خبر المعذرة عن التشويش -هآرتس

الساعة 10:11 ص|15 يوليو 2010

المعذرة عن التشويش -هآرتس

بقلم: تسفي بارئيل

(المضمون: يقوم قائد اليونيفيل في لبنان بكل ما يستطيع لمنع مواجهات بين قوته والمواطنين في جنوب لبنان. ويشمل ذلك الموافقة على عدم دخول البيوت والساحات في القرى الجنوبية وعدم استعمال كلاب قص الاثر واجراء الدوريات مع جيش لبنان فقط -  المصدر).

        "اريد الحديث اليكم مباشرة بلا وسطاء، حيث لا يكون عدم فهم او تفسيرات مخطوءة. كحارس سلام وجندي وانسان يحب هذا الشعب جدا... اسمحوا لي من فضلكم بان ادخل حياتكم للحظة وآخذ عدة دقائق من وقتكم الثمين". هذا وبهذه الكلمات المهذبة الحميمة، توجه الجنرال البيرتو السيرتا كوئيفاس، قائد قوة اليونيفيل الى لبنان الى مواطني لبنان، ولا سيما الى اولئك الذين في الجنوب – في رسالة مفتوحة نشرت في الصحف اللبنانية.

        بعد ذلك من الفور طلب من سكان لبنان ان يتقبلوا بتفهم الاقلاق الذي قد يسببه لهم نشاط اليونيفيل لانه "يرمي قبل كل شيء الى الحفاظ على امنكم، وان اعدكم بانه لا يوجد من وراء هذا النشاط أي برنامج خفي". ويبين أن "تناوب قوات اليونيفيل يتم كل أربعة اشهر الى 12 شهرا، بحيث يمكن دائما ان تتم اخطاء لكنها لا تتم الا عن نية خيرة".

        كانت رسالة التسكين والاعتذار هذه التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليونيفيل ترمي الى محاولة انهاء سلسلة مصادمات في الاسابيع الاخيرة بين جزء من قوات اليونيفيل ومواطنين لبنانيين سيطر فيها قرويون على دورية لليونيفيل ونزعوا سلاح جنودها ورموا الحجارة وسدوا طريق الدورية. يزعم القرويون ان هذه المواجهات نتاج نشاط متحمس جدا للكتيبة الفرنسية التي استعملت في جملة ما استعملت كلاب قص الاثر، ودهمت البيوت واجرت تفتيشات في ممتلكاتهم وعاملت المواطنين بتكبر. وبينوا أن عندهم مشكلة مع الكتيبة الفرنسية فقط وان العلاقات بالكتائب الاجنبية الاخرى سليمة.

        يرتابون في لبنان بان القوة الفرنسية تعمل بحسب توجيهات حكومة فرنسا، وتتجاوز اطار السلطة التي منحتها اياها الامم المتحدة. ومن جملة ما زعم أنها قامت بتدريب كان يرمي الى الفحص عن نشاطها في حالة هاجم حزب الله اسرائيل بالصواريخ. "لماذا تجري اليونيفيل تدريبات ترمي الى تصوير حزب الله على أنه عنصر عدواني لا كمن يقوم بتدريب دفاعي في حالة هاجمت اسرائيل لبنان؟" شكا ممثل حزب الله في حكومة لبنان. وارتياب آخر اظهره هذا الاسبوع محرر صحيفة "السفير"، وهو أن حكومة فرنسا تحدث على عمد تحرشات في جنوب لبنان بواسطة الكتيبة الفرنسية كي تستطيع سحبها من هناك وان تحل بذلك قوة اليونيفيل وتتهم حزب الله بانه سبب ذلك وتعطي اسرائيل علة الهجوم.

        يزعمون في حكومة لبنان وفي جيش لبنان ان اليونيفيل لا تتعاون مع الجيش برغم الاتفاقات بينهما. بين الجنرال كوئيفاس ان قواته تحاول دائما الخروج الى الميدان مع مندوبي جيش لبنان، ولكن لان اليونيفيل تستعمل نحوا من 12 الف جندي في نحو من 350 دورية كل يوم فلا يوجد ما يكفي من الجنود اللبنانيين للانضمام اليها. ردت لبنان على ذلك بانها جيشها يملك نحوا من 6 الاف جندي في جنوب لبنان وان عدد الجنود هذا كاف لاجراء نشاط مشترك "ولماذا تتوجه اليونيفيل الى الجيش عدما تحتاج فقط الى مساعدة على القرويين، ولا تحرص على ان تضم اليها دائما دورية من الجيش اللبناني لمنع الاحتكاكات؟".

        في نهاية الاسبوع، بعد سلسلة مباحثات بين قادة اليونيفيل وسفراء الدول التي يخدم مواطنوها في اليونيفيل وبين قائد جيش لبنان، جان قهوجي، توصل الاطراف الى تفاهم على أن تتم جميع الدوريات بمشاركة جيش لبنان، والا تستعمل اليونيفيل كلاب قص الاثر التي تضايق المواطنين كثيرا، وان تتم التفتيشات في البيوت على ايدي جنوب لبنان، وان تمتنع اليونيفيل عادة من دخول بيوت المواطنين وساحاتهم في قرى الجنوب.

        هذه الترتيبات التي تجعل اليونيفيل قوة رقابة وابلاغ، بدل ان تكون قوة ردع، تضائل مجال عملها وتفرغ القرار 1701 من مضمونه وهو الذي اصبح شكل تطبيقه المعيار الوحيد لانجازات حرب لبنان الثانية. وعلى نحو تناقضي، اصبح حزب الله الذي عارض القرار 1701 الان واحدا من مؤيديه الرؤساء لان هذه الترتيبات تترك له ايضا أن يقوي نفسه في لبنان كما يشاء وان يبدو محافظا على مكانة لبنان الدولية كمن يحرص على امضاء قرارات الامم المتحدة.

        مصرفنا في لبنان

        كان من المؤثر ان نرى لوح العرض الملون للاستخبارات الذي رسمت فيه خطوط وهمية بين مستودعات حزب الله ومواقع الصواريخ داخل قرية الخيام في جنوب لبنان، ورمز مدرسة القرية، "التي لا يحل لجنود الجيش الاسرائيلي وصولها"، و "بنك الاهداف" الذي يشير الى قدرة استخبارية مدهشة. يحل فقط أن نذكر، بغير قصد الى افساد الحفل ان تلك الاستخبارات نفسها لم تعلم ما يوجد وما لا يوجد على سفن الاسطول التركي، وهي نفس الاستخبارات التي لم تعرف ان تقول هل يريد بشار الاسد ام لا يريد السلام، ولم تنجح في تخمين نتائج الانتخابات في لبنان، ولم تقدر التحول الذي قام به رئيس حكومة لبنان عندما صالح سورية، والتي ما زالت لم تقدم براهين على نقل صواريخ سكاد من سورية الى حزب الله. ان عدد الصواريخ والقذائف الصاروخية التي يملكها حزب الله وأماكن المواقع هي بلا شك معلومات حيوية. لكن من الغرب أن الاستخبارات تفخر بانها تعلم ما يفترض الجميع أنها يجب أن تعلمه. والويل لنا اذا لم تعلم، لكن ليس من الفضول أن نذكر اننا "علمنا" كل شيء قبل حرب لبنان الثانية ايضا. فآنئذ ايضا كان "بنك اهداف" معروف والنتيجة معلومة. وكما يعلم كل مستثمر، ان حقيقة ان عندك مصرفا جيدا لا تجعلك ثريا.