خبر موسى: لاحظت استعداد حماس للمصالحة لكننا نريد تقدما للتوقيع

الساعة 05:08 ص|16 يوليو 2010

موسى: لاحظت استعداد حماس للمصالحة لكننا نريد تقدما للتوقيع

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

أكد الرئيس بشار الأسد أمس تأييد سورية أي آلية عمل تساعد على تدعيم العمل العربي وعلى ضرورة وجود «إرادة سياسية عربية» تضمن خروج القمم العربية بقرارات تعكس طموحات الشعب العربي، لافتاً الى أهمية وضع «إطار مؤسساتي وإيجاد آليات عمل» لإنجاح مبادرة سياسة الجوار العربي.

 

جاء ذلك خلال لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، علما أن من المقرر عقد قمة استثنائية في ليبيا في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

 

وأفاد بيان رئاسي أن الأسد استمع الى تصورات موسى في شأن إصلاح الجامعة العربية، وأكد «تأييد سورية لأي آلية عمل يتم الاتفاق في شأنه ويساعد على تدعيم العمل العربي المشترك»، مشدداً على «ضرورة وجود إرادة سياسية عربية تضمن خروج القمم العربية بمقررات تعكس طموحات الشعب العربي وتجد الحلول المناسبة لقضاياه».

 

وإذ جرى بحث أهمية حشد الجهود لإنجاح مشروع القرار العربي الخاص بالقدرات النووية الإسرائيلية الذي سيعرض على الدورة الـ 54 للمؤتمر العام لـ «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في أيلول (سبتمبر) المقبل، نقل البيان عن الأسد وموسى تأكيدهما «ضرورة وقوف العرب جميعاً وراء هذا القرار ودعمه كما هو ووفق الصيغة التي تم التوافق عليها عربياً».

 

كما تناول اللقاء مبادرة سياسة الجوار العربي التي اقترحت خلال القمة العربية الأخيرة في سرت، وأكد الأسد تأييده هذه المبادرة من حيث المبدأ، وشدد على «أهمية وضع إطار مؤسسي وإيجاد آليات عمل لإنجاح المبادرة وتنفيذها في الشكل الأمثل وبما يخدم مصالح جميع الأطراف، وذلك حالما يتم إقرارها في القمة العربية».

 

وأفاد البيان أن موسى «عبر عن تقديره الكبير للسياسة السورية والنجاحات التي تحققها وطنياً وعربياً وإقليمياً ودولياً والتي جسدتها أخيراً الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس الأسد لأميركا الجنوبية وشملت فنزويلا وكوبا والبرازيل والأرجنتين، خصوصاً أن الزيارات العربية الى تلك القارة قليلة جداً على رغم وجود جاليات عربية مؤثرة». وفي هذا الإطار، أكد الأسد أن جولته «أتت انطلاقاً من الرؤية السورية بضرورة تكثيف الجهود من أجل تعزيز العلاقات العربية مع تلك المنطقة التي تقف مع حقوقنا وقضايانا وتدعمها في المحافل الدولية».

 

وأشار البيان الى أن اللقاء تناول أيضاً «الضغوط التي تتعرض لها تركيا نتيجة المواقف المشرفة التي اتخذتها لنصرة الشعب الفلسطيني في وجه ما يتعرض له من الاحتلال الإسرائيلي، إذ تم التأكيد على ضرورة الوقوف مع الحكومة والشعب التركي لمواجهة هذه الضغوط».

 

كما عقد موسى لقاء مع المعلم، صرح بعده بأنه «مطمئن تماماً الى حسن إعدادنا لخطواتنا العربية المقبلة». وقال رداً على سؤال انه «في غاية التشاؤم» إزاء عملية السلام وحاضرها، وأن هذا الموضوع سيبحث في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية في 29 الشهر الجاري «في ضوء ما أراه ويراه كثيرون من أن هناك تهديداً بالعودة الى ما يسمى إدارة الأزمة على حساب حل الأزمة، وهو ما يجب ألا نقع فيه مرة أخرى. أدرنا الأزمة 20 سنة، ولا يمكن أن نديرها إضافياً، والأرض تتآكل، والقدس تتآكل، والحصار يكاد يأكل غزة كلها».

 

وزاد إن المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تحقق الى الآن «وفقاً لما سمعناه وشاهدنا من تقارير رسمية تصل إلينا، شيئاً يمكن البناء عليه للانتقال الى مفاوضات مباشرة»، مشدداً على ضرورة تحقيق «تقدم في ما يتعلق بالأمن والحدود». وزاد: «عندما سنجتمع، سنناقش الأمر من جوانبه كافة، ولا أعتقد أن أي دولة يمكن أن تتبنى موقفاً للانتقال الى مفاوضات مباشرة، والوضع على ما هو عليه في القدس وفي غزة، ورأينا إزالة منازل في القدس الشرقية وتهويدها، وفي الضفة لم تتوقف المستوطنات».

 

كما التقى الأمين العام للجامعة العربية قيادة «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل. وأفادت مصادر فلسطينية أن اللقاء تناول المستجدات على الساحة الدولية والفلسطينية وجهود المصالحة الفلسطينية. وقال موسى عقب اللقاء: «واهم من يظن أن طرفاً واحداً يتحمل المسؤولية»، لافتاً إلى أن «أصابع أخرى» تتحمل مسؤولية عرقلة جهود المصالحة. وجدد مشعل تمسك «حماس» بالمصالحة، لافتاً الى انه جدد لموسى استعداد الحركة لتذليل كافة العقبات التي تقف دون إتمام المصالحة، والوصول إلى ورقة تفاهمات تنهي الخلافات بين «حماس» و«فتح» تكون إلى جانب الورقة المصرية مرجعية لعملية المصالحة.

 

وقال موسى رداً على سؤال لـ «الحياة» انه لاحظ «استعداداً للمصالحة، وألاحظ هذا الاستعداد في كل أركان الجسد السياسي الفلسطيني. لكن نحن نريد تقدماً عملياً بأن يجلسوا سوياً من أجل إنهاء هذه الخلافات. يوقعوا ما هناك من أوراق وينهوا هذا الأمر. يجب أن ينتهي هذا النزاع بأي شكل، وأن ينتقلوا إلى المصالحة، وهذا أمر ضروري من وجهة نظر الجامعة العربية وكمجموعة عربية وكمواطنين عرب».

 

وكان موسى قال إن الموقف العربي من الحصار على غزة «يجب أن يكون وأن يظل ويستمر ويستقر على ضرورة رفع الحصار وليس تخفيفه أو تجميله. هناك مراحل، أخشى أن نكون في مرحلة التجميل، و(أن يكون) العمل الدولي كيف يستمر الحصار من دون التكاليف السياسية والاحتجاجات الدولية عليه». وكان مقرراً أن ينتقل موسى أمس الى فيينا للقاء المجموعة العربية