خبر لبنان يجمع دروز فلسطين بدروز العالم في مؤتمر يتعهد بتحسين أوضاعهم

الساعة 04:47 ص|21 يوليو 2010

لبنان يجمع دروز فلسطين بدروز العالم في مؤتمر يتعهد بتحسين أوضاعهم

فلسطين اليوم-وكالات

انطلق في لبنان مؤتمر الاغتراب الدرزي الأول من نوعه بمشاركة ما يزيد عن 500 شخصية درزية من كل أنحاء العالم لتنظيم علاقة الجاليات الدرزية بالمجلس المذهبي الدرزي ولـ«تحسين أوضاع دروز الداخل في الأراضي المحتلة».

واكتسب المؤتمر أهمية استثنائية لمشاركة نحو 50 رجل دين درزيا من أراضي عام 1948 قدموا عن طريق الأردن وسورية لإثبات هويتهم العربية، وصونا لانتمائهم المستهدف. ولفت مسؤول الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس إلى أن «مشاركة الوفد الدرزي الفلسطيني جاءت تتويجا للمساعي والخطوات التي قام بها رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط وأبرزها لقاؤه بوفد فلسطيني درزي عام 2001 على الأراضي الأردنية للتأكيد على عروبة وقومية دروز فلسطين والإضاءة على معاناتهم في مواجهة محاولات كيان الإحتلال لسلخهم من عمقهم العربي وإقناعهم بأنهم دين وعرق منفصل عن البقية».

وإذ أكد الريس لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد ما كان ليتمكن من المشاركة في المؤتمر لولا الجهود السورية والأردنية»، أثنى على الترحيب الذي لاقاه دروز فلسطين على أراضي البلدين. وقال: «المؤتمر اكتسب أهمية استثنائية لتمكنه من خلق فرصة للتواصل المباشر بين أبناء الاغتراب وأبناء فلسطين».

وفيما سعى المجلس المذهبي الدرزي المنظم للمؤتمر لتظهير نوع من وحدة الصف الدرزي اللبناني بتوجيه الدعوات إلى القيادات الدرزية كافة، قاطع رئيس حزب التوحيد الوزير الأسبق وئام وهاب المؤتمر ككل، معتبرا أنه يأتي لتكريس الانقسام والتشرذم الحاصل داخل الصف الدرزي. وأوضح وهاب رفضه المشاركة فيما سمي بـ«مؤتمر المغتربين الدروز» المنعقد في هذه الأيام، لأنه يفتقد إلى أي برنامج واضح ومحدد بالسياسة أو الأمور الاجتماعية وغيرها. وسأل وهاب المنظمين «ماذا جلبتم للدروز لمعالجة أزماتهم ومشكلاتهم؟ وكيف تواصلتم مع هموم وشجون الناس؟ مجتمعنا بحاجة إلى خدماتنا وليس لآرائنا، ونحن بحاجة إلى أشياء عملية وليس هناك أي خطة عمل».

وإذ استغرب رئيس لجنة الاغتراب في المجلس المذهبي الدرزي الشيخ كميل سري الدين موقف وهاب، شدد على أن «لا أهداف سياسية للمؤتمر لا من قريب أو من بعيد وأنه جاء تلبية لمطالبة الجاليات الدرزية في العالم بعقد لقاءات لمعالجة القضايا الدرزية الداخلية والخارجية».

وأكد سري الدين لـ«الشرق الأوسط» أن المؤتمر «ناجح وبكل المقاييس» وأضاف: «افتتاح المؤتمر شهد تظاهرة كبيرة وها هي حلقات عمله تتوصل لنتائج إيجابية وكبرى على الصعد الاقتصادية والاجتماعية». وأوضح سري الدين أن «المجلس المذهبي الدرزي وجه الدعوات لكل القادة الدروز للتأكيد على وحدة الصف الدرزي غير أن مقاطعة البعض لم تحل دون نجاح المؤتمر وتظهير وحدة الدروز بمشاركة جنبلاط وأرسلان في افتتاح أعمال المؤتمر في البيال» وأضاف: «مشاركة دروز فلسطين بافتتاح المؤتمر اتخذت بعدا قوميا/ إنسانيا وحماسيا لكن الأبعاد الحقيقية للمؤتمر مختلفة كليا، فالهدف منه تنظيم العلاقة بين الجاليات وبينها وبين المجلس المذهبي الدرزي وتحسين أوضاع أهلنا في الداخل من خلال الاستفادة من مؤهلات وخبرات الاغتراب».

وكان رئيس الوفد الدرزي الفلسطيني الشيخ عوني خنيفس شدد على أن «دروز فلسطين في أمس الحاجة إلى التواصل وطنيا لنصون انتماءنا المستهدف، الطائفة العربية الدرزية أو العرب الدروز في بلادنا. تعرضنا للمساس بصلب حقوقنا حياتيا ووطنيا وإنسانيا على مدى عقود وكنا ضحية مرتين، مرة على يد سلطات بلادنا ومرة على يد أبناء جلدتنا، وهذا أشد إيلاما، دون أن نجد سندا نتكئ عليه، ونؤخذ بجريرة سياسة دولة وموقف سياسيين أقوى منا ومن إمكاناتنا، فرضوا علينا ما لا ترغب فيه غالبيتنا».

وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في افتتاح أعمال المؤتمر متوجها للوفد الفلسطيني الدرزي: «إن ما هو آت على فلسطين وعلى عرب الداخل قد يكون أصعب وأقسى أو مشابها لأيام النكبة عام 1948، فلا خيار لكم، من باب المصلحة القومية والمصيرية، إلا أن تكونوا وإخوانكم عرب الداخل خطا واحدا في السراء والضراء. فما مر علينا في لبنان استثنائي وظرفي وعابر لا علاقة له بالمسار الطبيعي والتاريخي والتراكمي للعرب الدروز في لبنان على مر التاريخ وبمسيرتهم النضالية والتاريخية في دعم القضية الفلسطينية وقتالهم المرير والمتواصل في دفاعهم عن عروبة لبنان ومواجهة الغزوات الإسرائيلية المتكررة، متواصلين موضوعيا مع العمق الطبيعي والأساسي والداعم لكل الأزمات، ألا وهو العربي السوري».