خبر صحوة اوباما..هآرتس

الساعة 03:13 م|13 يوليو 2010

بقلم: اسرائيل هرئيل

وسائل الاعلام الاسرائيلية مذهولة: براك اوباما لم يهن بنيامين نتنياهو. والاسوأ من ذلك: "واشنطن بوست" كتبت تقول انه حصل العكس: نتنياهو هزم اوباما. حتى لو كانت الصحيفة بالغت فان النتيجة في كل الاحوال سلبية: نتنياهو، المطلوب المواظب، خرج من البيت الابيض مع انجازات، وبالتأكيد ليس مهزوما، مثلما أملت وسائل الاعلام. والاكثر أسى من كل شيء: التجميد الذي ارادته جدا، يحتمل أن ينتهي.

رئيس وزراء اسرائيل لم يهزم رئيس الولايات المتحدة. كارهوه فقط، المؤيدون العميان للفلسطينيين فقط – وكتاب غير قليلين في "البوست" هم هكذا – يمكنهم ان يكتبوا ذلك. لو كانت هناك ذرة استقامة مهنية لتأييدهم التلقائي (وتأييد الكثير من نظرائهم في اسرائيل) للفلسطينيين، لكانوا وافقوا على أن أي انعطافة استراتيجية – دولتان للشعبين، وعلى اسرائيل ان تقدم معظم التنازلات – لم تطرأ على سياسة اوباما. ولكن خلافا للمؤيدين للفلسطينيين على نحو ثابت، فانه توصل الى الاستنتاج بان التكتيك الذي انتهجه (وهو ايضا كان جامدا على نحو ثابت) لم يخدم هدفه الذي هو هدفهم ايضا.

اوباما، كما بث هذا الاسبوع يجتاز عملية صحوة. فهو يفهم، سواء بقوته الذاتية ام بمساعدة الاخرين، بانه يحتمل أن يكون المذنب الرئيس في الجمود لم يأتِ من القدس ولا حتى من رام الله، بل من واشنطن. ويحتمل أن يكونوا محقين اولئك الذين يقولون له ان خطاب القاهرة، خطاب التزلف للعرب، مضاف اليه الضغوط الفظة على اسرائيل دفع بالفلسطينيين الى اعتلاء الشجرة العالية بهذا القدر والتي حين وصلوا الى قمتها اصيبوا بالدوار وبالانقطاع عن الواقع. يحتمل أيضا أن الرئيس الامريكي يكون قد وصل الى الاستنتاج بانه مثلما تسبب هو بهذا الدوار، بالذات لانه يؤيد الفلسطينيين، هو الذي يجب أن ينزلهم عن الشجرة. التقرب العلني من نتنياهو، التكتيكي في اساسه، هو بداية الانزال.

الفلسطينيون سيعودون الى طاولة المباحثات حين يتبين لهم بانهم اذا تصرفوا خلاف ذلك سيخسرون، ولا سيما في المجال الاقليمي. إذ انه في الوضع القائم فان من هو منظم اكثر وناجع اكثر ولمن يديه وسائل اكثر – هو الذي سيستغل بقدر أكبر الفراغ القائم منذ عين الفلسطينيون اوباما رئيس فريق التجميد والانفلات على اسرائيل. وكي يعودوا الى المحادثات فان عليه أن يقنعهم بان بالفعل، مثلما يتحدثون مؤخرا، فانه ليس من يؤدي الدور وفقا لتوقعاتهم، واسرائيل، اذا ما واصلوا سيرهم، من شأنها أن تواصل توسيع الاستيطان حتى نقطة اللاعودة جغرافيا وديمغرافيا حتى من ناحية الولايات المتحدة.

عندما تصبح كتلة أدام – بساغوت – تل تسيون – عوفرا – بيت ايل – شيلو – عالية، مثل معاليه ادوميم وارئيل، فانه لا يمكن لاي حكومة في اسرائيل ولا حتى حكومة ليكود، ان تتصور اخلاءها. ولا حتى ادارة اوباما في ولايتها الثانية. هكذا حتى سيكون بل وبقوة اكبر عندما ترتبط كتلة كدوميم -كرنيه شومرون – عمانويل – يكير – ورفافا بارئيل ليخلقوا رحابا جغرافا وديمغرافيا اسرائيليا هائلا في السامرة (وهكذا ايضا سيكون. فالفلسطينيون لا يريدون حقا وهناك من يقول لا يستطيعون، الاعتراف باسرائيل حتى في خطوط 1967).

واذا كان اوباما، المعارض حقا للمستوطنات، لم يتحدث عن استمرار التجميد، فهذا دليل على أن هذا العامل ايضا، استمرار التوسع الاسرائيلي، يجنده كوسيلة ضغط. هكذا بدأ يعيد ادارته الى موقف سوي العقل، يأخذ بالحسبان هوة الرفض العربي للكيان اليهودي.

الامور التالية بالفعل سمعها اوباما ("وانا اصدقه"، هكذا اوباما للكاميرات. أليست هذه اهانة؟ هل كان سيتحدث هكذا حتى مع رئيس دولة اوروبية؟) من نتنياهو، وليس للمرة الاولى: هو يريد السلام؛ وهو يعرف ان مقابله سيضطر الى دفع ثمن باهظ. عمليا، قسمه المبدئي، الذي في نظره قد يكون أكثر من الاقليمي، سبق أن دفعه: خطاب بار ايلان. رئيس وزراء اليهود اعترف، اعترافا تاريخيا، بحق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم في بلاد اسرائيل، وطن اليهود.

فقط من يكرهه جدا، أو لا ينزل الى المعنى التاريخي، الديني، الجوهري والسياسي لهذا الاعتراف، يمكن أن يتهم نتنياهو – الذي قام بخطوة هائلة تجاه الفلسطينيين – بجر الارجل. واوباما، الذي بدأ يفهم على ما يبدو بان الفلسطينيين لن يصرحوا تصريحا مشابها، بدأ يصحو. على أن يستمر فقط.