خبر الأغوار الفلسطينية... بين مطرقة الاستيطان وسنديان التهويد

الساعة 04:35 م|17 يوليو 2010

الأغوار الفلسطينية... بين مطرقة الاستيطان وسنديان التهويد

فلسطين اليوم: وكالات

رغم قرار حكومة رام الله الصادر مؤخرا بتقديم 6.5 مليون دولار لمساعدة أهالي الأغوار الفلسطينية على الصمود في وجه مخططات التهويد الإسرائيلية وعمليات الاستيطان المتصاعدة، إلا أن الأهالي هناك لا يزالون يعانون من وضع صعب يحاول الاحتلال خلقه لإبعادهم عن أرضهم.

وتعتبر الأغوار الفلسطينية نموذجا لعمليات تهويد توصف بأنها غير مسبوقة, حيث يجري اقتطاع مزيد من الأراضي لصالح الاستيطان مع السيطرة على كافة المراكز الحيوية بالمنطقة.

وهنا قال د. غسان الخطيب مدير مركز الإعلام الحكومي، إن الأخيرة تنظر لقضية الأغوار والتجمعات البدوية بغاية الخطورة، وتتعامل معها باعتبارها قضية سياسية بامتياز.

وأكد وهو أيضا وزير الخارجية والإعلام أن الحكومة بدأت عملية مسح أولية، وشرعت بدراسة احتياجات هذه التجمعات ورصدت دعما ماليا.

من جهته وصف مدير زراعة أريحا والأغوار إبراهيم قطيشات، إن الأغوار تتعرض لاستهداف متواصل من قبل الاحتلال ومصادرة أرضها، وإقامة شريط حدودي على طول نهر الأردن بعرض 3 -5 كلم من شمال البحر الميت إلى مدينة بيسان المحتلة عام 1948، وإقامة حوالي ثماني مستوطنات، ومراكز تدريب للجيش اقتطعت مساحات كبيرة من أراضي الأغوار.

كما قال قطيشات إن إسرائيل تسعى لتهويد مناطق الأغوار كاملة بإقامتها للمستوطنات، حيث صادرت آلاف الدونمات من الأرض، وحظرت مناطق الرعي فيها، ومنعت المزارعين من الوصول لها.

واستولت إسرائيل على مناطق تجمع المياه بحفرها آبارا ارتوازية قرب مناطق الينابيع الفلسطينية، مما أدى لجفافها. كما منعت حفر أو تجديد آبار داخل مناطق "سي" التي تخضع لسيطرتها.

خمسة أبار مياه تعمل فقط

وأشار قطيشات إلى أن هناك 120 بئرا بالأغوار، لا يعمل منها الآن إلا خمسون فقط بجزء يسير فقط من طاقتها، موضحا أن إصلاحها يحتاج لتراخيص وهو ما يرفضه الاحتلال.

أما باقي الآبار فهي إما خضعت للمصادرة أو باتت جزءا من الشريط الحدودي ضمن المنطقة الأمنية. وذكر قطيشات أيضا أن الحواجز الإسرائيلية الثلاثة التي أقامتها بالأغوار فاقمت معاناة السكان، ومنعتهم من الوصول لأراضيهم أو تسويق منتجاتهم.

وتحدث مدير زراعة أريحا عن استهداف سكان منطقة الأغوار من خلال التشريد والترحيل مع القرب من الحدود. ودعا قطيشات لإيجاد قرار سياسي يقضي بتطوير الأغوار وتوفير الدعم الكافي وجذب المستثمرين والممولين من اجل إقامة المشاريع اللازمة لتثبيت الناس في منطقتهم.

الاغوار بحاجة إلى خطة شاملة

من جهته أكد فتحي خضيرات من حملة "أنقذوا الأغوار" الشعبية، إن الأغوار تحتاج خطة تنمية شاملة يديرها جسم فلسطيني واحد، وتنمية متوازية "لحراس الأرض" الذين يزيد عددهم على خمسين ألف مواطن.

يُشار إلى أن مساحة الأغوار التي تعود للفلسطينيين لا تتجاوز الأربعة آلاف متر مربع أي لا تتعدى الـ2% من المساحة الكلية التي تسيطر عليها "إسرائيل".