خبر « المولدات » بغزة شرُ لابد منه

الساعة 05:29 ص|12 يوليو 2010

"المولدات" بغزة شرُ لابد منه

فلسطين اليوم-غزة

رغم أنها أصبحت بمثابة رفيق قسري لكل أسرة في ظل أسوأ أزمة كهرباء تشهدها محافظة رفح، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مصدر للإزعاج وتلوث البيئة، وتعالت أصوات المواطنين بالشكوى وطالب الكثيرون بوضح حد لانتشارها الكبير.

دخان المولدات ذات الرائحة الكريهة لوث الأجواء بصورة غير مسبوقة وأصواتها المزعجة لا تتوقف ليلاً ولا نهاراً.

بدائل خطرة

مولدات الكهرباء أو كما يسميها البعض "البديل المزعج" باتت حديث الشارع في ظل تواجدها داخل معظم المنازل وأمام المحال التجارية، خاصة مع تزايد التلوث والضوضاء بسببها.

المواطن إسماعيل جرغون أكد أنه بات لا يطيق رائحة المولدات ولا يحتمل صوتها المزعج، لافتاً إلى أن المولد الواحد يصدر عوادم وروائح قد تزيد عن تلك التي تصدرها خمس مركبات.

وأوضح جرغون ويقطن حي الجنينة شرق محافظة رفح، أنه بات يجبر على إغلاق نوافذ منزله رغم حرارة الجو، مؤكدا أن الحر أهون عليه من رائحة المولدات وضوضائها.

ولفت إلى أنه بحث عن بدائل توفر الطاقة لمنزله دون إزعاج أو روائح كريهة، موضحا أنه اشترى بطاريات تخزن الطاقة وأوصلها بمحول خاص واستطاع إنارة منزله لساعات يوميا دون أن يضطر للجوء للمولدات.

أما المواطن بهاء عبد الله فأشار إلى أنه بات يتجنب السير بجانب المولدات التي تملأ الشوارع ويحاول إبعاد دخان مولده عن أبنائه، خاصة بعد أن قرأ في إحدى المجلات على شبكة الانترنت عن خطورة عوادم المولدات التي تعمل بوقود البنزين واحتواء الأخير على الرصاص الذي يلحق ضرراً بالغاً بالصحة.

وطالب عبد الله الجهات المعنية بالعمل من أجل وضع حد لظاهرة المولدات من خلال منع بيعها أو إدخال مزيد منها من خلال الأنفاق.

 

شر لا بد منه

المواطن محمود سلمان وكان يحمل مع أحد أبنائه مولدا ويتجهان إلى مركز المدينة بحثاً عن إحدى الورش لإصلاحه قال بغضب "إيش اللي رماك ع المر إلا اللي أمر منه".

وأوضح سلمان أنه لم يكره شيئاً في حياته كما كره المولد، فإضافة إلى أخطاره وروائحه الكريهة وصوته المزعج تحول إلى عبء إضافي على أسرته، فهو يحتاج إلى وقود وزيت وصيانة، متمنياً أن يأتي اليوم الذي تحل فيه أزمة الكهرباء ليتخلص منه.

وبيّن سلمان أنه يستمع إلى شكوى جيرانه رغم امتلاكهم مولدات، لافتاً إلى أن أحدهم قرر بيع مولده فيما أنشأ آخر غرفة فوق سطح منزله للتخفيف من صوته ورائحته، بينما يبحث ثالث عن نوعية حديثة دخلت القطاع دون صوت.

أما المواطن إبراهيم جمعة فأكد أنه لا يشغل المولد إلا عند الضرورة، كحاجته لرفع مياه للخزانات العلوية أو مشاهدة مباريات كأس العالم وأحيانا عند زيارة بعض الضيوف له.

ولفت جمعة إلى أنه ورغم تلهفه في البداية لشراء المولد واقتراضه من أحد أصدقائه إلا أنه لم يعد يحبذ تشغيله ويفضل إنارة مصابيح الكيروسين أو الشموع.