خبر احتمال التصعيد مع ايران..إسرائيل اليوم

الساعة 04:35 م|16 يوليو 2010

بقلم: دوري غولد

ان حقيقة أن ايران قد اصبحت التهديد المركزي لامن اسرائيل، تنسينا احيانا حقيقة أنه توجد ساحات قتال اخرى في الشرق الاوسط قد ينشأ فيها تصعيد بين ايران والغرب مثل الخليج العربي. في التاسع من حزيران اتخذ مجلس الامن القرار 1929 – وهو القرار السادس على ايران الذي يوسع مقدار العقوبات الاقتصادية على طهران. خولت الفقرة 15 من القرار دولا ان تفتش سفنا في المياه الدولية اذا ظنت أن السفن تشتمل على منتوجات تتعلق بالصناعة النووية في ايران وفيها معدات لتخصيب اليورانيوم.

        اشترطت الامم المتحدة اعمالا من هذا القبيل بان تكون موافقة للقانون الدولي عامة والقانون البحري خاصة. وذلك يعني على نحو نظري ان كل تفتيش يجب ان يتم فقط بعد موافقة الدولة التي يرفع علمها على السفينة المشكوك فيها. مع ذلك، أصبح معلوما انه في عدد من الحالات وقعت محاولات سرية للصعود على سفن مشتبه فيها. في كانون الثاني 2009 وقف سلاح البحرية الامريكي سفينة سلاح ايرانية في البحر الاحمر.

        من المناسب أن نذكر في هذا السياق ان الامم المتحدة دعت الدول ايضا الى تفتيش سفن لكوريا الشمالية مشتبه فيها في السنة الماضية. وفي 2002 ايضا صعد جنود كوماندو اسبانيون على سفينة لكوريا الشمالية في البحر العربي، حملة بحسب الشبهة سلاحا للابادة الجمعية. تبين بعد التفتيش ان حمولتها اشتملت على صواريخ سكاد فقط. اين ان اسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تغزو سفنا في المياه الدولية عندما يكون الحديث عن شبهة نقل سلاح غير قانوني.

        يدرك الايرانيون انه بعقب قرار الامم المتحدة الجديد قد تشعر قوات بحرية امريكية انها تملك تأييدا دوليا أوسع لـ "التعرض" لسفن ايرانية للتفتيش عن السلاح فوقها. ولذلك حذر قائد الذراع البحرية في الحرس الثوري الايراني الغرب من رد اذا هددوا بصعود سفن ايرانية. في السنتين 1987 – 1988 وقعت مصادمات بين الحرس الثوري والاسطول الامريكي في الاسطول العربي بل ان سفنا امريكية هوجمت بالغام بحرية.

        استفاد الايرانيون دروسا من نقط ضعف الاسطول الامريكي في تلك المعارك وبدأوا يعدون انفسهم لقتال غير متناسب في المستقبل. كشفت ورقة بحث لاستخبارات الاسطول الامريكي، بحثت عن سلاح البحرية الايراني ونشرت في خريف 2009 عن عدة تفصيلات تتعلق بالوحدات البحرية التي يخطط الايرانيون لاجراء حرب بحرية بها في مواجهة قوة ذات تفوق كالاسطول الامريكي. بدأ الايرانيون التسلح بعشرات القطع البحرية الصغيرة ذات السرعة العالية، التي يسلحونها بصواريخ سي 802 مضادة للسفن، تلك الصواريخ التي اطلقت على حاملة الصواريخ حنيت في اثناء حرب لبنان الثانية.

        تخطيط ايران ان تهاجم سفن الاسطول الامريكي بقطع بحرية صغيرة تطلق عليها صواريخ والغاما بحرية. ولان الخليج العربي ضحل الماء، فللسفن الصغيرة قدرة أعلى على المناورة من سفن الاسطول الكبيرة. طول الساحل الايراني نحو من الف ميل بحري مع خلجان كثيرة ومراسٍ يمكن أن تختبىء فيها السفن الصغيرة. والى ذلك ينصب سلاح البحرية الايراني صواريخ بحرية على جزر في الخليج وعلى طوافات للتنقيب عن النفط.

        برهنت القوات البحرية للحرس الثوري في الماضي على استعدادها للمخاطرة حتى في مجابهة سفن الاسطول الامريكي. ففي نيسان 2006، حاولت سفينة صواريخ ايرانية الاقتراب من حاملة طائرات امريكية. وجرب الايرانيون قوتهم مرة اخرى في 2008 في مواجهة حاملة طائرات وفي مواجهة مدمرة قصدا الى الفحص عن رد القوات الامريكية. تتعلق التطورات في المستقبل بقدر كبير لسؤال هل ستطبق ادارة اوباما قرار الامم المتحدة الجديد على ايران وكيف سيرد الايرانيون على خطوات امريكية جديدة. اعتاد القادة الايرانيون ان يقولوا في السنين الاخيرة ان واشنطن اصبحت ضعيفة وغير قادرة على حماية مصالحها. اذا كانوا يؤمنون بتصريحاتهم فان احتمالات الحساب المخطوء في الخليج العربي في السنة القريبة كبيرة.