خبر مركز القطان يختتم مشروع اقرأ وتمتع الذي نفذه في الأماكن العامة داخل قطاع غزة

الساعة 01:02 م|18 يوليو 2010

مركز القطان يختتم مشروع اقرأ وتمتع الذي نفذه في الأماكن العامة داخل قطاع غزة

فلسطين اليوم: غزة

اختتم مركز القطان للطفل مشروع اقرأ وتمتع الذي نظمته وحدة الخدمة الممتدة خارج أسوار المركز, واستفاد آلاف الأطفال من المشروع الذي اعتبروه مميزا في ظل الأوضاع الصعبة التي يحياها أطفال القطاع, ويعتمد مركز القطان على استراتيجية إعادة حب القراءة للأطفال في غزة عبر تنفيذ فعاليات وحدة الخدمة الممتدة خارج المركز حتى يتمكن من توسيع دائرة الاستفادة لدى الأطفال.

 

وللاطلاع بشكل أكبر على انجازات المشروع التقينا بالمنسق ممدوح أبو كميل الذي تابع سير المشروع منذ لحظة انطلاقه على شاطئ بحر غزة, حتى انتهاء فعالياته في حديقة جباليا النزلة في منطقة الصفطاوي, فقال "فكرة المكتبة المتنقلة هي فكرة جديدة, كان فيها مخاطرة بعض الشئ وذلك لاحتمال فقدان عدد كبير من الكتب نظرا لوجودها في الأماكن العامة والمفتوحة, ولعدم القدرة على ضبط الأطفال, وايمانا منا برسالتنا التي تحتم علينا إيصال الفائدة إلى الطفل قمنا بتنفيذ المشروع بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ الطفل - الولايات المتحدة.

 

وتابع "قمنا بتحديد الأماكن التي سيتم فيها تنفيذ المشروع, حيث تم تنفيذ الأسبوع الأول من المشروع في النادي البحري, الأسبوع الثاني كان التحدي فيه أكبر لتنفيذه في منطقة الجندي المجهول وهي منطقة مفتوحة بشكل كبير, الأسبوع الثالث انتقلنا إلى مخيم بلدية جباليا, أما الأسبوع الرابع فقد كان في منطقة الصفطاوي", وأكد على أنهم لم يتوقعوا النجاح منقطع النظير الذي حققه المشروع.

جاهزون للقراءة

وأشار أبو كميل إلى أن أعداد الأطفال التي توافدت إلى المكتبة المتنقلة كانت كبيرة حيث وصلت في بعض الأيام إلى ما يزيد عن 200 طفل وطفلة, لافتا إلى أن تلك الأعداد تعطي مؤشرات واضحة بأن الأطفال يرغبون بإرسال رسالة للعالم مفادها "عندما تتوفر الإمكانيات فنحن جاهزون للقراءة", وقال "في الأسبوع الأول فضل الأطفال القراءة على النزول إلى البحر, هذا مؤشر جميل جدا لأنه يؤكد حب الأطفال للقراءة والمطالعة على الرغم من الحصار والأوضاع المأساوية".

وتابع أبو كميل سرد النجاحات التي حققها المشروع, حيث استفاد العديد من الباعة المتجولين "الأطفال" من المشروع خلال تواجده في حديقة الجندي المجهول في الأسبوع الثاني, فكان الطفل يترك بضاعته ويتجه للقراءة واللعب مع أصدقائه الأطفال الذين هم في مثل سنه, أما في منطقة جباليا فكانت أعداد الأطفال كبيرة يوميا منذ الصباح حتى المساء, كذلك الأمر في منطقة الصفطاوي التي يحتاج أطفالها إلى المتابعة والعناية الكبيرة.

