خبر « الجهاد » يختتم مخيمات « شهداء أسطول الحرية » بمهرجان جماهيري حاشد على ميناء غزة

الساعة 02:21 م|16 يوليو 2010

الجهاد الإسلامي تختتم مخيمات "شهداء أسطول الحرية" بمهرجان جماهيري حاشد على ميناء غزة

د.الهندي: لا يمكن مقايضة رفع الحصار بتمزيق الوطن

فلسطين اليوم – غزة

نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بعد عصر اليوم الجمعة مهرجاناً جماهيرياً حاشداً في ختام مخيمات "أسطول الحرية" التي نظمتها الحركة على مستوى قطاع غزة على مدار الأسبوع الماضي.

 

و شارك في المهرجان حشد كبير من قيادات الساحة في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، من بينهم القيادي الدكتور محمد الهندي، و الشيخ احمد المدلل إلى جانب الآلاف من مناصري الحركة.

 

الدكتور محمد الهندي، من جهته أكد في خطاب له امام المحتشدين في المهرجان، أن هذه المخيمات المتواضعة التي نظمتها حركة الجهاد الإسلامي قتلت كل المراهنات التي تعمل على تدمير شبابنا و بناتنا و إقحامهم في برامج التيه و الانحلال الأخلاقي و ينفقون ملايين الدولارات من اجل أن يعيش الشباب الفلسطيني في برامج أوروبية تستهدف انحلال أخلاقهم عقيدتهم و تاريخهم.

 

و أكد د. الهندي أن الجهاد الإسلامي من خلال هذه المخيمات عملت على توعية و تعليم هؤلاء الأشبال و الزهرات كي يتمسكوا بأخلاقهم و مبادئهم، حتى يقهروا هؤلاء المتآمرين الذين يقيمون الخمارات في المدن الفلسطينية و يسعون للنيل منهم و يدفعوهم إلى الانحلال من أخلاقهم و قيمهم الإسلامية.

 

و لفت الدكتور الهندي، إلى أن تسمية المخيمات الصيفي باسم "مخيمات أسطول الحرية" جاءت وفاءً و تخليداً إلى أبطال أسطول الحرية الذين ركبوا البحر و جاؤوا إلى غزة و فلسطين لكي يفضحوا الاحتلال المجرم و دفعوا دمهم من أجل رفع الحصار عن غزة، مؤكداً أن هؤلاء الأبطال كان حلمهم أن يصلوا إلى فلسطين و غزة، لكنهم وصلوا إلى قلوب كل الأحرار في العالم و سكنوا قلوب الملايين لأنهم عرفوا طريقهم و حددوا هدفهم بفضح الاحتلال و ممارساته النازية و هز ضمير العالم، و كانوا على استعداد لان يدفعوا دمهم و حريتهم من اجل غزة و فلسطين.

 

و فيما يخص ملف المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، أكد د. الهندي أن هذه السياسات العقيمة جاءت لتغطي على دم هؤلاء الأحرار، و من اجل أن يوهموا العالم أن هناك مشروع تسوية.

 

و أوضح أن المفاوضين في السلطة تخلوا عن عهدهم بعدم الذهاب للمفاوضات إلا بوقف الاستيطان، و اليوم يخرجون علينا بالقول إن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مربوط بحدوث تقدم في المفاوضات غير المباشرة رغم أنهم أعلنوا مراراً و تكراراً عن عدم حدوث أي تقدم يذكر في هذه المفاوضات.

 

و حذر القيادي الهندي السلطة من الذهاب إلى المفاوضات، معتبراً أن هذه المفاوضات غطاءً للتهويد و سرقة الأراضي في القدس و الضفة الغربية

 

كما دعا الدكتور الهندي للوصول إلى برنامج وطني من اجل الحفاظ على الثوابت و تعزيز الوحدة الداخلية للشعب الفلسطيني، و الإفراج عن كل المعتقلين من حزب التحرير في غزة و الضفة و إعطاؤهم حقهم في التعبير عن رأيهم و التجمهر.

 

و بما يتعلق بخطة المتطرف ليبرمان بتحويل غزة الى كيان مستقل، قال الهندي أن غزة محتلة كما الضفة وكل فلسطين  و لا يمكن أن نقبل بسلخ غزة عن الضفة، مؤكداً أن غزة و الضفة و القدس كلها ارض فلسطينية من بحرها إلى نهرها، معتبراً أن هذه المخططات المسمومة هي التفاف على مطالب رفع الحصار عن غزة

 

و وجه الهندي التحية إلى شيخ القدس، رائد صلاح الذي ارتبط اسمه بأسطول الحرية، و يتعرض لمحاكمة صهيونية من اجل القدس و فلسطين.

 

كما وجه تحيته إلى المهجرين الفلسطينين في البرازيل، و يذوقون لوعة التهجير يومياً، و لا احد يقف معهم و هم يقفون على أبواب السفارة في البرازيل و لا احد يستجيب لمعاناتهم.

 

 

من جانبه، أكد الشيخ أحمد المدلل، عضو قيادة الساحة بحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، أن إطلاق اسم "شهداء أسطول الحرية" على المخيمات الصيفية لحركته، كانت أمراً واجباً كونه يأتي كلمسة وفاء لأولئك الأبطال أحفاد القائد المسلم/ محمد الفاتح الذين دفعهم الواجب نحو غزة لمواجهة الصلف الصهيوني بكسر الحصار عن أهلها، وواجهوا بأجسادهم العارية إجرام الاحتلال فنالوا الشهادة وغرست أسماؤهم في صفحات التاريخ بماءٍ من ذهب.

