خبر هكذا يتم تهذيب تجار ومدمني المخدرات بغزة

الساعة 09:46 ص|20 يوليو 2010

احذروا ..هكذا تعاطى تجار ومدمني المخدرات بغزة

فلسطين اليوم-غزة

تتواصل فعاليات وبرامج الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات التي أطلقتها وزارة الداخلية بغزة برئاسة الدكتور العقيد كمال أبو ندى في السادس والعشرين من يونيو الماضي ضمن خطة منظمة ومرتبة معدة مسبقاً لهذا العمل الكبير الذي يحتاج للكثير من الجهود لينجح.

 

وقام المكتب الإعلامي للشرطة بجولة برفقة الدكتور أبو ندى رئيس الحملة والملازم أول رشيد المصري والذي يعمل ضمن الحملة مندوباً عن شرطة مكافحة المخدرات وذلك للاطلاع بشكل مباشر على سير الحملة ومدى تقدمها لتحقيق أهدافها.

 

ابتدأت الجولة بمركز التأهيل والإصلاح بمحافظة خان يونس ، وعند وصولنا كانت قد بدأت زيارات الأهالي للنزلاء وكان عناصر الشرطة يقومون بعملهم في تنظيم الزيارات ومتابعتها على أكمل وجه بجانب عملهم في توفير سبل الراحة للنزلاء, وكان مدير السجن الرائد باسم الفالوجي يشرف بنفسه على آلية سير العمل ويستمع لشكاوى الأهالي والزوار.

 

وكانت شعارات وبسترات الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات تغطي معظم جدران وأروقة وغرف السجن وسط ارتياح تام من قبل النزلاء والأهالي لهذه الحملة التي تفتح باب التوبة والعفو لتجار ومروجي ومتعاطي هذه الآفة.

شعور بالتغير

والتقينا خلال جولتنا بعدد من النزلاء الذين يلبسون "بلوزات" كتب عليها "لا للمخدرات" وتحمل شعار الحملة وعلم فلسطين؛ حيث شكر "ع,س" 44 عام الموقوف منذ ثلاثة أسابيع القائمين على هذه الحملة وأبدى سعادته لإطلاقها في مثل هذا الوقت مؤكداً أنه يشعر بتغير في حياته حيث بمساعدة الخطباء والمختصين أصبح يقرأ القرآن والكتب الدينية بانتظام.

 

أما الشقيقان "ف,د" و "ش,د" ومحكومين ثلاث سنوات للأول وسنة واحدة للآخر فقد بدت قصة دخولهما السجن أشبه بالروايات حيث أوضحا أنهما يعملان بالأنفاق وخلال تواجدهما بمنطقة العريش إذ بأحد البدو يستوقفهم ويسألهم "بانجو يا بيه ولا حشيش؟" فأخبروه أنهما لا يتاجران أو يتعاطيان المخدرات وببضعه كلمات منه أغراهما وباعهما كمية من الحشيش وفور دخولهما القطاع عبر الأنفاق كان رجال شرطة مكافحة المخدرات لهم بالمرصاد وتم توقيفهما ومن ثم تحويلهما للقضاء الذي حكم عليهما بالسجن.

ويشغل الشقيقان أنفسهما حالياً بقراءة القرآن والسماع للدروس الدينية والكتابة على البوسترات بالإضافة لحضور برنامج الحملة الذي ينتهي يومياً حتى وقت متأخر من الليل.

وعرض علينا النزيل "ع,ه" لوحة خطها بيده كتب عليها شعار "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" بجانب خريطة كبير لفلسطين وقدم شكره للقائمين على الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات وخص بالذكر أحد برامجها وهو برنامج تعزيز الوازع الديني للنزلاء, وقالت والدته التي كانت تزوره أنها تلمس تغيراً ايجابياً في سلوك ابنها وشعوره بالندم موضحة أنها متيقنة من توبته وعدم عودته لهذه الآفة.

