خبر هآرتس: كل صاروخ يطلق من غزة سيكلف « الاحتلال » 50 ألف دولار‏

الساعة 08:51 ص|20 يوليو 2010

هآرتس: كل صاروخ يطلق من غزة سيكلف "الاحتلال" 50 ألف دولار‏

فلسطين اليوم-ترجمة خاصة

أعلنت مصادر في وزارة الحرب أن التجارب النهائية لمنظومة القبة الحديدة أثبتت نجاعتها في وضع حد للصواريخ والقذائف قصيرة المدى, وفي ضوء ذلك تقرر نشر أول بطاريتين من هذه المنظومة حيز الاستخدام العملي في شهر تشرين الاول نوفمبر المقبل.

إلا أن الإعلان عن نجاح هذه المنظومة استقبلت في عشرين مستوطنة في منطقة غلاف غزة بشعور مختلف, حيث أعلن رؤساء المجالس الإقليمية في منطقة غلاف غزة, وخصوصا المستوطنات القريبة من القطاع الموجودة تحت الخطر المستمر, أنهم لن يكونوا محصنين ضد الصواريخ, حيث أن هذه المنظومة مخصصة لإسقاط الصواريخ التي يبلغ مداها أكثر من 4كلم من الحدود.

وهدد رؤساء المجالس المحلية في المنطقة بأنهم سيتوجهون إلى المحكمة لإجبار الحكومة على تنفيذ قرارها بنشر ثماني بطاريات, بعد الإعلان عن نشر بطاريتين فقط.

وقال العميد ايتان ايشل  قائد وحدت التصنيع و التطوير في وزارة الدفاع "إن المنظومة جاهزة للتعامل مع مختلف التهديدات الجادة وهي قادرة على اعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وقرار نشرها والأماكن التي ستنشر فيها قيد الدراسة في هيئة الأركان وبعدها سيقررون أين ستنشر وحاليا هنالك بطاريتين فقط من المنظومة وهاتان لا توفران الحماية الكافية"

وبدوره أكد المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هارئيل أن هناك عوامل ضغط ستأثر على قضية متى وأين تنشر بطريات منظومة القبة الحديدية" مؤكدا أن الحكومة وضعت جدول زمني منتظم فقبل شهر نوفمبر لن يستلم سلاح الجو بطريتان فعالتان ميدانيا لأن هناك اجرائات تقنية تحتاج لاجرائها.

وإلى جانب الجدل حول عدد بطاريات المنظومة هناك انتقادات لارتفاع ثمنها الأمر الذي يخلق صعوبات أمام تمويلها, في ظل الخلاف بين وزير الدفاع ووزير المالية بشأن تقليص ميزانية وزارة الدفاع, وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد ذكرت أن ثمن المنظومة التي سيتم تثبيتها في الوقت القريب يبلغ 50 مليون شيكل, علما أن بطاريتين من هذا النوع ستحمي مدينة متوسطة الحجم من قذائف الهاون بمدى 4,5 كلم, وأيضا من صواريخ القسام بمدى حتى 70 كلم.

وأكد مسئولون في جهاز الحرب أن الصاروخ المضاد سيبلغ ثمنه ما بين 40 إلى 50 ألف دولار, وهو ثمن أكبر بكثير من ثمن صاروخ القسام الذي يكلف بضع مئات من الدولارات.

 

المسئولين الأمنيين أضحوا أن منظومة القبة الحديدية تستطيع كشف الصواريخ التي من الممكن أن تصيب منطقة سكنية وتجاهل صواريخ أخرى تسقط في مناطق مفتوحة, الأمر الذي سيدفع الفصائل الفلسطينية بإطلاق صليات مكثفة من الصواريخ على مناطق مفتوحة من أجل التشويش على المنظومة.

وكان سكان مدن وقرى غلاف غزة رفعوا التماسا أمام المحكمة العليا يطالبون فيه الحكومة الإسرائيلية باستبدال منظومة "القبة الحديدية", بمنظومة الليزر الأمريكية "هنوتليوس" مؤكدين أن وزارة الدفاع فضلت منظومة القبة الحديدة تلبية لرغبات ومصالح شخصية, لأن الحديث يدور عن منظومة فاشلة لا تستطيع توفير الأمن لجنوب إسرائيل والحماية للسكان.

واتهم السكان لجنة "نيغل" التابعة لوزارة الدفاع بأنها فضلت منظومة القبة الحديدة للتغطية على الفشل وتلبية للمصالح الشخصية, نظرا لقرار مراقب الدولة السابق عام 2009 "يعقوب نيغل" باعتماد نظام القبة الحديدية.

علما أن نيغل كان يرأس اللجنة وسيمت باسمه, وكان يشغل منصب المستشار العلمي لشركة تطوير المعدات القتالية "رفائيل", بينما كان كل أعضاء اللجنة من العاملين أو المقربين من الشركة.

وحسب إدعاء السكان فإن الشركة شرعت بإنتاج المنظومة عام 2005 أي قبل عام ونصف من تشكيل اللجنة عام 2007 وبعدها أعطت وزارة الدفاع تعليماتها لشركة رفائيل بتطوير منظومة القبة الحديدية, مؤكدين أن إنشاء اللجنة كان بهدف التغطية على الفشل.

وطالب الالتماس بتشكيل لجنة خبراء نزيهين لدراسة البدائل المختلفة لحماية الجبهة الجنوبية لإسرائيل من الصواريخ والقذائف قصيرة المدى.

ويؤكد السكان أنهم باتوا مضطرين للعيش تحت تهديد الصواريخ نتيجة فشل الحكومة التي وضعتهم تحت الخطر دون أي قدرة لها على حمايتهم, الأمر الذي تسبب بأضرار نفسية وجسمانية وأضرار اقتصادية كبيرة.

ورفض السكان إدعاء السلطات بأنه لا يوجد إمكانية لمنح السكان حماية ممتازة, مشددين على أن منظومة الليزر "هنوتليوس" التي طورتها شركة northrop grvman الأمريكية منذ عام 1996 حسب طلب الحكومة الإسرائيلية بتكلفة 400 مليون دولار, أثبت قدرتها على مواجهة التحديات بنجاح, إلا أن الحكومة قررت إهمال المنظومة والاستغناء عنها, واستبدالها بنظام القبة الحديدية وكان ذلك خطأ استراتيجي, حسب إدعاء السكان.

 

وقال هارئيل "اعتقد ان المعركة التى ستدور حول مكان نشر بطريات المنظومة ستكون حل شهري نوفمبر ديسمبر, وهذا الامر مرتبط للغاية بحركة حماس, فاذا اطلقت الحركة الصورايخ ووقع اصابات فإن المستوى السياسي سيتأثر  بذلك وسيسارع في عملية النشر".