 

وقال المدلل – في كلمته التي تحدث فيها نيابةً عن اللجنة المركزية لإدارة المخيمات الصيفية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- :" إن الفلسطينيين لا يمكن أن ينسوا تضحيات شهداء أسطول "الحرية""، مؤكداً أنهمن سيسيرون على نفس الدرب الذي ساروا عليه (درب الجهاد والمقاومة).

 

وبيَّن مسؤول اللجنة التنظيمية العامة لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، أن المخيمات الصيفية بدأت نشاطها على بركة الله وها هي تختتم اليوم بحمد الله وبفضله، وقد وفقنا بأن حققنا أهدافنا السامية المرجوة منها رغم قساوة الظروف وقلة الإمكانات.

 

وأشار المدلل إلى أن المخيمات انطلقت لتزرع الأمل والفرحة على شفاه أبناء وبنات فلسطين، ولتؤكد للعالم كله أن الفلسطيني لا يمكن أن ييأس أبداً لأن قلب فلسطين يتسع للأمل والألم و للفرح والحزن.

 

ولفت النظر إلى التميز والإبداع الذي شهد به الجميع لهذه المخيمات التي قدمت برامج ترفيهية ورياضية ودعوية وثقافية ويدوية كالرسم والنقش والتطريز.

 

وخاطب القيادي المدلل أشبال وزهرات حركة الجهاد الإسلامي قائلاً:" أنتم الأمل والشعلة والطلقة يا أبطال النصر القادم -بإذن الله- نرجو أن نكون قد حققنا أهدافنا المرجوة بتفعيل الإيمان الصادق والعقيدة الصحيحة في قلوبكم وأرواحكم، وأن ينعكس هذا الإيمان وهذه العقيدة على مناحي حياتكم كلها في تصرفاتكم وسلوكياتكم ومعاملاتكم وفي أخلاقكم لتكونوا الأجدر على حمل لواء الجهاد والاستشهاد، ولتكونوا القدوة لإخوانكم وأخواتكم وأصدقائكم والأقربين منكم".

 

وشكر المدلل كل من قام بدعم هذه المخيمات مادياً ومعنوياً، وكل من ساندها ووفر كل الإمكانيات اللازمة لإنجاحها، وخصَّ بالذكر الدكتور محمد الهندي، كما وشكر الطاقم التنفيذي لهذه المخيمات وفي مقدمتهم الأستاذ وليد حلس الموجه العام لها.

 

وأبرق المدلل في هذا المقام بالتحية العطرة إلى روح الشهيد القائد الدكتور فتحي الشقاقي، الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي غرس بذور الإيمان والوعي والثورة في ربوع فلسطين، محيياً القائد المعلم الذي سار على درب الشقاقي في حمل اللواء من بعده بكل ثبات وصبر وإصرار الدكتور رمضان عبد الله شلَّح.

 

من جهته، أكد والد الشهيد التركي فرقان دوغان -أحد الشهداء التسعة الذين ارتقوا برصاص قراصنة البحرية الصهيونية على متن أسطول "الحرية"- أن ابنه و الذين كانوا معه على سفينة "مرمرة" تمكنوا من الوصول لهدفهم رغم أنهم لم يصلوا فعلياً إلى غزة المحاصرة, معللاً ذلك بأنهم تمكنوا من أن يلفتوا نظر العالم أجمع إلى المعاناة الإنسانية المريرة التي يعيشها أطفال وأهالي غزة جراء الحصار المفروض عليهم.

 

وقال دوغان - في كلمة له ألقاها نيابةً عن ذوي شهداء أسطول "الحرية" خلال المهرجان- :" سيكتب التاريخ بأن حادثة سفينة "مرمرة" الزرقاء كان مهماً بالنسبة للأمة جمعاء لأنها ستكون شرارة البداية لاستنهاض الأمة وصحوتها من غفوتها."

 

وشدد أحمد دوغان على أن ابنه فرقان أراد هو وأصحابه أن "ينقلوا الحرية إلى أهل غزة, وأن يكسروا الحصار الظالم المفروض عليها"، مستدركاً بالقول:" لكنهم تفاجئوا بالهجوم الدموي الهمجي, الذي قامت "إسرائيل" من خلاله بقتل ابني مع أبرياء آخرين تهمتهم الوحيدة أنهم ينقلون المساعدات الإنسانية لشعب مظلوم ومحاصر".

 

وختم حديثه قائلاً :" صحيح أن ابني لم يصل إلى غزة المحاصرة , إلا أنه استطاع أن يرتقي شهيداً من أجل قضية مقدسة من أجل القدس والأقصى، ومن أجل حرية إخوانه ورفع الحصار الظالم عنهم".

 

 

  

يذكر أن مخيمات الوفاء لشهداء سفن الحرية شارك فيها زهاء عشرة آلاف شبل وزهرة تتراوح أعمارهم بين 11-16 عاما، يشرف عليهم 500 منشط، ولجنة مركزية مكونة من ثلاثة متخصصين، ولجنة تحضيرية مكونة من مسئول الإقليم ومعاون إداري وآخر تنفيذي". وبلغ عدد المخيمات في مختلف محافظات قطاع غزة 51 مخيما موزعين على الأقاليم بحسب حاجة كل واحد منها، وكل مخيم استوعب من 150-200 فرد بينهم منشطون ولجان ببرامج تم اختيارها بدقة لتناسب الزهرات والأشبال.