وتحدث النزيل "ج,ع" 22 عام ومحكوم مدة سنة بتهمة تجارة المخدرات قائلاً:"أنا لا أفكر بالعودة لمثل هذا العمل والحملة الوطنية لمكافحة المخدرات هي حملة رائعة بكل معنى الكلمة لأنها تهدف للتوبة وهناك أمل من رب العالمين بسلوك طريق الرشاد."؛ مقدماً شكره للوعاظ والأساتذة الذين يأتون يومياً ويقضون وقتاً طويلاً في إلقاء الدروس والمحاضرات الدينية والتوعوية للنزلاء.

لا أقرأ.. ولكن تعلمت القرآن

وأضاف "ج,ع":" أنا ملتزم ببرامج الحملة رغم أني لا أقرأ ولا أكتب ولكن تعلمت قراءة بعض سور القرآن وحفظت أخرى على يد عناصر الشرطة هنا والقائمين على الحملة بشكل عام, وكذلك تركت الدخان وأصبحت مداوماً على صلوات الجماعة واستمع لمحاضرات حول فقه الوضوء والطهارة والسيرة والأحاديث".

وتمنى والد النزيل "و,س" بأن يخرج ابنه من السجن بعد توبته وقد تحسنت أحواله مبدياً إعجابه بالتغيير الذي شاهده.

لفتة إنسانية

وخلال جولتنا طلب النزيل "خ,ج" بتوفير نظارة طبية له ليتمكن من قراءة القرآن وممارسة حياته الطبيعية وعلى الفور أمر رئيس الحملة بالتنسيق مع مدير السجن بتركيب النظارة للنزيل حيث تم اصطحابه إلى مركز بصريات شوالي بخان يونس لعمل اللازم وسط فرحة غامرة ظهرت على وجهه.

وفي محافظة رفح ألقى الدكتور كمال أبو ندى والملازم أول رشيد المصري محاضرتين على النزلاء بسجن المحافظة ووعدهم بتوفير مصلى لهم وبعض المستلزمات من بينها خزانات مياه بالإضافة إلى توفير مراوح ومولد كهرباء لسجن خان يونس من قبل الحملة.

أما في سجن غزة المركزي بمنطقة أنصار فقد كان النزلاء المسجونين على قضايا مخدرات يخضعون لمشروع التفريغ النفسي "السيكودراما" حيث كان الأستاذ سامي ستوم الخبير في هذا المجال يشاركهم في تمثيل مسرحية حول كيفية تدرج المدمن بدءاً من التعاطي حتى الإدمان والوقوع في جرائم أخرى كنتيجة مباشرة.

وأوضح ستوم أن هذه المسرحية سيتم عرضها في أكثر من مكان وهي من إنتاج وإخراج النزلاء ذاتهم.

عدد قليل

وفي ختام جولتنا التقينا الدكتور كمال أبو ندى الذي أوضح أن هذه الحملة تشمل كافة الموقوفين والمحكومين على قضايا مخدرات وستنتهي منتصف سبتمبر المقبل.

وحول عددهم أكّد لنا د. أبو ندى أنه يقارب "200" نزيل موزعين على مختلف مناطق القطاع من بينهم "140" نزيل لأول مرة يسجنوا على خلفية المخدرات, موضحاً أن هذا العدد لا يذكر مقارنة بدول الجوار مؤكداً أن غالبيتهم ليسوا من معتادي الإجرام ومن السهل علاجهم وتقويمهم وأبدوا تجاوباً كبيراً مع الحملة مؤكداً أن من يثبت توبته سيطلق سراحه قبيل عيد الفطر.

فيما أوضح ملازم أول رشيد المصري أن الحملة في تقدم مستمر على كافة الأصعدة وتلقى استجابة منقطعة النظير من قبل الفئة المستهدفة بها من تجار ومروجي ومتعاطي المخدرات حيث أن الكثير منهم حفظ جزء عم والبعض الأخر حفظ عدداً من السور وقريبا سيتم الجزء.