خبر نظرة من الداخل -هآرتس

الساعة 08:58 ص|20 يوليو 2010

نظرة من الداخل -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

        (المضمون: كتاب صدر لسجين من كتائب عز الدين القسام اسمه محمد عرمان حكم عليه بـ 36 مؤبدا يبين النظر فيه نقط الضعف في موقف الشاباك من صفقة شليت - المصدر).

        أول من أمس، مع انقضاء جلسة الحكومة الاسبوعية، انطلق الوزراء سريعاً أمامهم، من غير أن يتأخروا عند المتظاهرين من أجل اطلاق جلعاد شليت. ليس أحد منهم مستعداً "لتحمل مسؤولية" عن تفريق سجناء – مخربين فلسطينيين في مناطق الضفة الغربية. يقول رئيس الحكومة إن هذه مخاطرة أمنية كبيرة جدا. وعاد رئيس الشاباك يوفال ديسكين وبين أن تسريحا سخيا جدا للأسرى سيشجع حماس على اختطاف اسرائيليين آخرين. يحسن في الفرصة القريبة أن يطلب الوزراء الى ديسكين نسخة مترجمة من الكتاب "نظرة في المقاومة من الداخل". هذه الوثيقة المهمة، بقلم محمد عرمان، وهو من أناس كتائب عز الدين القسام، حكم عليه بـ 36 مؤبدا، ربما تغير رأي معارضي الصفقة.

        في الشهر الماضي وصف رونين بيرغمان في "يديعوت احرونوت" كتاب عرمان بأنه "وثيقة سرية هربت الى الخارج على أنها خطة لاشعال الضفة الغربية". يعرف المستشرق المقدسي الدكتور ماتي شتاينبرغ "الوثيقة السرية" جيدا. فقد وجدها قبل نحو من 4 أشهر في أحد مواقع الانترنت المؤيدة لحماس. جهد المؤلف في أن يذكر أنه يمكن من طبع الكتاب من جديد ونشره بغير إذن مسبق.

        كتب بيرغمان انه "اذا كان شخص ما قد بحث عن تسويغ لاصرار الشاباك على ألا يطلق عددا من الاسماء المركزية التي تظهر في قائمة السجناء الـ 450 الذين تطلبهم حماس، وفيهم ايضا اسم عرمان – فان الكتاب يعطي ذلك بيقين".

        يعتقد شتاينبرغ، الذي كان مستشارا لاربعة رؤساء شاباك في الشؤون الفلسطينية، أن وثيقة عرمان ليست فقط لا تسوغ موقف الشاباك بل يشير الكتاب كما يقول الى سلسلة من نقط الضعف في موقف الشاباك من صفقة شليت. اولا، يعترض عرمان على تصور أن اطلاق سجناء الى بيوتهم في الضفة سيزيد الارهاب في هذه المنطقة، ويمجد القدرة الاستخبارية للمنظمة والأعاجيب التي تقوم بها في تحديد مواقع المخربين في الضفة. إزاء نجاح اسرائيل في التشويش على قنوات قيادة المنظمات الارهابية، يوصي عرمان بالانتقال من العمليات الى اطلاق صواريخ مائلة المسار على حسب طراز غزة.

        لم يدهش شتاينبرغ لطلب اعادة سجناء حماس الى بيوتهم في الضفة. فانتشار الشاباك في الضفة ووسائله التقنية – كما يقول الشخص الذي ألف كتاب "يواجهون مصيرهم: عن الوعي القومي الفلسطيني، 1967 – 2007" ("يديعوت احرونوت") – افضل بما لا يقبل المقايسة من الادوات التي تملكها المنظمة في غزة وفي كل مكان في العالم.

        بعبارة اخرى عرمان في عمان أخطر من عرمان في رام الله. وذلك برغم أنه كما نشر أمس في صحيفة "هآرتس"، تعتمد أجهزة الأمن على قدرة أجهزة الأمن الفلسطيني وباعثها في علاج حماس، الى درجة أنها تزن السماح للاسرائيليين بالعودة الى زيارة مدن الضفة.

        على حسب رأي مسؤول حماس الكبير، الذي أثم بقتل أكثر من 40 اسرائيليا، لا علاقة بين صفقة شليت وبين جهد المنظمة لاختطاف اسرائيليين آخرين. فهو يؤكد أن اختطاف يهود هو نظام التحصين الأجدى على قادة حماس من الاغتيالات. يصف عرمان بتوسع الحساسية التقليدية للجيران بمصير كل جندي ومدني، ويبدو أن كل واحد منه يرى نفسه مثل جلعاد شليت. يستنتج شتاينبرغ من ذلك، انه سواء اطلق جلعاد أم تم التخلي عنه، لن تتخلى حماس عن أي فرصة لاختطاف اسرائيلي.

        يذكر عرمان، أن الكتاب كتب بعد بحث عميق، يعتمد على سلسلة طويلة من الأحاديث مع رفاقه في السجن. لم يعرف أكثرهم بعضهم بعضا قبل ذلك بل لم يعلموا بوجود الخلايا الأخر. وهنا تبين له ان جميع الخلايا في مطلع 2002 تلقت  توجيهاً من أعلى باحباط مبادرة السلام العربية. نفذ الأمر كاملاً؛ فكانت العملية في فندق بارك في نتانيا في ليل عيد الفصح التي جبت ثلاثين ضحية، وأفضت الى غزو اسرائيل للضفة. لم تترك عملية "السور الواقي" لمبادرة السلام – التي اتخذت في بيروت قبل ذلك بيوم – احتمال أن تحظى بانتباه الجمهور الاسرائيلي.

        اليوم ايضا، بعد اكثر من ثماني سنين من ذلك، يشك عرمان ورفاقه في حماس في قدرة حل الدولتين وفتح الدول العربية امام اسرائيل على الارتفاع. وكما تعلمون، لم يحذر ديسكين الحكومة من الاثار البعيدة الامد لاضاعة الفرصة هذه.