خبر من الذي يحتاج الى الوحدة -معاريف

الساعة 08:57 ص|20 يوليو 2010

من الذي يحتاج الى الوحدة -معاريف

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: لا يجب على تسيبي لفني دخول الحكومة لان المعارضة أساسية في كل نظام ديمقراطي وتستطيع ان تعمل عملا يخدم المصالح القومية بغير ان تكون شريكا في الحكم - المصدر).

منذ فاز بنيامين نتنياهو في الانتخابات وأنشأ حكومة مستقرة بادي الرأي، بمفاهيم اسرائيلية، تترصد وسائل الاعلام كل علامة صدع في الائتلاف. لا بأس في ذلك، فهذه طبيعتها وهذا عملها. بيد أنه الى جانب التقارير الصحفية عن نزاع عارض، مرة مع نائب الوزير ليتسمان ومرة مع الوزير ليبرمان، يثار دائما الأمل الذي يقول إن على كاديما أن تبادر دخول حكومة نتنياهو، وأن على بيبي أن يركع أمام تسيبي لفني وأن يعرض عليها العالم وما فيه بشرط أن تدخل. لكن هذا أقل قبولا للفهم.

        فمن جهة كاديما لا سبب يدعو الى دخول الحكومة. إن عمل المعارضة الطالبة للحكم، وكاديما هي الجسم الوحيد الذي يجيب عن هذه الصفة، هو أن تضرب الائتلاف القائم من الخالف، وأن تبحث عن طرائق لتصديعه، وأن تصل الانتخابات حينما يحين الوقت كمن هي أهل للحلول محله. هذا هو نصيبها الصحيح من اللعبة الديمقراطية وهو لا يقل أهمية عن قاعدة مستقرة للائتلاف القائم.

        ما الذي سيجدي على لفني من دخول الحكومة؟ ستؤيد أصلا من الخارج كل اجراء لنتنياهو يساوق تصوراتها ومن المحقق ذلك في الشأن السياسي. علم اريئيل شارون ذلك جيدا، عندما اعتمد على المعارضة من اليسار في الانفصال. وبالقدر نفسه، اذا قرر نتنياهو التقدم في تفاوض سياسي مع الفلسطينيين، فانه يستطيع توقع تأييد كاديما – ربما مع الغيظ، لكن ماذا يهم ذلك. إن معارضته لأنها ليست في الحكومة فقط ستكون انتحارا سياسيا، لأن جمهور ناخبيها نفسه سيحاسبها.

        وهكذا في الشأن الايراني ايضا حيث يوجد من يلوح به برعب كبير ويدعو الى الوحدة عشية هياج الأمور: فالمعارضة لم تقف قط في طريق حكومة في اسرائيل في استعمالها للقوة (وان تكن كانت مرات كان من المناسب أن تفعل ذلك)، وأشك كثيرا في أن يكون موقف كاديما هو الذي يبث هل تقوم اسرائيل بعمل كهذا حقا.

        ومن جهة ثانية، اذا دخلت لفني الحكومة فانها تهيىء الأرضية لانهيار كاديما على أنه بديل في الحكم. ستكون شريكة في كل اجراء لنتنياهو الذي سيحصل على الصيت لاجراءات تحظى بالشعبية، خلافا لرأيها. هذا هو السبب الرئيس في الخراب الحالي لحزب العمل، بيد أنه يقوده اليوم أناس لا يهمهم البتة أن يكونوا في الحكم، وحسبهم شراكة في الحكومة تخدم مصالحهم الشخصية أو أوساطهم. تريد لفني، في مقابلة ذلك أن تكون رئيسة حكومة في يوم من الايام. في مقابلة ذلك، من كان يعتقد أو يؤمل أن يغير دخول كاديما الحكومة ميل نتنياهو وقراراته شيئا ما، يوهم نفسه. فقوة الوزراء في اسرائيل وتأثيرهم محدودة جدا، وفيهم اولئك الذين يجلسون في المجلس الوزراي المصغر او في اللجنة السباعية او في مطبخ ما. ولفني نفسها تعلم هذا جيدا من تجربتها اذا كانت وزيرة الخارجية تحت ايهود اولمرت. ويعرف ايهود باراك هذا من عملية "الرصاص المصبوب".

        كل ما سيفعله دخول كاديما في الحكومة هو خدمة الشوق الاسرائيلي الصبياني للوحدة. إن الجماعية الاسرائيلية، ولا سيما كما يصورها الاعلام، ليس عندها تصور ناضج للديمقراطية يشتمل على الاداء الحيوي للمعارضة والحاجة الى بديل سياسي. فهي تريد أن يجتمع الجميع معا في مواجهة التهديد الوجودي، الذي هو الثابت الاكبر في حياتنا ها هنا. يؤيد جزء من وسائل الاعلام هذا الاجراء عن رغبة لم يفطم نفسه عنها منذ 1977، وهي أن تكون "القوى السليمة" في الحكم، على رغم انها تخسر مرة بعد اخرى في الانتخابات.

        هذه هي الحقيقة المتعلقة بدخول كاديما الحكومة: نتنياهو لا يريده، ولا يحل للفني أن يغريها ذلك، ولا يجب على ليبرمان ان يخافها. ولهذا لن يحدث أيضا، برغم جملة المقالات والدعوات الانفعالية.