خبر لجنة تيركل ودروس حرب لبنان- إسرائيل اليوم

الساعة 09:43 ص|18 يوليو 2010

لجنة تيركل ودروس حرب لبنان- إسرائيل اليوم

بقلم: زهافا غلؤون

(المضمون: تنشىء الادارة الاسرائيلية على أثر كل اخفاق إما في حرب وإما في عملية عسكرية لجنة او لجان لا تعطى من الصلاحية ما يمكنها من تقديم توصيات شخصية ومحاكمة المسؤولين عن الاخفاقات - المصدر).

        انقضى هذا الاسبوع اربع سنين منذ حرب لبنان الثانية. في الاسبوع الذي هاجت فيه النفوس لسلب حقوق عضو الكنيست الزعبي، والرحلة البحرية الليبية وتساحي هنغبي، من ذا يتذكر الحرب التي كان منها مناص والفاشلة في صيف 2006. ومن ذا يذكر "كازينو لبنان"، الذي قامروا فيه على حياة جنود ومدنيين للفوز بنصر الوعي.

        إنها حرب خرجوا اليها على عجل وبلا تفكير، وأرسلوا جنودا ليقتلوا من غير أن تحدد أهداف المعركة بوضوح مع الاعتماد على وهم. حرب استمرت 33 يوما، وجبت ثمنا داميا بلغ 144 جنديا ومدنيا قتيلا ومئات الجرحى في الجانب الاسرائيلي، ودمارا وقتلى وجرحى في الجانب اللبناني أيضا.

        ماذا أحرزت الحرب من الأهداف الاستراتيجية التي حددت لها وهي "صنع نظام جديد في لبنان"؟ قال رئيس قيادة الشمال العميد ألون فريدمان في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، انه برغم خيبة الامل من أداء الجيش في الحرب، فقد انتهت الى انجاز استراتيجي لامع، وان القتال ثبت ردع حزب الله والسوريين.

        أحق؟ بعد أربع سنين من تلقي حزب الله ضربة شديدة، تبين ان الجنوب أصبح في يد حزب الله مرة أخرى. فقد نعش نفسه وأعاد بناء قدراته، وعزز نظمه في الصعيد العسكري والسياسي والمدني.

        ما الذي تركته الحرب في الذاكرة العامة الجمعية؟

        ذكرى غامضة فقط. يحاول مهندسا الحرب، ايهود اولمرت ودان حالوتس أن يدفعا عن أنفسهما خطيئة إدارة الحرب والوصمة الأخلاقية التي علقت بهما. وهما يظهران فوق كل منبر في صلف وبلادة حس وعجرفة لا تنقضي، محاولين إعادة كتابة التاريخ ليتركا في أيديهما خيار تثبيت أنفسهما في الساحة السياسية. والعائلات الثكلى والمصابون في أجسامهم وذوي الندوب في نفوسهم ومخلصوهم الشجعان فقط هم الذين تحضرهم ذكرى الحرب كل يوم.

        ما الذي كسبه ايهود اولمرت من انشاء لجنة تحقيق حكومية؟ كان التهرب من اقامة لجنة تحقيق رسمية وتفضيل لجنة حكومية اختارت الحكومة أعضاءها اجراء رئيسا للطمس على مسؤوليته ولانساء الحرب. فشلت لجنة فينوغراد في نشر تقريرها النهائي في أن تقول للجمهور كلاما جديدا عن سلوك الحكومة وأخفقت في الإشارة الى المسؤولين عن الحرب لانها لم تكن لها سلطة المحاكمة في التوصيات الشخصية.

        واجراء في هذا الاتجاه آخر كان قرار لجنة فينوغراد نفسها على اجراء جميع مداولاتها في أبواب مغلقة، مع تعتيم كامل بعيد عن العين العامة. أظن أن إسماعا معلنا للشهادات كان يترك أثرها في الوعي العام. لهذا استأنفت الى محكمة العدل العليا طالبة فتح أبواب اللجنة ونشر محاضر الجلسات عن مداولات اللجنة. قالت القاضية بينيش إن "تدفق المعلومات شرط لا يمكن من غيره صياغة الآراء في النظام الديمقراطي". وهذه مقالة مكنت في الحقيقة من نشر الحقيقة عن اخفاقات المستوى العسكري والمستوى السياسي، لكنها لم تكن قادرة على التأثير في أعضاء اللجنة الذين تركوا لرئيس الحكومة سلطة الاستمرار على أداء عمله.

        يتبين اليوم أن درس حرب لبنان الثانية لم يتعلم. بل إن لجنة تيركل التي أنشئت على أثر اخفاق الاستيلاء على "مرمرة" لم تحصل على قليل الصلاحيات التي كانت للجنة فينوغراد. أجل لا يمكن أن نسوي بين حرب لبنان واخفاقات الاستيلاء على القافلة التركية، لكن شيئا واحدا بقي كما كان وهو أن كل حكومة تريد التغطية على اخفاقاتها، وأنها عندما تنشىء لجنة بسبب الضغط العام تكون لجنة بلا أسنان وبلا قدرة على التوصية بتوصيات شخصية.

        امتنعت لجنة آيلند ايضا التي أنشأها رئيس الاركان اشكنازي عن تقديم توصيات عملية في نطاق السلطة الضئيلة التي أعطيت لها. يبدو أن النتيجة ستكون هذه المرة ايضا تمكين المسؤولين عن الاخفاق لا من التهرب من المسؤولية فحسب بل من الاستمرار على اتخاذ قرارات تتعلق بالنفوس.