خبر دحلان يشن هجوما على عباس وفياض ويتهمهما بالتقصير تجاه غزة !!

الساعة 12:06 م|13 يوليو 2010

فلسطين اليوم-وكالات

أكد مفوض الإعلام والثقافة في حركة، 'فتح' محمد دحلان، أن الذهاب للمفاوضات المباشرة دون إحراز تقدم في مفاوضات التقريب التي حدد لها جدولا زمنيا وموضوعات للبحث هي الحدود والأمن، نكسة وتراجع سياسي، وانهيار في الموقف أمام نتنياهو.

 

وقال دحلان في لقاء خاص مع وكالة 'وفا'، 'سنقاتل من اجل عدم الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، لأننا لم نحصل على أي شيء لغاية الآن من مفاوضات التقريب'.

 

وبين أن نتنياهو نكل في مفاوضات التقريب منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، عبر رفعه شعار ضرورة الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، وإصراره على إفشال هذه المفاوضات والوصول إلى اللحظة التي يملي علينا أجندته في المفاوضات المباشرة.

 

ولفت عضو مركزية فتح إلى استجابة الجانب الفلسطيني منذ البداية للمطالب الأميركية، وإلى أن فكرة وقف الاستيطان كانت نتاج اجتهاد ثمناه من الرئيس اوباوما لكنه تراجع عنه، مبينا أن الإدارة الأميركية هي التي اقترحت مفاوضات التقريب، وتم التوصل بعد جدل داخلي فلسطيني طويل وبالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية إلى الذهاب لهذه المفاوضات، وإعطائها مهلة أربعة أشهر، وإذا فشلت يتم الذهاب إلى مجلس الأمن وليس إلى مفاوضات مباشرة كما يريد نتياهو.

 

وشدد على أن ذهابنا إلى المفاوضات المباشرة لن يكن له أي معنى سوى إعطاء مصداقية لأقوال نتنياهو وهي أن الطرف الفلسطيني لا يأتي إلا بالقوة والضغط .

 

واعتقد مفوض الإعلام والثقافة في فتح، أن المفاوضات المباشرة لم يعد لها لزوم، ولم تعد ذات قيمة، لكنه نوه إلى أننا لا نرفض الذهاب إلى هذه المفاوضات، وسنتوجه إلى لجنة المتابعة العربية التي أخذت قرارا في شهر آذار الماضي، بإعطاء مهلة أربعة أشهر على أن نتوجه بعدها لمجلس الأمن.

 

وأضاف، ما يجري الآن لم يفاجئنا، وكان لدينا في الفترة السابقة تقدير موقف أن نتنياهو لا يريد أن يسير في اتجاه المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، لكنه يريد أن يكسب الوقت، ويكسب رضى المستوطنين ويحافظ على ائتلافه الحكومي، وهو لا يؤمن بالسلام ولا بحل الدولتين، والدليل ما يجري في القدس من تدمير ومصادرة.

 

وعبر عن اعتقاده بضرورة عقد اجتماع للقيادة الفلسطينية قبل اجتماع اللجنة العربية، من اجل بلورة توجه واضح بهذا المجال، لافتا إلى أن هذا التوجه سيكون على الأغلب بعدم قبول شروط نتنياهو والذهاب إلى مفاوضات مباشرة ما دام الواقع لم يتغير وما دامت ملاحظاتنا التي عرضناها على ميتشيل لم تؤخذ بعين الاعتبار.

 

وحول التنسيق مع الأشقاء العرب أكد دحلان ضرورة استمراره لتصحيح الأخطاء السابقة التي ارتكبت في المفاوضات السابقة، مشددا على أننا لا نبحث عبر تنسيقنا هذا عن غطاء، بل نحن نبحث عن تعزيز لموقفنا.

 

 وقال 'ربما يتوهم نتنياهو انه ليس لدينا خيارات، وأن رئيس السلطة محمود عباس يمتثل لأوامره والأميركيان حول الذهاب للمفاوضات المباشرة، لكني أجزم أنهم مخطئون، ويجب أن يأخذوا العبر مما حدث في 'كامب ديفد' في عهد باراك، حين اعتقدوا أن أبو عمار والوفد الفلسطيني لا يمكنهم رفض الاتفاق الذي كان معد سابقا، وتم رفضه بالفعل، ويجب أن يفهموا أن هناك فرق بين القضايا التكتيكية الإجرائية والقضايا الجوهرية ذات البعد الاستراتجي، فقضايا مفاوضات الحل النهائي لها عمق وبعد استراتجي وليست خاضعة للمناكفات الفصائلية، أو للمزاج الشخصي، لذلك من يريد أن يذهب إلى مفاوضات حل نهائي مع نتناهو مباشرة دون احترام المواقف الفلسطينية ودون التأكيد على حقوقنا الوطنية سيذهب وحيدا دون أي دعم أو غطاء'.

 

وأكد دحلان أنه ليس مطلوبا من الشعب الفلسطيني أن يطرح بدائل، بل نحن نطرح خيارات، لافتا أنه كما نحن الآن في مأزق، إسرائيل وأميركا والعرب في مأزق كذلك، وبالتالي على الجميع أن يبحث عن المخارج، ونحن لدينا الوسائل والخيارات، وأهمها أن نحافظ على ما هو موجود في هذه السلطة ونحافظ على علاقاتنا العربية والدولية، وأن نعزز صمود شعبنا في القدس والضفة الغربية، ونقدم كل المساعدة الممكنة لأبنائنا في قطاع غزة، رغم الظلم والقهر الذي يعيشونه، وكذلك علينا التوجه إلى مجلس الأمن وكل المنظمات الدولية التي تساندنا لإحقاق الحق الفلسطيني.

