خبر « الجزيرة » متمسكة بمُقاضاة « الأهرام » على خلفية استقالة المذيعات

الساعة 05:50 م|14 يوليو 2010

"الجزيرة" متمسكة بمُقاضاة "الأهرام" على خلفية استقالة المذيعات

فلسطين اليوم: وكالات

قال الصحافي بجريدة "الأهرام" المصرية عاطف حزين إن "ثمة نية للتفاوض الودي داخل مؤسسة الأهرام لحل الخلاف مع فضائية الجزيرة بدلا من الوقوف أمام القضاء" على حد تعبيره.

وكانت قناة الجزيرة الإخبارية القطرية قد رفعت دعوتين قضائيتين أحدها بمصر والأخرى بلندن ضد جريدة الأهرام بسبب قيامها بنشر تحقيق في ملحق "عالهواء"، الذي يشرف عليه حزين، اعتبرته القناة "سبا وقذفا" بحق عدد من قياداتها على خلفية استقالة خمس من مذيعات القناة مؤخراً، مطالبة بتعويض قدره 5 ملايين إسترليني.

 

وأضاف حزين أن "رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، عبد المنعم سعيد وضع المسألة في يد الشؤون القانونية بالمؤسسة واني استشعر أن رئيسها الأستاذ فوزى يسعى للحل في إطار ودي، كحال الكبار حيث يتم التوصل للتسوية دون اللجوء للمحاكم"، على حد تعبيره.

 

ونفى الصحافى وجود "توجيهات داخل مؤسسة الأهرام ضد القناة"، وأضاف "بل اننى أعتذر للدكتور عبد المنعم لاننى وضعته في موقف محرج فهذه من المرات القليلة التي ترفع فيها قضية سب ضد صحيفة "الأهرام" المصرية.

 

وتابع حزين "إذا كان هناك خطا فهو فردى وغير مقصود، سببه السرعة التي يتميز بها العمل الصحفي"، مؤكدا على انه "لا يوجد تحيز ضد الجزيرة، فقد نشرنا في نفس المحلق أن أفضل معلقين المونديال في العالم هم العاملين بالجزيرة" وفق كلامه.

 

ونوه الاهرامى الى انه كان ينتظر "ردا من قناة الجزيرة على ما نشر والذي ربما كان من شانه رأب الصدع" وانه لإثبات حسن النية يسعى " لعمل لقاء مع مدير القناة لكن الأخير غير موجود بالدوحة" هذه الأيام

 

واختتم الصحافى المصري بالقول إن "الأهرام والجزيرة هما اكبر مؤسستين إعلاميتين بالمنطقة ووقوفهما أمام القضاء يعتبر إساءة للجميع وإذا كان هناك فرصة لتصحيح الخطاء بطريق ودية فلماذا لا نقوم بذلك"، وفق كلامه.

 

بالمقابل، نفت مصادر مسؤولة بقناة "الجزيرة" في تصريحات لصحيفة خليجية ما تردد عن وجود وساطات لحل الخلاف القضائي مع صحيفة الأهرام المصرية وديا على خلفية سبها لعدد من قيادات القناة وبألفاظ مسيئة خادشة للحياء وبعيدة عن المهنية والذوق العام.

 

وقالت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها إن قناة "الجزيرة" لن تقبل أي وساطات في هذا الشأن وإن الموضوع برمته حاليا في يد القضاءين البريطاني والمصري الذي سيفصل في القضية.

 

وكان مسؤولون بصحيفة الأهرام الحكومية المصرية قد تحدثوا عن وجود وساطات في هذا الشأن، وقال الصحافي عاطف حزين المتورط في نشر الاتهامات إنه يسعى لوساطة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي لحل الخلاف وديا.

 

وأبدى المصدر المسؤول بقناة الجزيرة استغرابه من رغبة الأهرام في حل القضية وديا بعد أن قامت بسب وقذف عدد من قيادات القناة وخاضت في أعراضهم وأعراض مذيعات القناة، مع إصرار الصحافي عاطف حزين بعد نشر الموضوع على ترديد تلك الاتهامات في أحد البرامج التلفزيونية وزعمه أن ما نشره لا يتجاوز عشرة بالمائة من الحقيقة، وأن لديه المستندات.

 

وتهكم المصدر على مثل تلك التصريحات وقال "إذا كانت لديه المستندات فليقدمها إلى القضاء ليفصل فيها".

 

وأكد المصدر أن "الجزيرة" تجاوزت عن الكثير من التجريحات التي صدرت من وسائل إعلام مصرية وعربية، لكن أن يصل الأمر إلى الخوض في أعراض العاملين بالقناة فذلك لن يتم أبداً التسامح فيه، لأنه يخرج تماما عن باب النقد وحتى الهجوم على سياسية القناة، فضلا عن الآداب والأخلاق العامة.

 

وقال إن صحيفة الأهرام لم تقدم أي شيء لحل تلك القضية وأخذتها العزة بالإثم حتى بعد نشر الموضوع المسيء، وتهكم المسؤول عن نشر القصة المفبركة على مطالبات لعدد من الزملاء الإعلاميين والصحافيين المصريين بالتحقيق في الموضوع وتقديم اعتذار للجزيرة واتهم بعضهم بالعمالة والخيانة.

 

وفي لهجة تصالحية، حرص رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية، أسامة سرايا، في حديث أجرته معه صحيفة "الوطن" السعودية أمس على التهدئة مع قناة "الجزيرة"، معتبرا أن "النزاع مفتعل"، و"لا يجب أن يكون موضوعا للتقاضي في لندن".

 

وفي إشارة للتقليل من صدى "التقرير المسيء"، قال سرايا إن "ملحق الأهرام على الهواء ملحق محلي، يصدر في مصر فقط، ولا ينشر على الإنترنت، ولا يوزع خارج البلاد".

 

وتحدث مسؤول ملحق "الأهرام على الهواء" عاطف حزين، وأبلغ صحيفة "الوطن" السعودية كذلك أنه بصدد توسيط الشيخ يوسف القرضاوي لحل الأزمة، وأنه طلب إجراء حوار مع مدير القناة وضاح خنفر، وقال حزين إنه نشر موضوعاً في الملحق نفسه تحت عنوان "الجزيرة أفضل قناة إخبارية في الشرق الأوسط حسب استطلاع رأي"، بعد أسبوع من نشر "التحقيق المسيء" للقناة.

 

وتحدث مسؤول بقناة "الجزيرة" عن أن المحطة "ستسعى إلى الحصول على حكم قضائي يظهر المخالفة التي وقعت بحقها، وبعدها يمكن أن تنظر في التنازل أو المصالحة".

 

ويعود أصل المشكلة إلى نشر "الأهرام"لمقال عن الاستقالة الجماعية للمذيعات من قناة الجزيرة، تحت اسم "جزيرة التحرش" كتبه الصحفي عاطف حزين، المشرف على ملحق "ع الهوا"، وتضمن المقال ما اعتبرته الجزيرة سبا في حقها.

 

يشار إلى أن عدة تقارير صحفية تحدثت عند استقالة مذيعات الجزيرة الخمس عن اتهامات لمسؤولين في المحطة بالوقوف وراء أزمة المذيعات ، اللواتي استقلن من القناة بدعاوى تعرّضهن للتحرش اللفظي من جانب بعض المسؤولين في الفضائية القطريّة.