خبر لنقص ونلصق- هآرتس

الساعة 09:37 ص|12 يوليو 2010

لنقص ونلصق- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: القيادة الفلسطينية مجربة بما فيه الكفاية لتعرف بأن نتنياهو لا يقصد حقا ما يقول في أنه مستعد حتى للمخاطرة من أجل السلام - المصدر).

        سجلوا أمامكم الموعد: 7 حزيران 2010. في هذا اليوم أبلغ رئيس وزراء اسرائيل مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك بأنه اذا وافق الفلسطينيون على الحديث معه ففي غضون، سنة واحدة يمكن الوصول معهم الى اتفاق. واضاف بنيامين نتنياهو يقول: "أنا مستعد لان أتخذ خطوات قاسية من أجل الوصول الى إتفاق سلام".

        هذه الأقوال المفاجئة يجدر قصها ولصقها الى جانب مقطع الصحيفة من 7 تموز 1996، بداية عهد الولاية الاولى لنتنياهو كرئيس للوزراء. قبل 14 سنة بالضبط من اعلانه بأنه عاد الى القيادة "كيف يفعل شيئا كرئيس وزراء" – اعلن نتنياهو في مقابلة مع شبكة سي بي اس: "سأفاجىء العالم مثلما فاجىء بيغن". وقد حصل هذا عشية لقاء مع الرئيس بيل كلينتون، في ظل خلاف، وكيف لا، حول الاستيطان.

        منذئذ، كما هو معروف، يحبس العالم أنفاسه في ترقب متحفز للمفاجأة. صحيح، في تلك الأيام قال نتنياهو إن الدولة الفلسطينية غير واردة في الوقت الذي في هذا الزمن يتحدث عن حل  الدولتين. بالفعل، في تموز 1996 شرح بأنه لا توجد أي قيمة لتجريد فلسطين وذلك لانه "لا يمكن ضمان التجريد بعد أن تقام الدولة"، أما الان فالتجريد هو كلمة أساس في مذهب السلام لرئيس الوزراء. احيانا العمر، التجربة والواقع تنطوي في داخلها على مفاجآت صاخبة. لعل نتنياهو موديل 2010 هو موديل محسن لبيبي 1996؟ حبذا.

        في التلمود البابلي، قيل "ليس للقاضي إلا ما تراه عيناه". هكذا بالنسبة للمحلل السياسي – ليس لديه إلا ما تراه عيناه وتسمعه أذناه. قبل أقل من اسبوعين سمع الموقع أدناه وسجل على لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه في اطار محادثات التقارب نقل الى نتنياهو وثيقة مفصلة جدا عن المواقف الفلسطينية في مسألة الحدود. بل ان عباس اشار الى انه اقترح ان ترابط في المناطق التي تخليها اسرائيل قوات أجنبية، كالناتو او اليونيفيل. وروى الزعيم الفلسطيني الى نصف دزينة من الصحفيين الاسرائيليين كان استضافهم في مكتبه بانه اقترح على اسرائيل – من خلال المبعوث جورج ميتشل – استئناف عمل اللجنة المشتركة لمنع منشورات التحريض.

        وبدلا من ردود موضوعية على مواقفه واقتراحاته، تلقى عباس اسئلة عمومية، ولا سيما اجرائية، تتجاوز باستخفاف المسائل الجوهرية. نتنياهو ليس مستعدا لان يسمع عن تفاهمات اولمرت – ابو مازن، برعاية الرئيس بوش. صيغة التسوي الدائمة التي عرضها الرئيس كلينتون في كانون اول 2000 (ضم 4 – 6 في المائة من الضفة وتبادل للاراضي) تتعلق بنتنياهو مثل اتفاق واي، الذي وقعه هو نفسه في تشرين الاول 1998 (نقل 13 في المائة من مناطق ج الى السيطرة الفلسطينية المدنية او الشاملة) و لم ينفذه ابدا.

        اذا ما حكمنا الامور حسب ما قاله في نهاية لقائه الاخير مع نتنياهو وفي المقابلة مع القناة 2، فان الرئيس  الامريكي براك اوباما، "يؤمن بأن نتنياهو يريد السلام ومستعد ان يأخذ المخاطر من اجل السلام" (كلينتون هو الاخر قال في تموز 1996)، "أؤمن بأن نتنياهو سيواصل مسيرة السلام". ليس واضحا الى أي حقائق يستند تفاؤل الرئيس. منتقدو اوباما يدعون بانه خلف العناق الذي منحه لنتنياهو تختبىء مصالح سياسية ضيقة: الانتخابات القريبة للكونغرس، اما عندنا، كما هو معروف، فلا وجود لمثل هذه الامور؛ ايهود باراك ورفاقه في النادي "من مواصلي درب رابين" يجلسون في حكومة نتنياهو انطلاقا من ايمان صادق بأن بيبي يعد لنا مفاجأة. والدليل: اوباما اعطاه عناقا.

        في تموز 1996، غداة زيارة نتنياهو الى البيت الابيض، اقترح شمعون بيرس عدم السير بضلال خلف الابتسامات التي استقبلت رئيس الوزراء. "امريكا هي دولة كثيرة الكياسة"، شرح من كان في حينه رئيس العمل والمعارضة، واضاف: "وعدوهم بمفاجآت وبراغماتية. ولم يحصل لا هذا ولا ذاك". وحذر بيرس من ان سياسة نتنياهو من شأنها ان تعرض للخطر وجود الدولة. ليس أقل. الحاصل على جائزة نوبل يبقي شفتيه الان مسدودتين. هو أيضا لا بد ينتظر مفاجأة على نمط مناحيم بيغن. اما نحن فبقينا مع بنيامين زئيف أدامه الله. طالما بقي يجلس الى جانب بيبي، انسوا المفاجآت.