خبر انقسام جديد في صفوف الإسلاميين الأتراك..إسماعيل ياشا

الساعة 10:28 ص|15 يوليو 2010

انقسام جديد في صفوف الإسلاميين الأتراك- إسماعيل ياشا

 

يوم الأحد الماضي شهدت الساحة السياسية منعطفا جديدا في مسيرة الأحزاب التي ولدت من رحم التيار الإسلامي الذي أسسه رئيس الوزراء التركي الأسبق والزعيم الشهير للإسلاميين الأتراك نجم الدين أربكان، حيث حدث انقسام حاد في المؤتمر العام لحزب السعادة التركي، آخر حلقة لسلسلة تلك الأحزاب التي أغلقت معظمها المحكمة الدستورية.

 

نوعمان كورتولموش، زعيم حزب السعادة، كان المرشح الوحيد لزعامة الحزب إلا أن أعضاء الحزب البالغ عددهم إلى 1250 فوجئوا بقائمتين كلتاهما تقدم كورتولموش لزعامة الحزب؛ الأولى "بيضاء" تم إعدادها من قبل كورتولموش نفسه وأصدقائه والثانية "خضراء" قدمها المعارضون له وتضم أسماء يعترض عليها الزعيم الشاب.

 

ومن تلك الأسماء التي رفضها كورتولموش، نجل المؤسس والزعيم الروحي نجم الدين أربكان وابنته. وهنا بدأت المشكلة. وأعلن كورتولموش استقالته من القائمة الخضراء وحدثت اضطرابات في صفوف أنصار الحزب وأعضاءه وقام مجموعة من الشبان بالاستيلاء على المنصة وسط هتافات "التمسك بـ"خوجة" شرف لنا" ويقصدون به نجم الدين أربكان، ما دفع قوات الشرطة للتدخل للحفاظ على الأمن وسلامة المؤتمر.

 

بعد مقاطعة نصف أعضاء الحزب تقريبا الانتخابات احتجاجا على وقوع الانقسام، حصلت قائمة نعمان كورتولموش البيضاء في الجولة الأولى على 571 صوتا وفازت ولكن كورتولموش نفسه لم يفز برئاسة الحزب لعدم حصوله على الأغلبية وخاض الجولتين الثانية والثالثة، وصوت في الثانية 287 عضوا فقط وحصل على 279 صوتا وفي الثالثة 316 عضوا وحصل على 310 صوتا ليصبح رئيس حزب السعادة بتأييد ربع أعضاء الحزب.

 

المعارضون لرئاسة كورتولموش يتهمونه بأنه يبطن معارضته لأربكان ونهجه السياسي ويحاول مع فريقه السيطرة على الحزب والاستيلاء  على ميراث أربكان وتصفية المقربين منه من الحزب.

 

ويعزز هذا الرأي ما ذكره النائب السابق محمد بيكاروغلو، الذي استقال من حزب السعادة، في كتابه "نهاية السياسة"، حيث قال وهو يحكي التطورات التي حدثت في حزب السعادة بعد هزيمة انتخابات 3 نوفمبر 2002: "بعد حصول الحزب على 2 بالمائة من الأصوات، شرعنا مع نعمان كورتولموش في تصفية الكوادر المؤيدة لنجم الدين أربكان ولكننا أدركنا أن نجاحنا في هذه المهمة لا يبدو ممكنا، فقررنا الاستقالة، وقمت أنا بتنفيذ قرارنا وقدمت استقالتي ولكن كورتولموش لم يقدم استقالته. ولما بحثت عن سبب تراجع كورتولموش عن الاستقالة، وصلت إلى معلومات تفيد بأن هناك من قال لنعمان كورتولموش إن لك مستقبلا في حزب السعادة فلا تلطخ سمعتك بالاستقالة".

 

كان الزعيم الشاب نعمان كورتولموش قد اختار أقصر طريق يوصله إلى رئاسة حزب، وهو التحلي بالصبر والانتظار ليأتي دوره في حزب السعادة، لأنه من الصعوبة بمكان لسياسي من طراز كورتولموش أن يؤسس حزبا جديدا ويجمع له شعبية، ولكنه باختياره  للانتظار حتى يأتي دوره في حزب السعادة حصل على كرسي الرئاسة، إلا أنه يواجه الآن معارضة واسعة يقودها المقربون من نجم الدين أربكان بمباركته لكي لا يختطف كورتولموش حزب السعادة ويذهب به إلى آفاق سياسية بعيدة عن تلك التي رسمها الزعيم المؤسس له ولجميع أشقاءه التي تم حظرها.

 

هل يؤدي هذا الانقسام الجديد في صفوف الإسلاميين الأتراك إلى ولادة جديد على غرار حزب العدالة والتنمية أم أن كبار قيادة حزب السعادة سيتصالحون ويتوحدون ليحلوا مشاكلهم دون أن تصل الأمور إلى طلاق بائن؟ هذا ما سنراه في الأيام المقبلة...