خبر سيف الإسلام يكشف عن الصفقة التي أبرمت مع الاحتلال لإعمار غزة

الساعة 06:09 ص|15 يوليو 2010

سيف الإسلام يكشف عن الصفقة التي أبرمت مع الاحتلال لإعمار غزة

فلسطين اليوم-وكالات

كشف المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رئيس مؤسسة القذافي للتنمية النقاب لـ«الشرق الأوسط» عما وصفه بـ«صفقة سياسية ناجحة تمكن من إبرامها مع مسؤولين في الحكومتين المصرية والإسرائيلية تقضي بالسماح لمؤسسة القذافي التي يترأسها بالبدء في مشروع طموح لإعادة الإعمار في قطاع غزة الفلسطيني المحتل».

 

وأنهت سفينة «الأمل» التي سيرتها مؤسسة القذافي قبل نحو أربعة أيام مغامرتها المحفوفة بالمخاطر وهى تحمل مساعدات إنسانية وطبية إلى قطاع غزة، بالرسو في ميناء العريش المصري بدلا من الوصول مباشرة إلى غزة، في إطار الصفقة التي كشف عنها نجل القذافي لـ«الشرق الأوسط». وبعد اتصالات مصرية - إسرائيلية رفيعة المستوى، كانت مؤسسة القذافي طرفا فيها بشكل غير مباشر، اتجهت السفينة التي تحمل نحو ألفي طن من المساعدات وعددا من النشطاء الليبيين والعرب والأجانب إلى ميناء العريش، بعدما طوقتها 8 بوارج إسرائيلية لمنعها من الوصول إلى غزة بينما كانت على بعد نحو 40 كيلومترا من شواطئها.                         

وعبر سيف الإسلام القذافي في مقابلة مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس عن سعادته وفخره بما تم التوصل إليه، وقال: «سنبدأ قريبا بضخ 50 مليون جنيه بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة لإعادة إعمار غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية ومواد البناء من دون فيتو من الحكومة الإسرائيلية». فإلى نص الحوار:                             

* هذه هي أول مرة تتحدث فيها علنا منذ فترة لأنك التزمت الصمت منذ انطلاق السفينة في رحلتها؟

- نعم، لم أكن أريد الخوض في هذه المسألة أمام وسائل الإعلام، كان تقديري أنني كمواطن ليبي وعربي وإنسان أقوم بدوري في مساعدة أشقائي الفلسطينيين من دون أية مزايدات إعلامية.

 

        * هل أنت راض عما حدث من اتفاق بشأن الوجهة النهائية للسفينة؟

 

        - نعم، وبكل تأكيد، ما حدث لم نكون نتوقعه أو نحلم به، وكالة «الأونروا»، أبلغتني أنها لم تتمكن حتى من صرف دولار واحد على إعادة الإعمار كما لم تتمكن حتى من إدخال «سيخ» حديد واحد إلى غزة ولا كيس إسمنت، وأبلغوني أيضا أنهم عجزوا وفشلوا تماما في تنفيذ أي مشروع نتيجة الحظر الإسرائيلي، وبالتالي من الناحية العملية موضوع إعادة الإعمار كان ميتا حتى هذه اللحظة.

 

        لكن عبر الاتفاق الذي توصلنا إليه يمكنك القول إن عملية إعادة الإعمار قد بدأت فعلا، والإسرائيليون، طبعا بالاتفاق مع الإخوة في مصر، وافقوا على أن تصرف ليبيا خمسين مليون دولار بالكامل من خلال «الأونروا» من دون أي تدخل أو أي مشكلة، في دعم الفلسطينيين وإعادة الإعمار، بما ذلك إدخال مواد البناء والبيوت الجاهزة.

* تعني أنه حصل اتفاق مصري - إسرائيلي؟

- نعم، والمثل يقول: «هل تريد العنب أم قتل الناطور؟» نحن في الحقيقة نريد العنب وقد حصلنا عليه، وبالتالي ليس هناك أي داع لخلق مشكلات، الهدف لم يكن مواجهة البحرية الإسرائيلية، وإنما إعادة إعمار غزة ومساعدة الإخوة الفلسطينيين، خاصة أنت تعلم أن هناك خمسة آلاف منزل مدمر في غزة، وهناك آلاف الفلسطينيين يقيمون حاليا في العراء، والمشكلة هي أن يأتي شتاء آخر وهم على هذه الحال، لكن عبر هذه المبادرة إن شاء الله في الشتاء القادم سيقيمون في هذه البيوت، لأن الاتفاق يسمح بذلك والأولوية الأولى هي لمواد البناء والمساكن الجاهزة.

* وهل تعتبر هذه الصفقة نجاحا؟

- نعم، نعتبر هذا إنجازا كبيرا إذا ما قارنته بسفينة متهرئة (الأمل) وإذا بيعت في السوق قد لا تحصل على أكثر من 150 ألف دولار مقابلا لها، وفيها عشرة من الفتية الصغار وشباب متطوعون، هذه سفينة متهرئة و«تعبانة»، وقد تكون هذه هي آخر رحلاتها، لكن الحمد لله والشكر لله على ما تحقق وهذا درس للعرب، إذا كانوا يعرفون كيف يتفقون و«يشتغلوا كويس» كان من الممكن أن نحقق نتائج أحسن. أنا سعيد جدا وأعتبر أنني حققت انتصارا كبيرا للفلسطينيين.

* كيف حدث هذا الاتفاق المصري - الإسرائيلي؟

- أنت تعلم أن إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي قد اتصل باللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، وهذا ليس سرا، والمصريون اتفقوا مع الإسرائيليين وأبلغونا برد كتابي رسمي أنهم موافقون على البدء في صرف الخمسين مليون الخاصة بليبيا والمقررة في القمة العربية، لإعادة الإعمار في غزة، وهناك تنسيق مصري إسرائيلي في هذا الموضوع، ومصر هي الضامنة لهذا الاتفاق.