خبر اوباما - نتنياهو -يديعوت

الساعة 10:02 ص|11 يوليو 2010

اوباما - نتنياهو -يديعوت

مخاض الحب

بقلم: سيفر بلوتسكر

أنتم تشتبهون بي لان اسمي الوسط "حسين"، قال الرئيس الامريكي براك اوباما في مقابلة غير مسبوقة في صدقها لـ يونيت ليفي من القناة 2. وقد اصاب في الصميم. في الرأي العام الاسرائيلي تجذر انعدام عميق للثقة بنوايا اوباما. نعم، بسبب أصله أيضا. قبل بضعة اسابيع اعترف امامي موظف كبير في وزارة حكومية فقال: نحن نعد الايام لنهاية ولاية اوباما. نتمنى هزيمته.

في هذه التمنيات لا يشارك رئيس الوزراء. خلافا للمحيطين به وللهامسين في اذنه، فان نتنياهو بالذات يرى في اوباما صديقا حقيقيا لاسرائيل. صهيوني متحمس. نتنياهو سحر باوباما حين كان سناتورا. وتنبأ بتسلمه الرئاسة. وهو يرى فيه نفسا توأما بالمفهوم الاجتماعي: اصلاحي جاء من الخارج، جواد وحيد شق دربه نحو القمة رغم انف النخب السلطوية والاقتصادية. الممثل الاصيل لائتلاف المنبوذين، الذي لا يزال بيبي ايضا يعتبر نفسه ينتمي اليه.

نتنياهو يتحدث بتقدير عن الاصلاحات الكبرى التي نجح اوباما في احداثها في النصف الاول من ولايته الاولى: في التأمين الصحي، في ادارة الميزانية، في الرقابة على الجهاز المالي – اصلاحات تغير انظمة الامور من اساسها، ولهذا فانها تأسر قبل نتنياهو.

محللون كثيرون، في البلاد وفي الولايات المتحدة، يرتكبون خطأ جسيما في فهم العلاقات بين الرجلين. فهما ليسا خصمين، بل شريكان في الدرب وفي السر. لا يكنسان الخلافات تحت البساط، بل يوضحانها. نتنياهو راكم ساعات حديث عديدة مع اوباما، يرى فيه الرئيس الاكثر جدية الذي كان لامريكا منذ عقد من الزمان، اكثر بكثير من سلفه بوش، وبالتأكيد هو سياسي مصداق، يتطلع الى الايفاء بوعوده. ساع لا يقل ولا يمل نحو اهدافه. وبالاساس هو الرئيس الامريكي القادر على أن يبلور تسوية اسرائيلية – عربية، نتنياهو قادر على ان يقرها في الكنيست والحكام العرب قادرون على أن يقروها في شارعهم.

نتنياهو يؤمن بانه في المكان الذي فشل فيه بيل كلينتون بسبب خفة الرأي وجورج بوش بسبب احادية الجانب، يمكن لبراك اوباما ان ينجح.

براك حسين اوباما هو ايضا الامل الاكبر لنتنياهو في القاء كرئيس وزراء بل والانتصار في الانتخابات القادمة. ونتنياهو هو الامل الاكبر لاوباما في أن يحقق احدى امانيه المركزية كزعيم عالمي، كمصلح للعالم، وهو تطلع كرره في المؤتمر الصحفي المشترك في الابيت الابيض: تسوية اسرائيلية فلسطينية حتى 2012. ومثله اعترف نتنياهو الاسبوع الماضي: يمكن الوصول الى تسوية في غضون سنة. قول ثوري على لسان من وصفه اوباما بانه "ليس حمامة".

نتنياهو يقرأ خطابات اوباما، يتابع قراراته ولا يخطىء فيه. اوباما هو الاخر ليس حمامة. في السنة والنصف من رئاسته قاد تصفيات مركزة اكثر مما صادق عليه بوش في ولايتيه. التعاون الامني بين اسرائيل والولايات المتحدة وثيق، المساعدة العسكرية سخية. العمل المشترك ضد النووي الايراني لم يشطب عن جدول الاعمال.

من هنا الاهمية الهائلة لزيارة نتنياهو الاخيرة الى الابيت الابيض: في ذروة الانتقاد الدولي على اسرائيل، تلقى شهادة تسويغ مغلفة بالذهب من يد رئيس امريكي أسود، يتماثل مع اليسار، مع العالم النامي، مع حقوق الانسان، مع الانفتاح تجاه التقاليد الاسلامية. المشروع الصهيوني وصفه اوباما بانه "مصدر هائل للامل للانسانية". ووصف نتنياهو بانه "سياسي ذكي ومجرب... لا يريد فقط التمسك بكرسيه".

وكشف اوباما في المقابلة ليونيت ليفي النقاب عن ادارته فقال: "ادارتي وفرت امنا لاسرائيل اكثر من أي ادارة امريكية في التاريخ". وينبغي قراءة ردود الفعل الهستيرية لليسار المتزمت، الغربي والعربي، كي نفهم ما حصل هنا. اوباما مزق ربطة عنق المقاطعة المشتدة على اسرائيل، وعلى نتنياهو بالخصوص. لقاؤهما الاخير لم يكن بداية صداقة رائعة. كان فصلا آخر في قصة حب غير عادية نسجت بينهما.