خبر ائتلاف محصو السائرين- معاريف

الساعة 10:01 ص|11 يوليو 2010

ائتلاف محصو السائرين- معاريف

بقلم: أسف شنايدر

(المضمون: عائلة شليت قد لا تعرف هذا، ولكن في نظر المعارضين لصفقة تحرير جلعاد أصبحت لحما من لحم اليسار المكروه - المصدر).

يحتمل جدا ان تكون عائلة شليت راضية عن نتائج حملة الاحتجاج مشيا على الاقدام، من متسبيه هيلا الى القدس، مع وصولها الى المحطة النهائية. رغم القيظ الذي لا يرحم، انضم الالاف اليهم كل يوم. امتلأت مسارات ايالون، واحتدمت ازمة السير على طريق رقم 1. وقد توقعوا على الاقل، وخشوا بان قلائل فقط سيصلون هذا اذا وصلوا اصلا. ولكن هناك من هو خائب الامل: خائب الامل ايجابا. خائب الامل شماتة. وهؤلا هم محصو السائرين – الذين يعارضون صفقة واسعة النطاق مع حماس. على مدى الحملة، بقطع مهووس اهتموا كل يوم بالتسجيل المتشدد. حللوا الصور الجوية. طوروا نماذج لاحصاء الرؤوس. في المنتديات، في التعقيبات، في مواقع الانترنت، بشروا كل صباح بفخار: ليس 4.000 ساروا بل حد اقصى 400. ليس 2.000 بل بالكاد 300. وها هم يصرخون، مرة اخرى تكذب وسائل الاعلام المتجندة، الخائنة والمغرضة.

        كل هذا كان يمكن أن يبقى مثابة كلام عادي عن وعاء الضغط الذي يغلي في مملكة المعقبين، مما يتيح التعرض الكبير لمواقف الهوامش الهاذية. ولكن لا ينبغي تجاهله: فهو يكشف الطريق غير المتوقع الذي أثرت فيه المسيرة على عائلة شليت مثل السهم المرتد. فجأة، الصق بعائلة شليت انتماء سياسي.

        ربما لا تعرف عائلة شليت بانها هكذا. ولكن في نظر ائتلاف محصي السائرين اصبحت فجأة لحما من لحم اليسار المكروه. فهم يؤيدون شيئا يعتبر  تنازلا بلا شروط ومسا بالمناعة الوطنية؟ هم يقفون ضد رئيس الوزراء المحبوب نتنياهو؟ هم يتمتعون باسناد اعلامي؟ حسنا، لا يوجد هنا على الاطلاق سؤال اذا كانوا يساريين. واليساريون يستحقون معالجة واحدة فقط: مطاردة علنية.

        هذه ليست ظاهرة الهوامش الهاذية. هذا تعبير واحد آخر عن انعدام التراص الفظيع الذي يعيشه المجتمع الاسرائيلي، الذي يفقد آخر ما تبقى له من القيم المشتركة. تعبير عن المناخ الاجتماعي الذي تكون فيه كل مواجهة، كل مسألة اجتماعية، كل صدام قانوني، كل جدال اكاديمي – تفحص فقط بأدوات "هل أنت معنا أم مع أعدائنا". واذا لم تكن أنت "معنا" فانت بالتأكيد يساري لعين، متظاهر من بلعين، اسوأ من عربي.

        نعم، يمكن الجدال في هوية المحررين. يمكن التخوف من تحرير مخربين كبار في أن يعودوا الى تنفيذ عمليات (ويمكن، بالمقابل، الاعتقاد بانه من اللحظة التي يخرجون فيها من بوابات السجن – يكون حكمهم مثل حكم من يتجول وهدف مرسوم على جبينه). ولكن ما علاقة كل هذا بالبطاقة التي توضع في صندوق الاقتراع؟ فالحقيقة البسيطة هي انه لم يحصل أن اعيد أسرى اسرائيليون دون ان يعاد مقابلهم عدد أكبر بكثير من أسرى او سجناء العدو.

        لوقت غير بعيد كان هذا جزءا من الاجماع الاسرائيلي. حقيقة صلبة ومسلم بها، لا صلة لها بالهوية السياسية للحكومة القائمة: مقابل أسرانا نحن ندفع كل ثمن. وها هو الاجماع مات. تجندت؟ قاتلت؟ وقعت في الاسر؟ بحياتك، أكلتها، ما الذي يمكن عمله. او أنك يسروي.

        من ناحية رئيس الوزراء هذه أنباء طيبة. المعنى هو أن له اسنادا جماهيريا جارفا لمواصلة اطلاق التصريحات عن "الاستعداد لثمن باهظ" والجر الى الابد للمفاوضات غير المباشرة مع حماس. من ناحية أفيفا ونوعام شليت هذه انباء فظيعة: اذا كان رجل ثكل أخيه في الحرب، وابنه المقاتل وقع في الاسر، يبتعد عن مواقف متطرفة وكأنها النار ينجح في أن ينتزع تصريحات متطرفة من اعماق القلوب – فاي أمل تبقى لنا بعد ذلك؟