خبر ينبغي الانفصال عن غزة نهائيا -هآرتس

الساعة 09:43 ص|19 يوليو 2010

ينبغي الانفصال عن غزة نهائيا -هآرتس

بقلم: شلومو افنيري

(المضمون: يجب اتمام الانفصال نهائيا عن غزة بنزع اسرائيل المسؤولية عن غزة وسكانها عن كاهلها والقائها على كاهل الاتحاد الاوروبي كما تقترح خطة وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان  - المصدر).

يجب أن يعترف حتى اولئك الذين ليسوا من أنصار وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بأن مبادرته الى دعوة وزراء خارجية اوروبيين لزيارة غزة هي اجراء ايجابي وخلاق. وهو قد يدل ايضا على انفصال اسرائيل النهائي عن قطاع غزة – وهو اجراء لم يبلغ النهاية ولا سيما بعقب معارضة جهاز الأمن الذي يميل الى رؤية قضية غزة من الجانب الأمني الضيق فقط ويتجاهل الضرر الفظيع الذي يوقعه حصارها باسرائيل.

اذا كانت اسرائيل تزعم أنه لا توجد كارثة انسانية في غزة، فلا تستطيع أن تمنع زيارات غزة كما حاولت أن تفعل في الماضي. يتبين انه بعد عشرات السنين من السيطرة على غزة – التي لم تمنع صعود حماس ولا التسلح ولا التهريب – يصعب على اسرائيل أن تحرر من الشعور بالسيادة والسيطرة. الآن خاصة قد يفضي وزير الخارجية الى اجراء مركب، يمكن الاختلاف في بواعثه، لكن يستطيع ان ينهي العمل الذي بدأه اريئيل شارون – بتأييد عام واسع وهو التحرر من السيطرة على غزة والمسؤولية عنها.

بعد اجلاء المستوطنين الاسرائيليين وجدت اسرائيل نفسها في وضع مفارقة. فلم تعد تسيطر على القطاع، لكن لانها اصرت على أن تبقى السيطرة على المعابر والسواحل في يدها، احدثت واقعا لا مثيل له في العالم: فهي لا تسيطر لكنها تعتبر مسؤولة. كذلك تبين أن الفكرة العوجاء، والتي في أساسها عيب أخلاقي أساسي هو فرض حصار على مليون ونصف مليون من المدنيين لـ "الضغط" على حماس لاطلاق جلعاد شليت، تبين انها اخفاق ذريع. وتصور ان  تحدد سياسة اسرائيلية من يسيطر على الفلسطينيين – تضعف او تقوي حماس أو ابا مازن – ليس أكثر من عجرفة.

إذا حظيت خطة وزير الخارجية بتأييد رئيس الحكومة وجهاز الأمن وتحققت، فان اسرائيل ستمكن الاتحاد الاوروبي من أن يتحمل المسؤولية عن تطوير البنى التحتية في غزة وعن الرقابة على دخول الشحنات قطاع غزة، مع التنسيق الأمني معها. آثار هذا الشيء مركبة: حتى لو لم يجر الاتحاد الاوروبي اتصالات مباشرة بحماس، فمن الواضح ان هذه الخطوات لن تجري بغير تنسيق ما مع حكومة اسماعيل هنية. لن يتحمسوا في السلطة الفلسطينية – وربما في ادارة اوباما – لاجراء كهذا، لكنه بلا شك يلائم المصالح الاسرائيلية.

هذا صحيح، حتى لو كان أحد بواعث وزير الخارجية هو مضاءلة احتمال اتفاق بين فتح وحماس، على أثر صوغ مكانة غزة على أنها كيان مستقل. إنه بغير هذه المبادرة ايضا فشلت جميع المحاولات حتى الان لاحراز اتفاق كهذا، وكان سكان القطاع واسرائيل هم الذين دفعوا ثمن ذلك.

يجب على دولة اسرائيل أن تتعود فكرة أن تكون حدودها مع غزة شبيهة بحدودها مع سورية: فغزة خارج البلاد. وحقيقة أن في غزة حكومة غير مريحة لاسرائيل على نحو كبير لا تؤثر في شيء. ففي دمشق ايضا لا يحكم محبو صهيون.

يجب أيضا على اليسار الاسرائيلي أن يؤيد فكرة ان يتحمل الاتحاد الاوروبي المسؤولية الفعالة عن تطوير غزة – حتى لو كان ليبرمان هو الذي اقترحها. اذا كان أحد يريد أن يرى ذلك استعمارا اوروبيا جديدا فليكن. إن المهم هو أنه اذا اتخذت اسرائيل قرارا استراتيجيا على الانفصال عن غزة – وكادت تبلغ العصيان المدني على اثر ذلك – فانه ينبغي انهاء هذا الاجراء. واذا كان الاتحاد الاوروبي يهتم بالجانب  الانساني للحياة في غزة فليتحمل المسؤولية.