خبر تقرير الاسطول البحري: عيوب لا كارثة..إسرائيل اليوم

الساعة 03:27 م|13 يوليو 2010

بقلم: درور ايدار

ليس استنتاجات لجنة آيلند مدوية مثل أحداث القافلة البحرية نفسها. كانت عيوب لكن لا في مستوى الكارثة التي أطلت علينا من شاشات التلفاز وعناوين أكثر الصحف التي بثت جو حرب يوم الغفران. تبين على نحو عام أن المهمة قد نفذت. فقد وقفت القافلة البحرية ولم تنتقل أي معدات الى حماس مباشرة بغير تفتيش.

        في مجال المعلومات الاستخبارية لم تجمع معلومات كافية تتعلق بمنظمي القافلة من الـ "أي اتش اتش" (الذي أقر هذا الاسبوع انها منظمة ارهابية وأخرجت خارج القانون في المانيا)، وذلك في الأساس لأننا لم ننفق على قاعدة استخبارية في تركيا التي عدت صديقا لنا.

        قال لي عنصر رفيع المستوى حول رئيس الحكومة إن من السابق أوانه الحديث عن تغيير التصور في شأن تركيا. لان ذلك متعلق هناك بالاستفتاء الشعبي في الدستور والانتخابات في تموز القادم. مع ذلك ليس التفكير في شأن تركيا تحديا اسرائيليا فحسب بل تحديا لاوروبا والولايات المتحدة. اذا كانت تركيا ترى نفسها عضوا في حلف شمال الاطلسي وتريد التمتع بمزايا الغرب فكيف تقرن نفسها الى دول محور الشرق وتؤيد حماس وحزب الله ايضا.

        وماذا في شأن وسائل الاعلام الاسرائيلية؟ لماذا كشف لنا حتى الحادثة العنيفة في الاساس عن تقارير تشجيعية وحليبية في صيغة "رحلة السلام" وما أشبه؟  أيتحدث الاعلام الاسرائيلي عن موضوعات استطلاعه بغير انتقاد؟ يحسن أن نوازن بين تقرير آيلند والتقرير الكارثي في أكثر  وسائل الاعلام مع نشوب أحداث الرحلة البحرية، من الفور. فربما نحصل آنذاك على التناسب الصحيح للتقرير الاخباري الذي ليس سوى تسييس مغطى في مرات كثيرة.

        في حالة الاعلام الاسرائيلي ليس الحديث عن اخفاق استخباري بل مشايعة صحفية لكل جهة تزعم أنها نشيط سلام. يكفي كلمة "السلام" أن تحرك الى الفضاء كي يمضي غير قليل من الصحفيين أسرى وراء التعريفات الكاذبة لموضوعات استطلاعهم بدل انتقادها.

        ليس تقرير آيلند مفاجىء. إن القرار على وقف القافلة كان صحيحا، وما كان يمكن التمكين من نقل معدات الى حماس بغير تفتيشها قبل ذلك؛ وكان رد جنود الوحدة البحرية مناسبا وجيدا أيضا. وكانت قرارات الحكومة والجنود في الميدان أعمال دفاع عن النفس. ومع ذلك كان يجب فحص الأمور، لا من أجل العزل أو قطع الأعناق بل كي نتعلم لما يستقبل.

        قال عدد من المحللين أن تلك القافلة البحرية أحرزت هدفها وهو تحطيم الحصار على غزة، لكن ذلك غير دقيق لانه من الصحيح ان الحصار المدني قد خفف لكن الحصار العسكري ما يزال على حاله في كل ما يتعلق بالرقابة على ادخال الوسائل القتالية الى سلطة حماس.

        وماذا عن الجزء الذي لم يبحث عنه آيلند، سألت ذلك العنصر الرفيع المستوى، أي جزء المستوى السياسي (الذي سلم الى لجنة تيركل) – زعم أن ايهود باراك في تلك الرحلة البحرية خدع وزراء الحكومة ومجلس الأمن القومي، ولم يتفضل ببحث ما بدأ آنذاك مسألة بسيطة وهو هل أصلحت الأمور؟

        كان الجواب الذي حصلت عليه بالايجاب. منذ حادثة "مرمرة" تغيرت الأمور وتمت نقاشات سابقة في مجلس الأمن القومي والمجلس الوزاري المصغر لا تتعلق بقافلة الضغط فحسب بل في القافلة السابقة ريتشيل كوري.

        تساءلت لماذا لم يكن تقرير آيلند كافيا، وما معنى البحث الدائم هذا في أحداث القافلة البحرية ولماذا يحتاج الى لجنة تيركل في الحقيقة؟ وأجبت بأنه لم تكن رغبة (ولا حاجة أيضا) في لجنة تحقيق أخرى. فالمستوى العسكري والسياسي معنيان بنجاح عمليات كهذه، ولهذا فان المصلحة في استخلاص الدروس كبيرة. لا حاجة حقيقية الى عزل شخص ما لأنه لم تقع هنا أخطاء فظيعة بل أخطاء ينبغي التعلم منها.

        لكن النظام الدولي ضغط علينا ولم تؤيدنا الولايات المتحدة، لهذا خفض تعيين اللجنة الضغط قليلا. لا ينبغي أن ننسى أيضا الضغط الداخلي في اسرائيل من قبل جهات المعارضة بتأييد اعلامي كثيف، وهي المعنية بالطعن على الحكومة وعرضها على أنها غير قادرة على الحكم.

        الوضع اليوم لا كما يقول المحللون، فيما يتعلق  بالعلاقة بين المستويين السياسي والعسكري لا يشبه الوضع في حرب لبنان الثانية، لانه يوجد حول نتنياهو وزراء كانوا من العسكريين ومن رجال الاستخبارات الكبار. ومن أجل ذلك، ستضمن الاحتكاكات والجدالات بين أعضاء السباعية خاصة لا درامات سياسية فحسب بل تهيجا دائما للأذهان.