وسرد أبو كميل بعض الاحصائيات الخاصة بالمشروع, حيث استفاد وبشكل مباشر على مدار الشهر قرابة 3207 طفل وطفلة  منهم 2978طفل, و229 أم, وكان عدد البنات 1737, والأولاد 1241, وتم خلال المشروع تنفيذ النشاط الرئيسي وهو معرض الكتاب, اضافة الى العديد من الأنشطة ومنها رواية القصة التي نفذت حوالي 140 مرة, اضافة الى الفنون والأشغال اليدوية التي نفذت  أكثر من 60 مرة, وتم تنفيذ 14 نشاط فني كالألعاب الشعبية والرسم على الوجوه, وتنفيذ 25 مسابقة ثقافية على مدار الشهر, وأربعة مهرجانات موسيقية ترفيهية للأطفال.

وأشار أبو كميل الى أن القائمين على المشروع توقعوا أنهم سيفقدوا الكثير من الكتب نظرا لتنفيذ المشروع في الأماكن المفتوحة, ولكنهم فوجئوا بعد انتهاء الشهر الأول من المشروع أن نسبة الفاقد هي 15 كتاب من أصل 2000 كتاب, وهذا رقم لا يذكر لأن المراكز الثقافية والمكاتب على مستوى العالم تتعرض لنسبة فاقد  تتراوح بين 2,5_3%, مما يعطي مؤشر أن أطفال قطاع غزة سيحملوا لواء التغيير نحو واقع ثقافي أفضل حتى وان لم تتوفر الفرصة.

ونوه الى اعجاب أهالي الأطفال بالمشروع الذي اهتم بموضوع القراءة التي لا يعير لها أحدا اهتمام, والى رجائهم بان يتم تنفيذ المزيد من الأنشطة, وتفضيلهم انشاء مراكز مشابهة في مناطقهم المهمشة, وقال "نفذنا المشروع في أماكن صعبة وليست سهلة, سلحنا ذلك للقيام بتجربة مماثلة في أي وقت, سنقوم بتنفيذ نفس المشروع وبنفس المسمى في وقت لاحق, أما الآن فنحن نحضر لمشروع جديد يختص بالألعاب الشعبية الفلسطينية لحمايتها من الاندثار".

وشكر أبو كميل كافة المؤسسات والبلديات التي ساهمت بانجاح المشروع ومنها "بلدية غزة , بلدية جباليا, مؤسسة الفالوجي, مؤسسة بيتنا", كذلك المنسقين والمنشطين والمنشطات القائمين على المشروع والذين أحبهم الأطفال لتعاملهم اللطيف والجميل الذي ساعد على تجميع أكبر قدر ممكن من الأطفال الذين فضلوا الاستمتاع بالمشروع عن الذهاب الى الألعاب الصيفية الأخرى.

"يد واحدة لن تصفق"

وأكد على ضرورة اهتمام مؤسسات الطفولة بالأطفال عبر بذل المزيد من الجهد لخدمتهم, فمركز القطان هو الوحيد في مجال خدمة الأطفال بغزة, ووجه أبو كميل حديثه للمؤسسات ولأصحاب رؤوس الأموال المقتدرين قائلا "دعونا نكمل بعضنا البعض, نحن نعمل في الثقافة, يمكن أن يعمل الآخرين في الدعم النفسي, وغيرهم في التغذية, فلتتشابك الجهود, وليؤدي كل منا دوره".

ووجه أبو كميل رسالة أخرى الى الجهات المعنية قائلا "أطفال قطاع غزة أمانة في أعناقكم, مستقبلنا في أطفالنا, فما نزرعه اليوم في أطفالنا سنجنيه غدا, اذا زرعا داخل أطفالنا عنف وضرب سنحصد هذا العنف, واذا زرعنا ثقافة وعلم وتنوير سنحصد جيل قادر للخروج الى بر الأمان والى التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية, لا يمكن تحقيق هذه الأهداف دون قراءة, فالدول المتقدمة تعتمد على القراءة, واستعان بمقولة "الأمة التي تقرأ لا تموت".