 

وشدد على ضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي حتى لو اتخذت أميركا قرارا بالفيتو، داعيا أميركا بأن تتحمل مسؤوليتها، فهي ليست مشاهد أومراقب في هذه العملية، وهي التي اقتنعت بضرورة وقف الاستيطان وتم إعلان ذلك من قبل الرئيس اوباما، ومن ثم تراجع عن ذلك، لكنا لسنا ملزمين بالتراجع، ولا نريد ذلك، لأن هذه  قضية إستراتيجية تمس حاضرنا ومستقبلنا، ولذلك لا اعتقد أن هناك قائد فلسطيني سيذهب إلى هذه المفاوضات تحت ترف أن نتنياهو وأميركا يريدون ذلك.

 

وتساءل، كيف سيتفاوض المفاوض الفلسطيني وهو ذاهب راكعا لشروط نتنياهو في عدم وقف الاستيطان؟، مؤكدا أن الجانب الفلسطيني جاهزا للذهاب إلى مفاوضات مباشرة شرط وقف واضح وكامل وعلني للاستيطان حسب خريطة الطريق، وحسب تقرير ميتشل وحسب كل الاتفاقيات التي وقعناها والتفاهمات التي تمت، وسنستمر في مفاوضات التقريب، إذا كانت القدس والحدود على سلم أولويات هذه المفاوضات، وعلى نتنياهو أن يقر بحل الدوليتين وفقا لحدود 67.

 

ونوه إلى أن الإدارة الأميركية استجابت لكل مطالب نتنياهو، وهذا شأنها، ولكن هذا لا يعطيها الحق بإلزامنا بالذهاب إلى مفاوضات فارغة مليئة بالأكاذيب، نحن نعرف أن هناك اتفاقيات سرية بين نتنياهو وائتلافه الحاكم، وهي قائمة على استمرار الوضع الراهن كما هو عليه، بل وتعزيز الاستيطان، فهو يريد أن يرضي أحزاب المعارضة ويركع القيادة الفلسطينية وهذا ما لن يحدث أبدا.

 

 

وأضاف أن القيادة الفلسطينية تتحمل المسؤولية إذا ترتب مكروه على رفضها لأي شيء يتعارض مع ثوابت شعبنا، وهي جاهزة لدفع الثمن.

 

وأكد أن تمسكنا بقضايا الحل النهائي، سيعطينا وزنا سياسيا في المجتمع الدولي، والمجتمع الإسرائيلي.

 

وأشار إلى أن السيناتور ميتشل سيأتي يوم السبت المقبل إلى المنطقة، وكنا قد سلمناه رؤيتنا حول الأمن والحدود والمياه والقدس واللاجئين بشكل مكتوب، وهذا موقفنا الذي لن نحيد عنه قيد أنمله، ولا ننتظر أن نسمع نصائح جديدة منه، بل نريد مواقفا وردا إسرائيليا على مواقفنا التي طرحناها في مفاوضات التقريب، وقال 'أنا أجزم أن مصالح شعبنا تقتضي التمسك بموقف عدم الذهاب إلى مفاوضات مباشرة في ظل المعطيات الموجودة'.

 

وشدد على ضرورة أن يلازم موقف القيادة هذا تعبئة شعبية، وتواصل مع القوى الحية في المجتمع العربي والدولي.

 

وحول فعاليات النضال الشعبي الذي انتهجته حركة 'فتح' في مؤتمرها السادس قبل نحو عام، نوه دحلان إلى أنها ليس بالمستوى المطلوب، لكنها أفضل مما كانت عليه في السابق، فما يجري من متابعة للأحداث في القدس وفي القرى المتضررة من جدار الفصل العنصري من قبل السلطة الوطنية وقيادة حركة 'فتح' يعتبر أمرا جيدا، لكن شعبنا بحاجة لأن يتعود على مثل هذا النضال.

 

وأضاف، أن النضال الشعبي والعمل الجماهيري مهم لتعزيز الروح الوطنية، وعبر عن أمله أن ينفض المجلس الثوري في اجتماعه القادم الغبار عنه بعد عام من انتخابه، وأن يضع آليات مختلفة عما كانت عليه خلال العام الماضي.

 

وقال دحلان 'لا اعتقد أن أداء اللجنة المركزية لحركة 'فتح' كمؤسسة يتلاءم مع حجم طموحات أبناء الحركة ولا حجم طموحات اللجنة المركزية نفسها، فهناك تقصير وهناك تعثر في العمل لكن يمكننا القول أنها كمؤسسة هي الآن أفضل مما كانت عليه من قبل، خاصة من حيث التناغم في المواقف السياسية والموقف الحركي الداخلي، واعتقد أن الجمهور الفتحاوي محبط من الأداء الرسمي للحركة، وكعضو لجنة مركزية أوجه اللوم لنفسي أولا قبل الآخرين'.

 

وبالنسبة لموقف الحركة من حكومة رام الله قال دحلان، ' سلام فياض يؤدي واجباته بطريقة ايجابية ومقدرة، لكن هناك بعض الأخطاء والتقصير، ويمكن القول إن التقصير الأوضح تجاه قطاع غزة، وهذا ليس من قبل الحكومة فقط بل من قبل القيادة الفلسطينية ككل، وغزة تستحق منا أكثر من ذلك' على حد قوله.