خبر باراك ولفني وحماس -هآرتس

الساعة 09:42 ص|18 يوليو 2010

 

باراك ولفني وحماس -هآرتس

بقلم: كارلو شترنغر

(المضمون: يجب على باراك وتسيبي لفني أن يعرضا على الدوام أسس المبادرة العربية للتطبيع مع اسرائيل وحل النزاع لان الجمهور الاسرائيلي لا يعرف دقائقها وتفصيلاتها - المصدر).

        يتميز تاريخ اسرائيل بتفكير خلاق جريء – في المجال العسكري. أما في المجال السياسي، في مقابلة ذلك، فان سلوكها بلا رؤيا استراتيجية وخلاقة، ولا سيما في العلاقة بحماس. هكذا يؤثر الخوف في البشر: إنه يشلهم ويجعلهم يتمسكون بالوضع القائم، حتى عندما يكون واضحا ان السياسة نحو حماس فشلت.

        نشرت من وقت قريب مقالة في صحيفة "نيويورك تايمز" بقلم سكوت أتيرن – وهو عالم سلالات بشرية وأحد الخبراء المهمين في العالم بالمنظمات الاهابية، إعتاد أن يشهد مجلس النواب، وروبرت أكسلرود – وهو خبير بالعلوم السياسية يشير على حكومة الولايات المتحدة. قالا إن التاريخ يبرهن على أن مسارات سلام ناجحة احتاجت الى مراحل متوسطة، تم فيها تفاوض مع حركات استعملت العنف الـ (أي آر إي، والمؤتمر الوطني الافريقي) قبل أن تتخلى عنه. وقد بدأت اسرائيل نفسها تحادث منظمة التحرير الفلسطينية قبل ان تغير المنظمة ميثاقها الذي يدعو الى القضاء عليها. ومنظمة التحرير الفلسطينية اليوم هي الشريك الذي تفضله اسرائيل.

        يذكر اتيرن وأكسلرود ايضا انهما بلقائهما زعيم حماس، خالد مشعل، قد أثار بصراحة إمكان السلام لا الهدنة فقط مع اسرائيل.

        تقبل المحادثات مع حماس إذا وجدت أسباب للايمان بأنها في الأمد البعيد ستتخلى عن طريقة الارهاب كما حدث في ايرلندا وجنوبي افريقية. لكن اسرائيل في رأيي لا يجب ان تنتظر في سلبية حتى يحدث هذا التغيير. فهي تستطيع ان تؤثر في المزاج العام في حماس. ومن أجل ذلك يجب عليها ان تقبل مبادرة السلام العربية، التي تشتمل على اعتراف بها وتطبيع، عوض العودة الى حدود 1967 وانشاء دولة فلسطينية.

        عندما تبدأ هذه المسيرة، ستجد حماس نفسها سريعا بلا عمق استراتيجي. وعندما تدرك ان العالم العربي كله، وفيه سورية، التي  يوجد فيها مكتب المنظمة المركزي، يتجه نحو التطبيع مع اسرائيل – لن يكون لها مناص سوى التخلي عن الارهاب والاعتراف بشرعية اسرائيل والانضمام الى التفاوض.

        الجمهور الفلسطيني أيضا الذي سيرى إزاء ناظريه فرصة للعيش في حرية وكرامة، لن يؤيد منظمة تخلد وضع الحرب. لاسرائيل مصلحة في تطور كهذا لان التاريخ القريب يبين أن للجيش القوي طرائق ناجعة لمواجهة دول لكنه عاجز عن مواجهة منظمات.

        المشكلة المركزية في  هذه الفكرة ان جميع حكومات اسرائيل، منذ 2002، اختارت تجاهل مبادرة السلام العربية. لهذا لا يعرفها أكثر مواطني اسرائيل، أو أن عندهم علماً جزئياً غير دقيق بها. لهذا ينبغي تعريف الجمهور بتفصيلات المبادرة. يبين بحث نفسي أن الطريق الوحيد لتغيير الآراء المسبقة هو إغراق الناس بالمعلومات التي تعرض عليهم طرائق تفكير أخرى، يقبلها الجمهور بالتدريج بعد ذلك ويتبناها زعماء ثقات.

        يتسق هذا الأمر مع تصور ايهود باراك العام، الذي آمن منذ كان، بأن عقد الأحلاف الاستراتيجية ضروري للحفاظ على الأمن. لبراك تأثير كبير في نتنياهو، لأنه يمنحه الضمانات الأمنية المطلوبة والشرعية الدولية. يجب ألا يكتفي بأن يطلب الى نتنياهو أن يحل كاديما محل اسرائيل بيتنا. عليه أن يتعاون مع لفني، للتغلب على سياسية الخوف والشلل والتفكير خارج الصندوق. يستطيعان البدء في تهيئة الأمور.

        يجب على باراك ولفني ان يستغلا كل فرصة ليعرضا على الجمهور الاسرائيلي مبادرة السلام العربية. وبفعلهما ذلك، سينبهانه من كابوسه الذي يقول إنه يجب على اسرائيل ان تنتظر في سلبية حتى يتغير الواقع، وأن يبينا له أنه قادر على أن يصوغ مستقبل الدولة باتجاهات ايجابية.