خبر عنصرية باسم الشريعة- هآرتس

الساعة 10:03 ص|11 يوليو 2010

عنصرية باسم الشريعة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الرسالة التي نشرها ثلاثة حاخامين في جنوب تل أبيب، والتي تأمر السكان بعدم تأجير شققهم الى المهاجرين واللاجئين الذين يسعون الى الانخراط في المدينة، تتظاهر بالحرص على رفاه السكان والرأفة بطالبي اللجوء، ولكنها بالكاد تنجح في ان تخفي العنصرية الفظة التي تعتمر بين سطورها.

        يحذر الحاخامون السكان من مغبة ادخال "عمال أجانب غير قانونيين" الى بيوتهم، ولكن واضح ان ليس الحرص على القانون هو الذي يشغل بالهم، وذلك لانهم لا يطالبون بمعاملة مشابهة تجاه مخالف القانون من مواطني اسرائيل. وبحجة أن الاجانب يؤدون الى تصاعد الجريمة والى الزواج المختلط، فانهم يأخذون القانون في ايديهم ويتجاوزون البلدية والشرطة.

        السكان الضعفاء في الاحياء الجنوبية يضطرون الى استيعاب اللاجئين، من مهاجري العمل والمتعاونين. وهكذا نشأ احتكاك اشكالي وتعاظمت احاسيس الظلم والاغتراب في اوساطهم. من الصعب مطالبة سكان الاحياء الفقيرة في الجنوب بان يستقبلوا منبوذي العالم باذرع مفتوحة والا يشعروا بانهم مهددون، ولكن في هذا الواقع المعقد فان دور الزعماء – المتدينون والعلمانيون – هو محاولة جسر الفوارق والبحث عن سبل ابداعية لحياة مشتركة.

        مع ان الحاخامين الموقعين على الرسالة لا يتبوأون مناصب رسمية، الا ان الجمهور يتأثر جدا بارائهم. بلدية تل ابيب، التي تبذل جهدا لا بأس به في معالجة مهاجري العمل، كان يمكنها أن تستعين بهم لخلق اتصال مع المهاجرين وزعمائهم والسعي الى دمجهم في الحي حسب النموذج الجاري في العديد من الدول. غير أن الحاخامين يفضلون استغلال مخاوف السكان لاثارة الخواطر باسم الشريعة.

        في نهاية الاسبوع قضى نحبه الحاخام يهودا عميتال، زعيم شجاع أقام حركة "ميماد" السياسية. باسم الايمان الديني رفع حزبه علم التسامح، الانسانية ومحبة السلام، ومع أن اعضاءه كانوا دوما في الاقلية الا انهم عرضوا بديلا هاما حيال التطرف الاصولي – القومي.

        في السنوات الاخيرة صمت مواصلو درب الحاخام عميتال وتعاظمت مكانة حاخامين من امثال المبادرين للرسالة في تل أبيب. يمكن أن نأمل بان تفهم الضرر الذي يلحقونه، فتتنكر لنشاطهم المشكوك فيه وتعرض على كل سكان جنوب المدينة، من دائمين ومؤقتين تعايشا بكرامة، دون خوف ودون عنصرية.