس الأسد والحريري على المستوى الشخصي، مشيرا الى أن زيارة الأسد بيروت ستتم في موعد غير بعيد، ولن تكون مرتبطة بزيارة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري.

وأوضح المصدر أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ناقش مع الأسد والحريري ضرورة العمل على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي بين كل من لبنان وسوريا والأردن وتركيا. كما أعرب أوغلو عن «سعادته» لوجود الحريري في دمشق ولفشل محاولات جر لبنان إلى موقع آخر، مبديا ارتياحه الى «ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين».

مشاورات القصر

في هذه الأثناء، شهد القصر الجمهوري حركة سياسية ناشطة، حيث استقبل الرئيس سليمان رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اطلعه على نتائج زيارته الاخيرة لدمشق والمحادثات التي اجراها مع الاسد وأوغلو.

كما التقى سليمان كلا من رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، رئيس كتلة نواب المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وعرض مع كل منهم الوضع العام وضرورة اعتماد التهدئة في الخطاب السياسي من أجل إبقاء الساحة الداخلية ضمن دائرة الاستقرار، خصوصا على أبواب موسم السياحة والاصطياف.

وأبلغت مصادر مقربة من سليمان «السفير» ان رئيس الجمهورية يستشعر خطورة المرحلة الراهنة وحساسيتها، انطلاقا من مجموعة مؤشرات خارجية توحي بأن الوضع الاقليمي غير مستقر، إضافة الى ان الواقع الداخلي غير مريح

بعد السجال الذي نشب حول المحكمة الدولية، فكان لا بد من مشاورات عاجلة مع مختلف الاطراف لحثها على المساهمة في تحصين الساحة الداخلية، استنادا الى المسؤولية الوطنية المشتركة التي يفترض ان يتشارك الجميع في تحملها.

ولفتت المصادر الانتباه الى ان النجاح العملي لزيارة الرئيس الحريري الى دمشق يجب ان يُواكَب بتحصين الساحة الداخلية وتبريدها.

وقالت أوساط الرئيس السنيورة لـ«السفير» ان وجهات النظر كانت متطابقة بينه وبين رئيس الجمهورية حول ضرورة الحفاظ على التهدئة، والعمل على عدم الانجرار الى أي شكل من أشكال التوتر الداخلي، لأنه لا مصلحة لأحد في مثل هذا التوتر الذي من شأنه ان يعيدنا الى اجواء متشنجة تضر بالاقتصاد والسلم الاهلي والعلاقات بين اللبنانيين.

وأكد السنيورة خلال اللقاء ـ بحسب أوساطه ـ وجوب الحؤول دون اختلاق أي ذريعة للتشنج، لانه لا شيء يستأهل ان نختلف عليه في ظل الإجماعات التي أفرزتها طاولة الحوار حول المحكمة الدولية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ورفض التوطين، وبقي سلاح حزب الله الذي تجري مناقشته في هيئة الحوار ضمن عنوان الاستراتيجية الدفاعية.

وإذ اشارت اوساط السنيورة الى انه ليس ثابتا بعد ما إذا كان السيد حسن نصر الله قد خرج عن الإجماع حول المحكمة الدولية، شددت على ان نواب «كتلة المستقبل» لم يكونوا البادئين بالتوتير السياسي، بل هم قاموا برد فعل على التوتر الذي ظهر عند الآخرين.

أما النائب رعد فقال من جهته لـ«السفير» ان الرئيس سليمان يستشعر خطورة انزلاق لبنان الى مخاطر الفتنة الداخلية، فرأى ان يقوم بحركة لقاءات مع اركان هيئة الحوار، متمنيا تهدئة الوضع، وداعيا الى ان تُعالَج الامور بمزيد من الحوار والتلاقي.

وأضاف: نحن عرضنا من جهتنا ما لدينا من معطيات حول اسباب الازمة والتوتر المفتعل داخليا وخارجيا، وقلنا ما يجب ان يقال في هذه الحملة التي تستهدف المقاومة، وطالبنا بأن تكون هناك ايجابية من الطرف الآخر الذي تلقف التسريبات الخارجية الخطيرة، وحاول ان يعوم عليها.

واكد «ان اسرائيل تنفخ بنار الفتنة الداخلية في لبنان، وللاسف يقوم البعض في لبنان والخارج بركوب هذه الموجة من اجل المساهمة في حصار المقاومة وتخريب البلد واجواء الهدوء والتوافق». وتابع: ان ما قاله السيد نصر الله هو كلام تحــذيري من الانــزلاق الى اتون الفتنة والى المشروع الاسرائيلي ـ الاميركي، وهو يعبر عن الخــوف على البــلد والناس، والمطلوب للخروج من هذه الازمة الا يدخل أي طرف لبناني في هذه اللعبة الخطيرة».

واشار رعد الى ان الحديث مع سليمان تناول كل المواضيع المثارة، ومرّ عَرَضاً على ما يثار من تسريبات حول القرار الظني المزعوم بحق عناصر من «حزب الله» بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولم يكن هو الموضوع الاساسي في اللقاء.