خبر مطلوب مسيرة، ليس بادرات- هآرتس

الساعة 09:36 ص|12 يوليو 2010

مطلوب مسيرة، ليس بادرات- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

رزمة الخطوات "لبناء الثقة" التي يعتزم رئيس الوزراء عرضها على الفلسطينيين تثير التساؤلات. ظاهرا تدل على تغيير في الاتجاه. فهي تتضمن ضمن امور اخرى رفعا لمزيد من الحواجز، نقلا للاراضي الى السلطة، والتي سيشق عليها الطريق الى المدينة الفلسطينية روابي، وبالاساس، سحب قوات الجيش الاسرائيلي من عدة مدن في الضفة وتسليم السيطرة الامنية فيها الى السلطة الفلسطينية. والمقصود من هذه الخطوات هو تعزيز سيطرة سلام فياض في الضفة الغربية. اما عمليا فهي تشبه بقدر أكبر شبكة التمويه التي ترمي الى اخفاء تملص اسرائيل من مسؤوليتها عن المسيرة.

        لو كان مثل هذا الاقتراح جاء قبل سنة، في وقت قريب من اعلان بنيامين نتنياهو عن تبنيه حل الدولتين للشعبين، لكان يمكن التعاطي معه بجدية وبثقة. ولكن القطيعة التي نشأت بين نتنياهو وبين محمود عباس، الانتقال الى محادثات غير مباشرة بعد سنوات من المحادثات المباشرة، وبالاخص، حقيقة ان هذا الاقتراح جاء في اعقاب ضغط امريكي، تثير الاشتباه بأن نتنياهو لا يزال يحاول الالتصاق بسياسته القديمة. تلك التي تبدي الاستعداد لان تعرض بادرات طيبة وخطوات لبناء الثقة على ألا يضطر الى البحث في الامور الجوهرية.

        عباس والسلطة الفلسطينية مجربان بما فيه الكفاية في مناورات حكومات اسرائيل ويمكن التقدير بأنهما لن يقعا مرة اخرى في فخ الاغراءات عديمة المضمون. ولكن ليس فقط ثقة الفلسطينيين يتعين على نتنياهو ان يكسبها. الجمهور في اسرائيل ايضا بعيد عن أن يقتنع بأن نتنياهو وحكومته مستعدان للقيام بما هو ضروري من اجل التقدم نحو مفاوضات جدية، فما بالك نحو اتفاق سلام.

        حتى الان لم تعلن اسرائيل بأنها مستعدة للبحث في المسائل الجوهرية مثل ترسيم الحدود، مكانة القدس، حل مناسب لمشكلة اللاجئين ومكانة المستوطنات. كما أن نتنياهو لم يوضح حتى الان صراحة ماذا سيكون موقفه من استمرار التجميد للاستيطان – الخطوة التي سيكون مطالبا بها في شهر ايلول – وهو حتى لا يبدأ في تهيئة الرأي العام في اسرائيل نحو امكانية انسحاب اسرائيلي. الخطوات التي يقترحها نتنياهو ليست سياسة وليست بديلا لها. وهو لا يمكنه ان يتظاهر بالسذاجة وأن يقول إنه أوفى بتعهداته تجاه المسيرة السلمية وأن يحاول مرة أخرى عرض الفلسطينيين كرافضين.