خبر القرضاوي وعار التطبيع ..رأي القدس

الساعة 08:13 ص|14 يوليو 2010

القرضاوي وعار التطبيع ..رأي القدس

 

تشهد المنطقة العربية حالياً حالة من الصراع بين علماء مسلمين كبار حول تفسير بعض القضايا الوطنية الحساسة، مثل التطبيع مع اسرائيل او العمليات الاستشهادية، او بناء السور الفولاذي لتشديد الحصار على قطاع غزة المحتل.

علماء السلطة يخرجون علينا بين الحين والآخر بفتاوى دينية تخدم سياسات النظام الحاكم وتبررها، مثلما فعل الشيخ سيد طنطاوي امام الازهر الراحل في اكثر من مناسبة، وحول اكثر من قضية، أبرزها مسألة جواز اللقاء بالاسرائيليين وحاخاماتهم. ولعل الفتوى التي اصدرها خلفه بتأثيم من يعارضون او يعرقلون المصالحة الفلسطينية هي امتداد لهذا النهج.

الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ظل يقف دائماً في الخندق الآخر المقابل لوعاظ السلاطين هؤلاء، يدافع عن المقاومة والتضحية بالنفس من اجل الامة وعقيدتها وحقوقها، مستلهما دائماً بالقرآن الكريم والسنة المحمدية، وسير الصحابة.

بالأمس اصدر الدكتور القرضاوي فتوى حاسمة أدان فيها الدعوات التي تحلل زيارة المسجد الاقصى، ومدينة القدس في ظل الاحتلال الاسرائيلي واعتبرها عاراً، ومحرمة شرعاً وتوفر غطاء الشرعية لقوى الاحتلال.

هذه الفتوى تأتي رداً على تصريحات أدلى بها وزير الاوقاف المصري السيد حمدي زقزوق، وقال فيها انه مهتم بالحصول على

تأشيرة اسرائيلية لزيارة القدس المحتلة، معتبراً ان زيارته هذه تمثل 'اكبر دعم للقضية الفلسطينية والفلسطينيين'.

وزير الاوقاف المصري يمثل نظاماً حاكماً يقيم علاقات وثيقة مع اسرائيل، على الصعد كافة: السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، ويصدر الغاز المصري الى الدولة العبرية باثمان رخيصة جداً، ويفرض حصاراً ظالماً على مليوني فلسطيني في قطاع غزة بالتعاون مع الحكومة الاسرائيلية. ومن الطبيعي ان لا يرى اي ضير في الذهاب الى القدس المحتلة لتسجيل سابقة تشجع الآخرين على الاقتداء بها.

ومن المؤسف ان الدكتور زقزوق متمسك بموقفه، ويدافع عنه باستماتة، ولا يتردد في الاعلان بانه سيقوم بالزيارة الى القدس المحتلة فور حصوله على التأشيرة اللازمة من السفارة الاسرائيلية في القاهرة، نافياً ان تكون خطوته هذه تطبيعية.

ويأتي هذا الاصرار على التطبيع من وزير الاوقاف المصري في وقت يرفض الانبا شنوده رئيس الكنيسة القبطية السماح لرعايا كنيسته بزيارة القدس المحتلة، رغم الضغوط الضخمة التي يتعرض لها من قبل الحكومة المصرية، وهي الضغوط التي وصلت الى درجة دعم توجهات للتمرد على البابا شنوده، واحداث انقسام في صفوف اتباع كنيسته.

اننا في هذه الصحيفة نضم صوتنا الى صوت الدكتور يوسف القرضاوي في تجريمه لكل دعوات التطبيع باشكاله كافة، طالما ان الارض الفلسطينية مازالت محتلة، وتتعرض الى نهب متواصل من قبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة التي ترفض السلام بل وتواصل ارتكاب جرائم الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان.

زيارات الارض المحتلة من قبل العلماء والمسؤولين الكبار تضفي شرعية على الاحتلال الاسرائيلي، وتقدم صورة مضللة الى العالم حول تسامحه تجاه الديانات الاخرى في الوقت الذي يهود المساجد والكنائس العربية في المدينة المقدسة، ويقوض اساسات المسجد الاقصى، وينفذ المخططات لتقسيمه، هذا اذا لم يعمل على هدمه وتقويضه من خلال الحفريات تحت اساساته.